مسلسل «مش أنا» …مش نحنا.. ومش لبناني كمان!!

تفاجئنا الدراما اللبنانية كلّ عام بعمل فني بعيد كل البعد عن البيئة وعن حيثياتها، فكأن كاتب السيناريو في فلك والعادات والتقاليد اللبنانية في فلك آخر..

«مش أنا» مسلسل لبناني بدأ عرضه مع القناة اللبنانية للإرسال lbci بداية شهر رمضان المبارك، يتشارك بطولته كل من الممثلة كارين رزق الله والممثل بديع ابي شقرا.

اقرأ أيضاً: مخرج «تشيلو» بالفم الملآن: تيمور تاج الدين هو رفيق الحريري

في الحلقة الأولى من المسلسل تظهر شخصية “هنا” التي تؤديها كارين رزق الله بقالب المرأة المقيتة التي تبحث عن ذريعة لتوجه الإهانات للخدم، وحولها 4 أو 5 منهم غير السائقين طوع أمرها.

صورة طبقة اجتماعية بعيدة عن الواقع اللبناني، فهذا البذخ والتعالي وهذا الحشد من السائقين والخدم لا يمكن أن يكون إلامسلسل مش انا بقصص ألف ليلة وليلة.

البطلة وكاتبة السيناريو كارين رزق الله قالت في حديث صحفي، أنّ النص يشبه كل واحد منّا، ولكن منذ الحلقة الأولى وعامل التفتيش عن تلك الأرملة التي تتلقى خبر وفاة زوجها “بهيصة” فتتركه جثة باردة، لتخرج وتتلذذ بكأس الشمبانيا والرقص، ما زال جارٍ دون نتيجة تذكر.

النقطة الثالثة التي أوقعت المسلسل في جدل خلال حلقاته الأولى، هو البطل “بديع أبو شقرا”، والذي يؤدي شخصية “مجد” ابن شقيق زوج “هنا”، والذي بحسب سيناريو المسلسل ستجمعه علاقة حب بزوجة عمه!
فكيف سوف يتزوج “مجد” أرملة عمه؟
هذه الألية من الزواج وإن كانت واردة إلا أنّها قليلة ولا تمثل شريحة واسعة من المجتمع اللبناني، فكاتبة المسلسل التي تصر على أنّه يعكس الكثيرين منّا تجعلنا نتساءل كم حالة من هذا الزواج قد وثقت؟
ممّا لا شكّ به أنّها حالات قليلة، ومحددة، وكأنّه على الدراما اللبنانية أن تنطلق من مشاهد بعيدة عن الواقعية وعن انعكاس المجتمع.

كان يمكن لـ”هنا” ببساطة أن ترتاح لموت زوجها العجوز دون إقامة عرس ماجن، وكان يمكن لـ”مجد” أن يكون شريكًا صديقًا للمرحوم، أو قريبًا بعيدًا، وكان يمكن للخدم أن لا يتجاوز عددهم الاثنين.
حينها فقط كان يمكن أن يشكل السيناريو انعكاسًا لحالة مجتمعية.

اقرأ أيضاً: «أميرة الرُّوم» (1/4): فيلم أكاذيب عن تقارب شيعي – مسيحي ضدّ «السني»

وهنا تظهر عقدة الدراما اللبنانية، فمع غياب التخصص وتحوّل الكوميدي لممثل دراما فكاتب سيناريو، أصبحت الأفكار التي تشكّل صدمة وحدها عامل جذب، بينما الكاتب المبدع في الكتابة ينقل وجع مجتمعه بشفافية فيتقن نقل صورة مجتمعه ببساطة وعمق دون تصنع وسطحية.

السابق
58 عاماً على إنشاء الضمان الاجتماعي..أمبراطورية خاوية
التالي
«الصحة» تنفي الاهمال وتؤكد لجنوبية: ضحايا الرصاص الطائش على حساب الوزارة‏