استفتاء بريطانيا.. واسباب عودة العصبيات الانعزالية الى اوروبا

بريطانيا
بعد 43 عامًا على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، قرّر البريطانيون التصويت ضدّ بقائهم في الاتحاد الذي وحّد الاوروبيين على طريق الانماء الاقتصادي المشترك بعيدا عن الحروب المدمرة. فما هي تداعيات هذا الاستفتاء؟

إنقسم البريطانيون والعالم حول نتائج الاستفتاء النهائي الذي أظهر تقدّم لصالح مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي بنسبة 51،9 % مقابل 48،1%. فبين تصريح وزير الخارجية الالماني الذي أكّد أنّ يوم 23 حزيران هو يوم «يوم الحزن في اوروبا»، وبين تصريح زعيم اليمين الداعم لحملات الخروج نايغل فاراج الذي طالب بتحديد يوم 23 حزيران «بالعيد الوطني في بريطانيا»، ظهر التباين بين الاوروبيين حول مستقبل اوروبا. فما هي أسباب وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؟

اقرأ أيضاً: خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مقامرة تنبئ بزلزال اقتصادي عالمي

انطوان حداد
الدكتور انطوان حداد

الكاتب الدكتور انطوان حداد رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ « التصويت لصالح الخروج وإن بفارق بسيط في النسب، يظهر العودة الى العصبيات القومية والانعزالية والخوف من الآخر..إنّها ظاهرة لا تنفرد بها بريطانيا وحدها بل هي ظاهرة موجودة على الصعيد العالمي تجسدت بالمجتمعات المفتوحة كأوروبا وأميركا، ولأن هذه المجتمعات تعتمد على الديمقراطية فإنها تذهب نحو الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات».

وتابع حداد «هذه الظاهرة تهدد بخلق مناخ عالمي متوتر جدًا لم يعرفه العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، التي حوّلت العالم من وجهة بناء الجدران نحو بناء الجسور وتجاوز الماضي وانشاء المؤسسات الاتحادية».

ولكن ما هي أبرز الاسباب التي دفعت الانكليز الى التصويت ضدّ البقاء في الاتحاد الاوروبي، قال حداد « هناك شعور عند فئات واسعة من الطبقة العاملة بوطأة المنافسة الخارجية من داخل اوروبا، خصوصًا بعد انضمام عدد من دول أوروبا الشرقية الى الاتحاد في السنوات الأخيرة التي تتمتع بيد عاملة رخيصة. اضافة لتزايد الهجرة من أفريقيا وآسيا نحو اوروبا. وكذلك الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أوروبا منذ العام 2008 والتي لم تستطع الخروج منها حتى اليوم».

وأكّد حدّاد أنّ «الأمر الذي فجّر الشعور القومي والانعزالي في اوروبا هو ما حصل في السنتين الأخيرتين، وهو تزايد الهجرة من الشرق الأوسط وخصوصًا من سوريا بالتزامن مع الأعمال الارهابية التي ضربت فرنسا وبلجيكا والتي كان صداها مقلق في كامل اوروبا والعالم الغربي. ولو حصلت انتخابات في جميع دول اوروبا لكنّا شهدنا تقدمًا لافتًا لليمين المتطرف للمرة الاولى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية».

ولفت حداد أنّ «خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيغرق أوروبا في حلّ مشاكلها الداخلية، وتنامي الشعور العام عند الاوروبيين أنّ الشرق الاوسط هو مصدر الارهاب لتصبح مكافحة الارهاب اولوية عن حلّ مشاكل الشرق الاوسط المزمنة وبالتالي إطالة الازمات في الشرق».

اقرأ أيضاً: سببان جعلا البريطانيين يرفضون الاتحاد الأوروبي… فما هما؟

وختم حداد «ما حصل في بريطانيا هو رثاء لآلية الاندماج وتراجع الى الخلف، مما سيترك آثاره السلبية في مستقبل العالم».

السابق
الكرة الإنكليزية ضحية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
التالي
الحريري وميقاتي في خندق واحد ضد اشرف ريفي