برسم أبو فاعور: من يغلق مغارة علي بابا في الزهراني؟

المستشفيات في لبنان
الفساد والمحسوبيات والمحاصصة عناوين تختصر حال الطبابة والمستشفيات في وزارة الصحة، تحقيق يروي تفاصيل هذا الوضع المزري نشر في مجلة "شؤون جنوبية" نضعه برسم وزير الصحة وائل أبو فاعور.

فوجئ صديقي الطبيب عندما سألته عن سياسة وزارة الصحة في منطقة الزهراني وخصوصاً ساحل الزهراني، وأجابني: هل تعرف علي بابا؟ الله يرحم علي بابا ويوسع مغارته. إنه لا شيء أمام ما يجري في المنطقة.

طلبت منه إخباري بالمعلومات التي يعرفها، فاشترط عدم ذكر اسمه، قال الصديق: في المنطقة مستشفيان يقدمان الخدمات إلى نحو 80 – 90 ألف مواطن السقف المالي المقرر لهما يبلغ نحو 400 مليون ل.ل. شهرياً، أعتقد أن المبلغ كافٍ لتقديم الخدمات الطبية المطلوبة التي يمكن أن يقدمها المستشفيان. لكن للأسف في المستشفى الأول، فإن إدارته ترفض استقبال المرضى على حساب الوزارة بعد 7 – 8 الشهر بحجة نفاد أسرة وزارة الصحة، وبالتالي عليهم الدخول على حسابهم الخاص، أي أنه يجري إعداد ملفات غير صحيحة وغير دقيقة لمرضى لم يدخلوا المستشفى أصلاً.

وتستفيد العائلة مالكة المستشفى من معظم مساهمة وزارة الصحة. وأضاف: أتحدى وزارة الصحة أن تُجري كشفاً على أسماء الأطباء الذين يجرون علاجاً أو استشفاء لمرضى على حساب الوزارة، ستكتشف أن الأطباء المعالجين هم من نفس العائلة بنسبة تزيد عن 90%. وتوزع النسبة الباقية على الأطباء الآخرين و”اللي مش عاجبو فيه يترك المستشفى”.

إقرأ أيضاً: 58 عاماً على إنشاء الضمان الاجتماعي..أمبراطورية خاوية

ضحك الطبيب الصديق وأردف: لعلك تؤكد حادثة المريض الذي فتتت حصى كليته وهو لم يدخل المستشفى أصلاً، وعندما تدخّل القضاء تدخّل أحد زعماء الطائفة الدينية لإقفال الملف وكان أن أقفل تماماً وكأن شيئاً لم يكن.

أما المستشفى الآخر، أضاف الصديق: فحساب وزارة الصحة يدخل في حساب الحاجات الطبية الأساسية في المستشفى التي وحسب الملفات تقضي نحو 30 ساعة يومياً في إجراء العمليات الجراحية وفي علاج المرضى. والمستشفى المذكور يفتقر إلى المعدات والخدمات الضرورية. وتدور حالياً مفاوضات بين صاحب المستشفى، وجهاز طبي يتبع أحد الأطراف السياسية، لاستثمار المستشفى. وبقي بنداً متعذراً وهو، وجود منزل في عقار المستشفى بني بشكل مخالف للقانون، وقد طلب الطرف السياسي حل هذه المشكلة قبل توقيع العقد.

إقرأ أيضاً: أدوية جنيسة وعمليات وهميّة لاقتسام الجبنة..صحّة الوزارة للتجارة

وعند سؤاله عن مواقف أطباء وزارة الصحة المراقبين، أجاب بسرعة: إنهم ينتظرون نهاية الشهر لقبض العمولة. وخصوصاً أنه يغيب عن بال الجميع سؤال من أين لك هذا؟

وعن المستوصفات أوضح: من الآخر، المستوصفات هي دكاكين لطرف سياسي فاعل يوظف جماعته فيها، ولا من يحاسب أو يراقب.

قلت له: سؤال أخير الوزير أبو فاعور يقود حملة صحية واسعة ألا يعلم بما يحصل، ألم يخبره أحد بذلك؟ ضحك طويلاً وقال: ربما كنت ساذجاً أو خبيثاً للغاية، إنها المحاصصة يا عزيزي.

السابق
بالفيديو: إصابة الناشط الإعلامي هادي العبد الله خلال غارة جوية على مدينة حلب
التالي
البزالية تتهم حزب الله بالتزوير في الإنتخابات البلدية.. وتطعن!