المجاهدون في الطريق الخاطئ نحو الله

المجاهدون في العالم ينتظرون قيام الحروب في اي بلد في منطقتنا للقدوم إليها لتحقيق حلم قديم بإنشاء الخريطة الإسلامية من بحر العرب وصولاً إلى مضيق جبل طارق ليتجمعوا فوق أرض ذات سيادة واحدة وتُطبق فيها شريعة «العدالة الإسلامية».

في سوريا، لبى الأفغان والباكستانيون الشيعة نداء الإيرانيين للذهاب معهم إلى الحرب ضد الإرهابيين المستكبرين في سوريا.

عام 1996 أعلن يلتسن وقف إطلاق النار مع الشيشانيين، ووقع معهم عام 1997 إتفاقية سلام. بعد سنتين من التوقيع عاد الجيش الروسي إلى الشيشان وكان في إستقبالهم «السعودي» ثامر السويلم الملقب بـ”الخطاب”.

في أغلب التسجيلات المصورة للخطاب العائدة إلى فترة قتاله في الشيشان، يشدد على القتال من أجل تطبيق «العدالة الإلهية»

أما في اليمن وبعد إعلان السعودية عاصفة الحزم على الحوثيين، تولى “أبو صالح” القيادي العسكري لحزب الله اللبناني إستقبال قوات عاصفة الحزم «المتغطرسة» على حد وصف السيد علي الخامنئي وذلك عبر مجموعات مسلحة قام بالإشراف على عملية تشكيلها وتدريبها.

منذ شهر آذار 2016 تمكنت إيران من تجنيد 3000 مقاتل شيعي أفغاني. وأعلنت القاعدة عن عودة نشاطها وتجهيز خلاياها لإستهداف المدن الغربية.

يتقاتل المجاهدون مذهبيا فيما بينهم، ولكن مدرسة الاسلام تجمعهم، فيزف حزب الله مقاتليه في بيان رسمي يضم عبارة أساسية تتكرر دائماً عند نعيه أي مقاتل سقط له في سوريا أو اليمن أو العراق «قتل أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية و “الإستكبار” الأميركي – الإسرائيلي».

كذلك تنظيم القاعدة، ينعي مقاتليه بكلام شبيه: «إرتفع شهيداً أثناء تأديته الواجب الجهادي بوجه الجيش الصليبي والأحزاب المرتدة وبوجه الإستكبار الأميركي والصهيوني».

من الشعارات التي يرددها الشيعة خلال الخطابات الدينية والسياسية في العواصم التي تتواجد بها المجموعات المسلحة الموالية لإيران هي الموت لأميركا واسرائيل والموت للتكفيريين.

وقد إنتشر على موقع يوتيوب مادة مصورة تحمل عنوان «الفيديو الأكثر إزعاجاً حول إحتلال الإسلام لأوروبا» تظهر شاب مسلم في إحدى قطارات فرنسا يصرخ قائلاً «اللهم يتم أطفال الفرنسيين، اللهم أنصر الإسلام في كل مكان»، هذه النداءات الحماسية وجدت من يحققها في فرنسا وحصدت أرواح 13 شخصا من صحيفة شارلي هيبدو.

إن الصور التي نشرتها صحيفة شارلي ايبدو عن النبي محمد إعتبرها منفذو الهجوم مسيئة لشعورهم الديني. لكن ماذا كان شعور الأوروبيين الذين اعلنوا الحداد ثلاث أيام على أرواح القتلى، وماذا عن شعور المسلمين تجاه الصور المسيئة إلى النبي محمد.

إن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون وصف الحادث بالعمل الإرهابي الجبان. اما الولايات المتحدة فاحتلت صدارة المشهد ونفذت طائراتها غارات على معاقل الدولة الإسلامية في سوريا، وبعد أشهر على أحداث باريس ألقت الشرطة البلجيكية القبض على العقل المدبر للجريمة عبدالحميد أبوعوض وهو فرنسي من أصول مغربية وكان قد تبنى فرع القاعدة في اليمن العملية.

لم يهتم هولاند أو أوباما او حتى بوتين بالواقع المزري الذي يعيشه المسلمون في بلدانهم ولم يتحدث اياً منهم عن إغلاق أبواب الحرب المفتوحة في بلدان الشرق الأوسط ذات الأغلبية المسلمة والتي تحصد يومياً عشرات الضحايا.

إقرأ أيضاً: لواء الفاطميين.. «لحم أفغاني رخيص» قذفت به إيران للمدافع في سوريا

كل شيء هامشي عندما يتعلق الأمر بالمأساة التي تشهدها سوريا والعراق واليمن، وتنقلب المواقف إلى كثير من الجدية عندما تغرق الدول الأوروبية بالعنف نفسه الغارقة به الدول العربية وتحت الشعارات نفسها، «محاربة الإرهاب» و «تمدد الإرهابيين».

بإعتقاد مقاتلي القاعدة فهم يقاتلون لتحقيق العدالة ويحتفل مؤيدوا القاعدة بكل عملية ارهابية تنال من الغربيين. وبالأمس أعلن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، قيام المقاومة المسلحة في البحرين بوجه «غطرسة» قوات الملك البحريني المتعاونة مع درع الجزيرة لفرض الأمن وسيحتفل البعض بأية ضربة تتلقاها القوات الحكومية على يد من أمرهم سليماني بحمل السلاح وستعد الضربات إنتصارا على أميركا الصامتة عن إنتهاكات السلطات البحرينية بحق الشعب البحريني.

إقرأ أيضاً: الحاج حسن استنكر الدفاع عن التكفيريين فيما المجاهدون يدافعون عن لبنان

إن المجاهدين وبشعار رفع المظلومية عن إخوانهم يتنقلون كيفما كان. ولكن ما يثير الذعر الغربي هو رحلات مقاتلي القاعدة العابرة للحدود بينما لم يبدِ الغرب أي قلق من تنقل المقاتلين الموالين لإيران بين جبال اليمن وصحاري العراق وسوريا.

إن اللاعدالة منتشرة داخل رؤوس السلطات الحاكمة في الشرق الأوسط. أما ما تريده الشعوب في تلك البلدان فهو العدالة والكرامة فقط لا غير. العدالة والكرامة في ظل شعور جميع أبناء البلدان النامية بالإهانة واليأس من محاولة إسماع أوجاعهم إلى مجلس الامن والامم المتحدة المعنيين الدوليين كي يستجيبوا لهم. وهؤلاء عجزوا عن فعل ما تعهدوا به في العقود والمواثيق الدولية في عدم تكرار اهانة الكرامة الإنسانية. 

 

السابق
الحريري: حلوا عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكفى مزايدات علينا بالحريرية السياسية
التالي
صدق السيد حسن نصرالله