بعد سلسلة التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها بلدة القاع الحدودية، عادت الاصوات المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين بسبب انتماء الانتحاريين الى الجنسية السورية، فلم يشفع للاجئين تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكّد أنّ «الانتحاريين أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللجوء»، فأصوات المطالبة بترحيلهم تعلو أحيانًا خصوصًا بعد حدوث أي عمل إرهابي على الأراضي اللبنانية. فهل هناك إمكانية عودة اللاجئين إلى بلادهم في ظل استمرار الحرب السورية؟
اقرأ أيضاً: بعد تفجيرات القاع: كيف حمى حزب الله لبنان من الإرهاب؟!
أكّد عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب فادي الأعور في حديث لـ«جنوبية» وافق على مبدأ الترحيل قائلا أن «هناك إمكانية ان يرحّل اللاجئون السوريون إلى بلادهم إذا تمّ التعاون بين الحكومة اللبنانية والجكومة السورية، ومن هنا نستطيع ضمان عودتهم إلى أماكن آمنة»، ورأى الأعور أنّ «تقاعس الحكومة اللبنانية عن اتخاذ قرار عودة اللاجئين يعود إلى ارتباط قرار عدد كبير من وزرائها في المملكة العربية السعودية التي تدير معركة الارهاب في سوريا» حسب رأيه.
وعن الخطر على حياة اللاجئين السوريين المعارضين في حال ترحيلهم شدّد الأعور « أنّ الحكومة السورية تؤكّد دائمًا استعدادها للتعاون مع المعارضة السورية وهذا ما ظهر في مفاوضات “جنيف”، ولكن المعارضين بالفكر وليس المتطرفين والارهابيين، فأي معارضة متحضرة سيتم التعامل معها باحترام».
وعن القرارات الدولية التي تمنع ترحيل اللاجئين الى أماكن النزاع قال الأعور «القرارات الدولية لم تنفذ منذ 70 عامًا منها القرارات المتعلقة بالفلسطينيين..لذلك إن كل القرارات التي تصدر عن مجلس الامن المرتهنة قراراته للحلف صهيو- أميركي فإن هذه القرارات غير منصفة»، وختم الأعور أنّ «حلّ أزمة اللاجئين وعودتهم إلى الداخل السوري تبدأ عندما يتعاون الجيش اللبناني مع الجيش السوري للحدّ من تدفق الارهابيين».
بدوره أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أنّ «قرار ترحيل السوريين وإعادتهم إلى بلادهم يتخذ في حالتين فقط، عندما توقع اتفاقية سلام ووقف إطلاق النار في سوريا، أو عندما يتمّ تجهيز مناطق آمنة داخل الاراضي السورية، وهاتين الحالتين بعيدتين حاليًا. لذلك علينا الابتعاد عن أي تصاريح تثير الأحقاد بيننا وبين السوريين».
وأضاف درباس في حديث لـ«جنوبية» «لم نفهم حتى اللحظة ما هي علاقة اللاجئ السوري بالارهابيين الذين فجروا نفسهم، فالمعلومات أكّدت أنّ الانتحاريين أتوا من داخل الاراضي السورية وليس من المخيمات».
اقرأ أيضاً: حلّوا عن سما اللاجئ السوري… يا عنصريين!
وعن الأصوات التي علت حول ترحيل السوريين ومنع تجوالهم قال درباس «نحن نفهم ما يخرج عن أهالي القاع فهم يعيشون اليوم حالة من الغضب والهلع، لذلك علينا تمرير هذه المرحلة» وختم درباس «سياسة الدولة ترسم في مجلس الوزراء وليس في الشارع، لذلك على الجميع التوقف عن الكلام الاستهلاكي».