قصف بالطيران واتفاق روسي – سوري لتحجيم حزب الله… فكيف الرد؟

ثمانية قتلى سقطوا مؤخراً لحزب الله بعدما استهدفهم جيش الفتح بصاروخ تاو في خان الطومان، وكان قد سبقهم نعي قتيلين من وسائل إعلامية حزبية.

هذه الخسائر البشرية ليست وحدها ما مني به حزب الله، إذ تعرض ليلاً، لثلاث غارات إثر معركة حامية اشتعلت بينه وبين جنود النظام في تلة الميسات والبريج.

الاشتباكات التي اندلعت بعدما انسحب الجيش السوري من مراكز دفع ثمنها حزب الله من جنوده ودمائهم، أزّمت الوضع وحوّلت التحالف الميليشياوي، لعصابات متناحرة.

كذلك في السياق نفسه أوردت معلومات صحفية متابعة للملف السوري، ومنها ما ورد على صفحة الإعلامي “جاد يتيم”، وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين حول منطقتي نبل والزهراء كان نتيجتها سقوط 7 جنود للنظام وضابط.

مواقع معارضة للنظام السوري، تشير إلى أنّ هذه الاشتباكات ليست جديدة بين الحزب وجيش النظام، وتضع الحادثة بين قراءتين:

الأولى: في إطار الخيانة المكررة التي يتعرض لها الحزب من النظام السوري.

الثانية: نتيجة تراكمات بين الجانبين ومحاولة النظام تهذيب الحزب الذي لديه أجندة خاصة.

مصطفى فحص

الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص وفي قراءة للتطورات الأخيرة على الساحة السورية، أشار لـ”جنوبية” أنّ “للحدث شقين، إذ أنّ الاشتباك العادي ممكن أن يكون بين مجموعات مسلحة غير متجانسة وتحارب في خندق واحد، ويكون الحادث بسبب خلل ميداني واحتكاك ولا يعود للقيادة، وهذا يحدث أحياناً بين الجيوش، ولكن الأخطر هو استخدام الطيران الذي يحتاج لقرار سياسي عسكري رفيع مستوى، واستخدامه يدل أنّه هناك رسالة قوية نتيجة التراكمات بين طرفي النزاع في الخندق السوري أي بين مليشيات حزب الله ومليشيات الأسد ومن يريد إثبات أولويته وقيادته في الميادين.”

وأوضح أنّ “الأسد أصبح بحاجة لإثبات انتشاره الميداني وتقليل فكرة أهمية اعتماده على حزب الله وهذا في مكان ما قد يكون مطلبا روسيا، والذي يؤكد المطلب الروسي أنّ لا الطيران ولا المدفعية الروسية غطت المليشيات الإيرانية في معركة خان طومان“.

وأضاف فحص ” قد يكون هناك بعدٌا آخر اللاشتباكات لا يرتبط لا بالأسد ولا بجماعته، وإنّما بطرف في جهاز الأسد يرفض الهيمنة الإيرانية وهذا دليل على تشظّي وتخلخل النظام السوري“.

وعن تداعيات هذه الاشتباكات أكدّ أنّ “هذه الأمور ظهرت للعلن بسبب استخدام الطيران، ولكن منذ أكثر من سنة الاشتباكات تتكرر، وحزب الله قد اتهم النظام السوري في أكثر من موقع بالخيانة“.

 اقرأ أيضاً: الاستثمار الاسرائيلي في سوريا: آخر الخيط معركة الحزب ضد النظام

بدوره أكد الصحافي والسياسي اللبناني نوفل ضوّ لـ”جنوبية” أنّه “حينما يكون هناك معارك واشتباكات وقوى متعددة في ساحة حرب ولو كانت القوى متحالفة، يكون هناك نوع من الخلافات ومن وجهات النظر المختلفة بطبيعة خوض المعركة وشكلها، ولا سيما حينما لا تكون المعارك رابحة بشكل كبير يحمّل كل فريق الفريق الاخر المسؤولية وتحدث مواجهات من هذا النوع“.

نوفل ضو

وأضاف “أنّ المشكلة الأساسية في سوريا أنّ الأطراف التي تظهر بمظهر المتحالف بالشكل، بالمضمون كلّ فريق لديه مشروع استراتيجي مختلف عن الآخر، فحزب الله وإيران مشروعهم مرتبط المشروع الإيراني في سوريا والشرق الأوسط، أما بشار الأسد فغير معني بهذا المشروع إلا بقدر ما يحمي نظامه ويحافظ على وجوده، وبالتالي مصالحه على الأرض تختلف عن مصالح حزب الله وإيران. أما روسيا فمصالحها إقليمية على مستوى المنطقة، وتوازن القوى واستراتيجيتها تخدم هذا الهدف بمعزل إن كانت تتقاطع مع إيران أو بشار الأسد“.

إقرأ أيضاً: «جنوبية» تكشف تفاصيل معركة الجيش السوري وحزب الله في ريف حلب

وتابع ضوّ “حتى الفريق الواحد الذي يقاتل بالشكل باتجاه واحد لديه مجموعة معارك جانبية ممكن أن تترجم أحياناً عسكرياً لها علاقة بمصالحه التي تختلف عن مصالح الاخرين“.

وعن الطرف الذي يتحمل مسؤولية الاشتباكات قال ” ان كل الأطراف ستدفع أثمان، وهناك عملية تنافس وصراع على الأرض وهي تتحرك بشكل مستمر، وهذا مرتبط بموازين القوى المحلية الموجودة“.

وأوضح “أنّ المهم في سوريا ليس هذه الزوايا التفصيلية مع أنّها قد تنعكس على المسار العام للأمور، وإنّما هو المعركة الأساسية الكبرى المتعلقة بمصير النظام والتسويات الدولية الكبرى بين روسيا والولايات المتحدة الأميريكة والغرب”.

السابق
الشيعة: طائفة منتهية الصلاحية
التالي
نائبة بريطانية في حال حرجة بعد تعرضها لاطلاق نار