مساعٍ للتهدئة لتطويق التوتر في عرسال

اهالي عرسال واراضيهم
عاد الوضع الامني الى الواجهة مجدداً من بوابة عرسال التي شهدت أمس تطوراً خطيراً حرَّك المخاوف من فتنة مذهبية، تمثلت بثأر معروف حمية لابنه العسكري الشهيد محمد حمية الذي أُعدم رمياً بالرصاص على يد "النصرة" في أيلول 2014، فقتل ابن شقيق مصطفى الحجيري الملقّب بـ"ابو طاقية"، حسين محمد الحجيري.

ثأر معروف حمية لابنه العسكري الشهيد محمد حمية الذي أُعدم رمياً بالرصاص على يد “جبهة النصرة” في أيلول 2014، فقتل ابن شقيق مصطفى الحجيري الملقّب بـ”ابو طاقية”، حسين محمد الحجيري، رامياً جثته على قبر ابنه في جبّانة طاريا، رافضاً تسليم نفسه ومتوعّداً بالوصول الى “ابو طاقية”. وعلى الأثر، شهدت بلدة عرسال انتشاراً مسلحاً، واتخذ الجيش تدابير أمنية مشدّدة في بعلبك، وأقام حواجز ثابتة ومتحرّكة في بلدتي طليا وطاريا، وسَيّر دوريات في المنطقة ونفّذ مداهمات عدّة.

وخرق القتل المتعمد للشاب الحجيري، في عملية ثأرية مدانة، الهدوء الذي اتسمت به الانتخابات البلدية. وأرخت هذه الجريمة بدم بارد بظلال ثقيلة على الأمن والاستقرار في البقاع، بين عرسال مسقط رأس الشهيد الحجيري وطاريا واللبوة البلدتين الجارتين والمتصلتين بعرسال الحدودية بمصالح حيوية وجيرة، وحتى مصاهرة.

لكن على الأثر، تسارعت الاتصالات مع المعنيين في عرسال من آل الحجيري لضبط النفس وعدم الانجرار إلى النيران الفتنوية التي أشعلتها جريمة معروف حمية.

محمد حمية و حسين الحجيري

إجراءات أمنية

وتمكنت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن من ضبط الوضع على الأرض، في حين تحرّكت الأجهزة القضائية والأمنية لمحاسبة المسؤول عن ارتكاب الجريمة، بعدما أعلن معروف حمية والد الجندي الشهيد محمّد تحمله المسؤولية، رافضاً تسليم نفسه، في حين ربط شقيقه عملية التسليم بتسليم الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ”ابو طاقية” نفسه للقضاء.

إقرأ أيضًا: #حميه_قاتل : تعددت الاسماء والجريمة واحدة

وأكّد مصدر عسكري رفيع أنّ “الجيش تحرّك بسرعة من أجل تطويق ذيول الفتنة في منطقة بعلبك وعدم الإنجرار الى فتنة سنية – شيعية”، مشيراً الى أنّ “قيادة الجيش أجرت سلسلة اتصالات مع الفاعليات في عرسال وبعلبك من أجل تهدئة النفوس، وتجاوبَ الجميع حيث مرّ وقت من دون ردّات فِعل”. ولفت المصدر الى أنّ “الجيش يلاحق والد حمية، وقد دهم منزله وسيستمرّ في ملاحقته، ولن يسمح بتكرار حوادث كهذه او ازدياد عمليات الثأر”، مشدداً على أنّ “الوضع في عرسال مضبوط، وليس هناك تحرّك مسلّح”، مؤكداً أنّ “الجيش على جهوزية لمنع انفلات الوضع”.

إقرأ أيضا: سبب جريمة حميّة: إحتقار الدولة ونكرانها

“المستقبل” يدين

وعلى الفور، أدان تيار “المستقبل” وكتلته النيابية هذه “الجريمة الخطيرة المستنكرة التي أزهقت روح شاب بريء”، مع التشديد على كونه “انتقاماً بشعاً لا يعيد الجنود الشهداء إلى أهلهم ولا ينصف تضحيات الجنود الذين ما زالوا مخطوفين” إنما هو “نذير شؤم يعيد النفخ في رماد الفتنة ويفتح الباب على مخاطرها التي تستهدف السلم الأهلي بما يخدم أهداف المجموعات الإرهابية المسؤولة أولاً وأخيراً عن جريمة خطف جنودنا وقتل بعضهم”.

 

“8 آذار”: اللجوء الى منطق الثأر أمر مرفوض

تعليقاً على ما جرى في عرسال، قالت مصادر بقاعية في “8 آذار” لـ”الجمهورية” إنّ “اللجوء الى منطق الثأر أمر مرفوض“، لكن “على الدولة والقوى والهيئات والجمعيات اللجوء في الوقت الحاضر الى تدابير لمنع أي عمليات ثأر وثأر مضاد وانتقام وخلق فتنة مناطقية او طائفية بين اللبنانيين لا يستفيد منها غير التكفيريين والعدو الإسرائيلي”. ورأت أنّ “الانتقام للعسكريين الشهداء يكون في ميدان المعركة ضد التكفيريين، وليس بقتل مدنيين لبنانيين”. أضافت: “نحن والدولة حريصون على الإمساك بالوضع الامني، وعدم تدهور الاوضاع او حصول أيّ فتنة او عمليات انتقام وثأر متبادل بين القرى والطوائف في البقاع”.

طمأن النائب مروان فارس عبر “الجمهورية” الى أنّ الوضع في عرسال لن يخرج عن السيطرة، وقال: “من قُتل اليوم لا ذنب له، حتى ولَو كان ابن شقيق “ابو طاقية”. فهو غير معنيّ بالجريمة المرتكبة في حق حمية”.

 

السابق
اليوم في يافا: تظاهرة تضامن مع ثورة الشعب السوري
التالي
هل سنسمع فجأة عن اغتيال مجهول الفاعل لبشار الأسد؟!