استهداف قطاع المصارف في لبنان المسمار الاخير في نعش استقرار الوطن

لم يكن مفاجئاً  الانفجار الذي استهدف مصرف لبناني  له امتداد عالمي (لبنان والمهجر).. فالتهديدات التي استهدفت القطاع المصرفي وحاكم مصرف لبنان السيد رياض سلامة، وبنك لبنان والمهجر تحديداً ، كانت علنية  كتبت باحرف واضحة وباسماء واضحة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وعلى صفحات بعض الجرائد التابعة لحلف .. حزب الله – سوريا – ايران..اذ تحت عنوان .. حزب الله للمصارف وسلامة: كفى تآمراً…كتب الصحافي حسن عليق مقالاً نشرته صحيفة الاخبار.. ورد فيه ما يلي: (يمكن متابعي الشؤون السياسية في البلاد سماع مسؤولين من حزب الله يقولون بالفم الملآن إن مواجهة الانتداب الأميركي المصرفي لا تقل اهمية عن مواجهة من أرادوا طعن المقاومة والمس بسلاحها. ويمكن سماع آخرين يؤكدون ان هذه المواجهة حتمية، إذا لم يتراجع أصحاب بعض المصارف، ومعهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عن تنفيذ السياسة الاميركية. ما هي ادوات المواجهة؟ يرفض نواب الحزب ووزراؤه ومسؤولوه الإجابة عن هذا السؤال، لكنّ «غضب الاهالي» يعتمل. وجمهور الحزب بدأ يطالب بإجراءات عقابية على المصارف التي تريد تنفيذ الأجندة الأميركية المعادية للمقاومة وبيئتها…) وتحت عنوان .. حزب الله: مصارف متواطئة ومواقف سلامة مريبة… نشرت صحيفة الاخبار مقالاً للسيد محمد وهبة ورد فيه.. («المقاومة النقدية» صارت ضمن أولويات حزب الله. كل كلمة ينطق بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أصبحت «قيد المتابعة». قبل يومين، قال لقناة «سي أن بي سي» التلفزيونية: «لا نريد أن يكون بضعة لبنانيين السبب في تسميم صورة لبنان وتشويهها في الأسواق المالية». هذا الكلام أدرجته كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها أمس ضمن «مواقف سلامة المريبة والملتبسة»، مشيرة إلى أن الأميركيين يمارسون سياسة الابتزاز والضغوط المتعددة، وبينها الضغوط المصرفية على المقاومة وجمهورها، «وقد وجدت الادارة الاميركية في بعض القطاع المصرفي اللبناني ضالتها لتحقيق سياساتها».)

بيان كتلة الوفاء التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني ورد فيه ما يلي: لن تنالوا من جمهور المقاومة

قالت كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها الاخير:  (إن سياسة الابتزاز والضغوط المتعدّدة التي تعتمدها الادارة الاميركية مع دول وقوى مختلفة تلتزم مواقف مناوئة لسياساتها، «لن تنفع إطلاقاً في ليّ ذراع حزب الله وتغيير مواقفه الرافضة للاستبداد والظلم اللذين تمارسهما الادارات الاميركية عن سابق قصد وإصرار عبر دعمها الاستراتيجي المتواصل لإسرائيل التي تمثل نموذج الكيان الارهابي في العالم، وعبر استخدامها وتوظيفها لفصائل الارهاب التكفيري وحماية الدول الاقليمية الداعمة لهذه الفصائل». هذا يعني أن الإدارة الأميركية «لا توفر فرصة للنيل من المقاومة وجمهورها، وقد وجدت في بعض القطاع المصرفي اللبناني ضالتها من أجل تحقيق سياساتها». وأكدت الكتلة أن هذا الاستهداف الجديد للمقاومة وجمهورها «سيبوء بالفشل»، إلا أنها حمّلت «الحكومة والمصرف المركزي» مسؤولية «حماية سيادة لبنان واستقراره النقدي والاجتماعي». وأضافت: «الموقف الأخير لحاكم المصرف المركزي جاء ملتبساً ومريباً، وهو يشي بتفلت السياسة النقدية من ضوابط السيادة الوطنية، ولذلك فإننا نرفضه جملة وتفصيلاً. وعلى الجميع أن يدرك أن جمهور المقاومة ومؤسساته التربوية والصحية عصيّ على محاولات النيل منه من أي كان مهما علا شأنه».)…

كيف هي المواجهة بين حزب الله وقطاع المصارف.. وما هو شكلها… وما هو دور  جمهور المقاومة واهاليها…في هذه المواجهة..؟؟؟ هذا ما لم يشرحه كاتبي المقالات، ولا ناشري التهجمات على صفحات التواصل الاجتماعي…؟؟؟؟ والمسؤولية التي اشار اليها بيان كتلة حزب الله لم يحدد كيف ما هي طبيعتها وكيف يتم مواجهتها..؟؟؟

المستغرب انه وبعد كل هذه التهديدات والتلميحات والاشارات والتصريحات… لم تتخذ الأجهزة الامنية اية اجراءات استثنائة لحماية مؤسسات القطاع المصرفي.. وخاصةً تلك الاجهزة الامنية التي تمارس الاعتقال بتهمة التفكير فقط في بعض الاحيان…او استدعاء بعض المواطنين بسبب نشرهم اراء وافكار معادية للنظام السوري وحزب الله.. وايران…واعتقالهم…او شرائهم شرائح هاتف او اتصالهم بمن تعتبره مشبوهاً او ارهابياً مفترضاً…؟؟؟  فكيف غاب عنها الالتفات الى هذه الصفحات والمقالات والبيانات  التي تهدد علانيةً وتشير الى خطورة ما قد يصيب القطاع المصرفي في حال التزم بقرارات  صادرة عن  الولايات المتحدة المهيمنة على القطاع المصرفي في العالم بأسره وليس في لبنان والعالم العربي… فقط.. أو انها …؟؟؟ والكل يدرك اهمية هذا القطاع ودوره في لبنان..؟؟؟

هل التكفيريون هم من ارتكبوا هذا التفجير وعبروا الحدود …؟؟ ام انهم تكفيريي الداخل الذين لا يحترمون قطاعاً ولا مؤسسةً ولا نظاماً ولا دولةً ولا شعباً..؟؟ ويمارسون البلطجة دون رادع او وازع..؟؟؟

كما تجدر الاشارة الى ان تحذيرات عدة اعلنتها واطلقتها دول مهتمة بالشان اللبناني مثل فرنسا  والمانيا وغيرهما…فلماذا لم يتم الاخذ بها.. والتعاون معها..في خطوة استباقية كما تعودنا ان نسمع من بعض الاجهزة الامنية عن اعتقالات اعتباطية تتم كخطوات استباقية…؟؟

هل يستطيع رياض سلامة مواجهة هذه القرارات وتجاوزها..؟؟ وهل يستطيع لبنان وقطاعه المصرفي عدم الالتزام بهذه القرارات، في حين ان ايران وروسيا وكوبا وغيرها من الدول التزمت ولا تزال بعقوبات اشد خطورة وصعوبة ولم تستطع تجاوزها او الالتفاف عليها رغم حضورها الدولي وقوتها السياسية ودورها الدولي او الاقليمي…بالطبع لا يستطيع  رياض سلامة اتخاذ اي اجراء مضاد او رفض هكذا قرارات..؟؟  وكذلك لبنان حكومة ومؤسسات..؟؟ وحزب الله جزءاً منها…؟؟؟ ومشارك فيها..؟ بقوة وقعالية..؟؟

إقرأ أيضاً: هل أثرت العقوبات المالية الأميركية على حزب الله؟

إن ما يجري من استهداف للقطاع المصرفي.. يفيد بأن  استقرار لبنان مرهون بحماية ورعاية مصالح حزب الله وايران فقط.. وسوى ذلك معناه  ادخال لبنان في نفق الصراعات وتعريض الشعب اللبناني برمته لمنطق العقوبات الجماعية بسبب ممارسات هذا الفريق سواء تصريحاً او ممارسةً.. أي ان ما يصيب حزب الله سوف يصيب جميع اللبنانيين دون استثناء…؟؟

كما ان  ما جرى يفيد بأن القطاع المصرفي في لبنان وهو الصرح الاخير الذي يؤمن استقرار الاقتصاد اللبناني والليرة اللبنانية وتدفق العملات الاجنبية الى لبنان .. قد اصبح في خطر.. وما عليه اي هذا القطاع سوى الخروج من لبنان الى دول مجاورة او اوروبية..

هل هذا ما يريده  من ارتكب هذه الجريمة التي تطال لبنان دولةً وشعباً… مع ما يصيب قطاع التوظيف من بطالة وصرف من العمل..؟؟؟

إقرأ أيضاً: حزب الله ورياض سلامة: لا يمكن هزيمة طواحين الهواء المالية

اما بالنسبة  لحزب الله الذي يعتبر ان الالتزام بقرار العقوبات المالية والمصرفية الصادر عن الولايات المتحدة خروج على السيادة الوطنية…؟؟ نساله في المقابل…اين احترام حزب الله للسيادة الوطنية حين تجاوز الحدود الى سوريا والعراق واليمن… وحين استهدف المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة…؟؟؟؟ من يطالب باحترام السيادة عليه ان يحترم سيادة الاخرين ..؟؟ وان يحترم معايير العيش المشترك في لبنان ويحفظ السلم الاهلي…؟؟؟ لا ان يزيد من عمق الازمة وضرب الاستقرار.. وبانتظار ما سوف يكشفه التحقيق  وتحديد الجهة المسؤولة عن هذا التفجير، والاهداف الاجرامية والارهابية لمن مارس هذا الدور الخطير…؟؟؟

( المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات)

السابق
حارث سليمان: اسرائيل فجرت المصرف ردّاً على عدم تعامله مع حزب الله!
التالي
أكثر من نصف ساعة احتاجها سعد الحريري لإجتياز ١٥ متراً