أسطورة «داعش» بدأت بالانهيار!

داعش
أصبح تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' ورقة بيد الدولتين الكبيرتين أميركا وروسياخصوصًا بعدما تحوّل إلى عصابات لأجهزة استخبارات عدة، فاتخذا القرار بتصفيته نهائياً والبداية أولاً كانت مع تجفيف منابعه المالية، وثانيًا بدأ القضاء عليه عسكرياً، وهذا ما يحصل الآن على أرض الواقع في كل من العراق وسورية.

تدور الآن في الفلوجة العراقية والرقة السورية، معارك من اجل الإجهاز على ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش”، وهذه المعارك التي تدور رحاها ما هي إلا نضوج لثمرة الاتفاق الذي حصل منذ أشهر عدة بين القطبين الروسي والأميركي، وذلك من اجل مصالحهما الإستراتيجية وتقاسم النفوذ؛ بتاريخ21 سبتمبر 2015 نشرت لي “جنوبية” على صفحتها الالكترونية، مقالة بعنوان “تقاسم النفوذ بين “العم سام” و”الدب الروسي” حيث ذكرت في سياق المقالة، أنّ “أميركا تستفرد بالساحة العراقية بعد إزاحة تنظيم داعش،أما الساحة السورية فتستفرد بها روسيا طبعاً بعد القضاء على “داعش””، وهذه المعارك التي تحصل الآن تأخذ وللأسف الطابع الطائفي والمذهبي وبامتياز، خصوصا في مدينة الفلوجة بالعراق، وذلك بفضل منهجية وسواعد جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني، المتخفي وراء الميليشيات الشيعية العراقية دواعش “أهل الحق” المعروفين بـ”عصائب أهل الحق”، وجماعة “الحشد المذهبي” المعروفة بوحدات “الحشد الشعبي”.

معالم القضاء على “داعش” في كل من الرقة السورية والفلوجة العراقية بدأت تترجم على ارض الواقع، فبالرقة السورية بدأت “داعش” بالانهزام أمام قوات النظام السوري المدعومة من السلاح الجوي الروسي وبعض من فرق الكوماندوس التابعة للأخيرة، أما في العراق بمدينة الفلوجة معقل “داعش”، فبدأت القوات العراقية وبالدعم الجوي المكثف من قبل الطيران الأميركي وبعض من القوات الخاصة التابعة للأخيرة، بالدخول إلى مناطق الفلوجة وسط مقاومة شرسة ومستميته من قبل التنظيم.

ووسط هذه المعمعة وغبار المعارك، وأثناء توقيت هجوم القوات العراقية المدعومة من القوات الجوية الأميركية على الفلوجة، يبرز دور خبيث وحاقد لجنرال الحرس الثوري المجرم قاسم سليماني، وبعد فشله العسكري الذريع على الأراضي السورية وتهميشه من قبل الروس، يحاول سليماني التعويض عن خسارته هذه عبر استحضار لغة المذهبية والطائفية، وبخ سموم الفتن والقلاقل بين أطياف الشعب العراقي، وذلك من خلال فصائل شيعية عراقية عميلة ومأجورة، مثل “عصائب أهل الحق” وجماعات “الحشد الشعبي” وعصابات عدة بأسماء طائفية ومذهبية مأجورة لسليماني، بعد حثهم من قبل الأخير بالاشتراك في المعارك الدائرة على تخوم الفلوجة وراء القوات العراقية، مستفدين من الغطاء الجوي الأميركي ليقوموا بنشاط القتل والإجرام ذاته الذي كان يتبعها تنظيم “داعش”، وتصفية الشعب العراقي بجرائم مذهبية مروعة خارجة عن المفهوم الإنسانية في محيط مدينة الفلوجة، وذلك بهدف التهجير والفرز المذهبي، التي تمثلت في حملات إعدام خارج القانون وفي اختطاف وتعذيب وحتى قتل المئات من المدنيين العراقيين وعلى الهوية الطائفية.

داعش في العراق

إقرأ أيضاً: داعش بالموصل وبجونية كمان..

وهذا ما تريده وتقصده تماماً جمهورية الملالي الفارسية الإيرانية، التي تحترف صناعة الموت والمذهبية حصرياً وبيد جنرالها الطاغية قاسم سليماني، هذا الجنرال الشيطاني الخبيث الذي لا يقيم أي نوع من الاحترام للشعب العراقي سواء إن كان من الطائفة الشيعية أم السنية، يطبق عملياً الدور الذي كان يقوم بها زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي بإذاقة الشعب العراقي الموت كل يوم، بعدما يثير هذا الجنرال الطائفي المجرم الرعب بأهل العراق بشكل عام وأهل الفلوجة بشكل خاص.

إقرأ أيضاً: هكذا يسعى «داعش» لإنشاء تنظيم مستقل في «عين الحلوة»

ها هي الآن المعارك جارية على قدم وساق، في كل من العراق وسورية من اجل القضاء على تنظيم الإجرام “داعش” بعد استدعاشه لمناطق عدة داخل العراق وسورية، والعد العكسي لزوال هذا التنظيم المجرم قد بدأ، واكرر هنا سؤال الذي طرحه الأستاذ علي الأمين في مقالته الأخيرة ((ماذا بعد “داعش”؟)) فلننتظر هذا السؤال بالمرحلة القادمة بعد انجلاء غبار المعارك.

السابق
قوى الأمن توقف اثنين من مطلقي النار في الضاحية وتلاحق آخرين
التالي
الحريري: الأسد أكبر ارهابي ويريد أن يشكر أسياده من إيران وحزب الله