تحالف «جعجع – عون» أمام الاختبار الاخير في الشمال

طغى ضجيج محرّكات الماكينات الانتخابية البلدية شمالاً على الساحة اللبنانية وسط ترقب لما ستفرزه رياح المرحلة الشمالية سيما على حلبة الصراع الحزبي العائلي المفروض على الساحة المسيحية نتيجة إصرار "تحالف معراب" على فرض سطوته الانتخابية على ما عداه من قوى وفاعليات مستقلة.

يحطّ الاستحقاق البلدي والاختياري رحاله غداً في الشمال مختتماً آخر مراحله الانتخابية الأربع، وبدا واضحاً من خارطة التحالفات واللوائح أن الشمال، بما فيها محافظة عكار، سيشهد غداً معارك شديدة الصعوبة، والتعقيد والحساسية، وضعت فيها القوى السياسية ثقلها رغم أنها تخوض معاركها بشعارات إنمائية، في حين أن الكل بات يُدرك أن معارك الشمال هي معارك أحجام وأوزان، ولا سيما الثنائية المارونية في مواجهة تيّار “المردة” الذي يخوض الانتخابات البلدية بالتحالف مع الزعامات التقليدية الشمالية والحزب السوري القومي الاجتماعي والعائلات.

اقرأ أيضاً: طرابلس: شركاء في الجريمة .. حلفاء في المعركة !

وبينما لم ينل “تحالف معراب” مراده في بسط هذه السطوة على امتداد أسابيع الاستحقاق الثلاثة الماضية، يستعد اليوم هذا التحالف حاشداً كامل ماكينته “العونية – القواتية” لخوض غمار المنازلة الأخيرة تحت وطأة الحضور الوازن للفاعليات والعائلات المسيحية بدايةً في زحلة ثم في المتن وجونية وسن الفيل وأخيراً في جزين.

جعجع عون

وأعادت المنافسة المارونية – المارونية والأرثوذكسية – الأرثوذكسية خلط الأوراق، ولم تعد نسخة عن التحالفات للانتخابات النيابية عام 2009 ودفعت في اتجاه “تعليق” الاصطفاف السياسي بين قوى “14 آذار” وقوى “8 آذار” لأن هناك من انتقل من ضفة سياسية إلى أخرى.

وما حدث في البترون باستبعاد مرشح “القوات” إسطفان الياس عن اللائحة التي يرأسها رئيس المجلس البلدي الحالي مرسيلينو الحرك مدعوماً من باسيل، يعكس رغبة جعجع في عدم ازعاج حليفه فبادر إلى إخلاء الساحة له حتى لا يتحمل مسؤولية تعريض “إعلان النيات” إلى انتكاسة. ويبدو باسيل كأنه يركض وراء جعجع للتحالف معه في البلدات التي هو في حاجة إلى ثقله الانتخابي فيها وسرعان ما يدير له ظهره في أخرى لا يحتاج إلى أصواته فيها، كما في الحدت في قضاء بعبدا – المتن الجنوبي. كما أن باسيل، باستبعاده “القوات” وعدم تمثيله في لائحة الحرك البترونية استفاد من التأييد الواسع الذي يتمتع به الأخير عند خصوم عون وجعجع وأولهم “المردة” وحرب وحزب “الكتائب” الذين تربطهم به صداقة لا تهزها الانتخابات البلدية.

تنورين.. معركة حيثية حرب

وتعيش منطقة تنّورين كبرى البلدات المارونية في الشمال جوّاً مِن التجييش والحشد، بعدما انحصرَت المنافسة بين لائحتين، الأولى “تنّورين بتِجمعنا” والمدعومة من قِسم من عائلة حرب (أكبر العائلات) وبقيّة العائلات إضافةً إلى “القوّات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، أمّا اللائحة الثانية فهي لائحة “قرار تنّورين” والمدعومة من الوزير بطرس حرب وتيار “المستقبل” وتيار “المردة” وعائلات تنّورية أخرى. وترتدي المعركة طابعاً سياسياً إضافةً إلى العامل العائلي.

القبيات.. “الثنائية” تواجه حبيش

أما في “عكار” معركة القبيات تبدو مشابهة تماماً لمعركة تنورين اذ تتواجه فيها لائحة مدعومة من النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل ضاهر مع لائحة يدعمها “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”.

واتخذت معركة القبيات طابعاً حاداً عندما استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اللائحة الثانية في معراب، مخاطباً أعضائها قائلاً بأنه يريد الانتقال بالقبيات من الزبائنية إلى الإنماء، مما استدعى رداً من النائب حبيش الذي اتهم البعض بتحويل المعركة إلى سياسية بدل أن تكون إنمائية، نافياً أن يكون تيّار “المستقبل” يتدخل في انتخابات القبيات.

معارك الكورة… مكاري وفرنجية معاً

تعيش البلدات في الكورة تنافساً انتخابياً، وستشهد بلدات أميون وكفرعقا معركة شرسة، ويكثر الحديث عن ثلاث معارك أساسية في أنفه وكفرعقا وكوسبا، ويخوضها تيّار “المردة” بقوة بالتعاون مع نائب رئيس المجلس فريد مكاري والحزب السوري القومي الاجتماعي في مواجهة تحالف “القوات” – “التيار الوطني الحر”.

وتبدو معركة أنفة مرتاحة بالنسبة لمكاري (مسقط رأسه) في حين تبدو صعبة في كوسبا بالنسبة لـ”المردة” التي تخوض معركة بشخص النائب السابق فايز غصن والعائلات، وعلى “المنخار” في كفرعقا، ومرتاحة لـ”القوميين” في أميون.

اقرأ أيضاً: الخريبة العكارية تكسر التقاليد: ثلاث نساء للبلدية!

بشري.. إختبار سهل “للقوات”

في بشرّي المدينة تنافُس حادّ بين لائحة “الإنماء والوفاء لبشرّي” المدعومة من “القوات اللبنانية” والتي أعلنَتها النائب ستريدا جعجع برئاسة فريدي كيروز، ولائحة “بشرّي موطن قلبي” المدعومة من الفاعليات السياسية التقليدية.

السابق
إعلان صيني عنصري يثير موجة غضب عالمية!
التالي
عائلة الصدر تقدمت بدعوى مخاصمة قضاة التمييز الجزائية طعنا بقرار رفع يد المحقق العدلي عن القضية