«الصحة» تنفي الاهمال وتؤكد لجنوبية: ضحايا الرصاص الطائش على حساب الوزارة‏

في وقت كان صوت الأفراح والزغاريد عامرا في بلدة بريتال، ملأ أزيز الرصاص الأجواء حتى أصابت اللاجئ السوري يوسف الأسود في رأسه وهو الهارب من الويلات في بلده الأم . ولكن من يتحمل نفقات علاجه حتى الان، وهل تحملت وزارة الصحة مسؤوليتها.

هرب من ويلات الحرب في سوريا لينشد أمل الحياة في لبنان فغدرته رصاصة طائشة استقرت في رأسه، يوسف الأسود إبن الـ 18 عاما لا يزال راقدا في المستشفى عالقا بين الحياة والموت ضحية رصاص الابتهاج في بلدة بريتال في بعلبك وضحية السلاح المتلفت وغياب دور الدولة في بسط سلطتها وضبط الأمن.

اقرأ أيضاً: 58 عاماً على إنشاء الضمان الاجتماعي..أمبراطورية خاوية

يوسف ليس وحده ضحية السلاح المتفلت في لبنان إنما قبله كثيرون ولن تكون هذه الحادثة الأخيرة بل ستتفاقم هذه الآفة في ظل غياب المساءلة والمحاسبة.

إنما مشكلة يوسف كانت مضاعفة كونه لاجئ سوري لا يستفيد من خدمات وزارة الصحة والضمان الإجتماعي ووضعه المالي لااللاجئ السوري يوسف يخوله تحمل التكاليف الباهظة لاستشفائه أمام تنصل المعنيين من حالته بحسب ما أعلن أحد أهالي البلدية في بريتال الذي افصح عن عدم تجاوب وزارة الصحة لمساعدة المصاب مع العلم أن الضحية السوري الجنسية والمقيم في بريتال حالته حرجة تستدعي خضوعه لعملية جراحية عاجلة تبلغ تكلفتها ٢٠ ألف دولار أمريكي.

وعلى الإثر، تواصلت “جنوبية” مع علي الشيخ خضر طليس وهو من سكان البلدة ومن الذين اهتموا بالقضية بسبب دافعها الانساني فأكد ” ان “يوسف أصيب في البلدة بينما كان يحتفل البعض بمناسبة زفاف عبراطلاق النار قبل ايام”. وأضاف أنه “على الفور تم نقله إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في مدينة بعلبك، وهو بحالة “كوما” مشيرا إلى أن “وضعه حرج وأن العملية التي يحتاجها تبلغ قيمتها 20 ألف دولار استطاع أهالي البلدة أن يجمعوا منها 17 مليون ليرة حتى الآن”.

وقال طليس أنه أمام “تنصل المعنيين بعدما حاول العديد من أهالي البلدة الإتصال على الخط الساخن لوزارة الصحة والتواصل المباشر مع الوزير وائل أبو فاعور إلا انه لم يتجاوب، وعندما آيسوا من أية نتيجة، قاموا بهذه المبادرة لانقاذ حياة إبن ال 18 عاما”.

كما لفت طليس إلا أن “حادثة يوسف لم تلق اهتماما من قبل الاعلام إذ اهتموا بنقل الخبر دون الوقوف عند حالته الصحية”.

بوست

وعن وضعه الصحي الآن قال طليس “الآن على الرغم من تأمين جزء من الملبغ إلا أن الطبيب لا يستطيع اجراء له العملية بسبب وضعه الحرج بانتظار أن يستقر وضعه”.

من جهة أخرى، تواصلت “جنوبية” مع مصدر في وزارة الصحة  الذي نفى كل ما قيل عن عدم تجاوب الوزير أو الوزارة بهذا الشأن مع أهالي بريتال، موضحا بأن “الأكيد أن المهتمين من اهالي البلدة لم يتواصلوا بشكل جيد مع المعنيين في الوزارة في بادئ الأمر فصار لغط في الموضوع”. كما صرح المصدر لـ “جنوبية” أن “الوزارة ستغطي تكاليف العملية” ، مؤكدا أن “مسألة الرصاص العشوائي هي خط أحمر بالنسبة للوزارة وهي لا تتأخر عن تقديم المساعدة”.

وجاءت الحادثة في وقت من المنتظر أن يعرض في أروقة مجلس النواب مقترح بمشروع قانون لتجريم إطلاق النار في الهواء بعدما زادت وتيرته في الآونة الأخيرة. حيث تقدم النائب غسان مخيبر بالاقتراح الذي ينص على: “كل من أقدم، لأي سبب كان، على إطلاق عيارات نارية في الهواء من سلاحٍ مرخص أو غير مرخّص، يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وغرامة من ثمانية أضعاف إلى عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور، ويصادر السلاح ويُمنع الجاني من الحصول على رخصة سلاح مدى الحياة”.

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: لا يجب ان نخاف من «الحرب الناعمة»

وبالرغم من أن ذلك المقترح أمامه العديد من الخطوات الإجرائية قبل عرضه على المجلس للتصويت، فإنه يلقي الضوء على ظاهرة إطلاق النار العشوائي في مناسبات اجتماعية، او عند الاطلالات التلفزيونية للزعماء، وذلك في بلد متخم بالسلاح ولا يذهب ضحيته سوى الابرياء.

السابق
مسلسل «مش أنا» …مش نحنا.. ومش لبناني كمان!!
التالي
ناصر فقيه:ما فيكي تكوني بطلة غصب عن راس الطبيعة.. ومريم البسام ترد!