«الأربعون ظلاًّ»… فلسفة شِعر إيهاب حمادة

عن "دار الأمير" في بيروت، صدر للشاعر والكاتب اللبناني، الدكتور إيهاب حمادة مجموعته الشعرية الجديدة بعنوان: "الأربعون ظلاًّ"، (في طبعة أولى 2016)، قدم لها مدير عام "دار الأمير"، الناشر الدكتور محمد حسين بزي، بقوله: "طالما طرح الشعر سؤال الفلسفة، وغالباً ما كابد الشعراء الرحيل الدائم؛ ولا وصول.. تماماً كما الفلاسفة في التأمل وإعمال البصيرة".

ولم يكن إيهاب حمادة بعيداً عن هذه التهمة المستحبة في المكابدة والهم الطويل الذي ينتظر الشعراء عند ياقوت الوقت، أو قل بريقه المستمر. كيف لا والوقت عبارة عن كمين، كما نفكر، وكم نصفو، كي نتفلسف حتى آخر رمق من الفكرة الخلاّقة لتُنجب ظلّاً بعد آخر.

اقرأ أيضاً: «فنُّ القراءة»… ما يميّز نوعَنا الإنسانيّ

أربعون ظلاً من الشعر الأصيل كانت كفيلة بوضع الشمس في كبد السماء دائماً، لتبقى الظلال خصبة بالنار، وارفة بالنور. إيهاب حمادة.. شكراً لبهاء الشعر بين ظلالك؛ المُسفرِة عن سِفر أصله لم يزل بِكراً.

كما وتتصدّر هذه المجموعة، أيضاً، مقدِّمة المؤلِّف، تليها قصّة قصيرة، (هي عبارة عن حكاية حب، بين بطليها “ركان ودلال”، وهي بعنوان: “الحبّ والسّم”). وتتألف هذه المجموعة من فصلين: الأول بعنوان: “الأربعون ظلاًّ”، والثاني: بعنوان: “مُفَارَقات”. وهما يجمعان (42)، نصّاً شعريّاً، منها: ثلاث قصائد مهداة لراحلين ثلاثة وهم: عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار، وعم الشاعر، الشاعر مهدي حمادة، والشاعر الفلسطيني سميح القاسم.كتاب

ومن المجموعة نقتطف: “عروسة النّهر”
غنّيتها التلّ والنهر الذي اختالا/ وسجدةَ الشعر إكراماً وإجلالا/ ألفيتُها الحسنَ وحياً من خمائلها/ لو ثُنّيَ الوحيُ سمّاها إذا قالَ/ يا مغزل الضوء وشّى ضوؤها حدَقا/ عروسةَ النهر زُفَ النهرُ شلاّلا/ توشّح الزهرُ سحرا من ضفائرها/ وهُدّل الحورُ من أهدابها شالا/ تلهو به الربح طيًّا ثم تنشرُه/ كرقصة اللحن لا تهدو وإن طالا/ يحلو الغناء إذا غنّيتَ أحرفَها/ يا هرملَ الخير جُنّ الحرفُ موّالا/ شُلّ الزمانُ فلم ينجبْ شقيقتَها/ وجُذّ غصنُهُ لم يفرِغْها أمثالا/ وجهُ الزمان إذا عُدّت محاسنُه/ عُدّت بخالٍ وكنتِ الوجهَ والخال/ شبّ البنون ولم يخطبْك رائدهم/ حتى سقوك كؤوس العز أبطالا/ شُدّت يمينُك في زند الألى عبروا/ مطارحَ الموت إذ جازوه أشبالا/ كم ذا ضممتِ شهيدا/ والهوى شقفٌ/ لا يكمُلُ العشقُ إلا من دمٍ سالا

اقرأ أيضاً: هل نجح «كمال داوود» في«معارضة الغريب»؟

“وجوه”
قالت لي امرأةٌ من أهل الأرض سلامْ/ فأجبتُ غرامْ/ قالت/ كلٌ منا ينطقُ بالمعنى الساكنِ فيهِ/ لكنَ الشكل كلامْ.

السابق
بالفيديو: فلسطينيات يقاومن بالتطريز في لبنان
التالي
لنتذكر ما قاله معروف حمية أثناء تشييع ولده..