عماد بزي لـ«جنوبية»: سندعم المستقلين في الضاحية

لا شكّ به أنّ "الحراك المدني" أنشأ حالة اعتراض شعبية صحيّة في وجه السلطة وفسادها، ورغم كل الحملات الممنهجة التي واجهها هذا التحرّك المطلبي ضد رموز السياسية ومشاريعهم المعارضة لمصلحة الوطن، ومع كلّ محاولات التشويه التي تعرضت لها الحملات وناشطوها، إلا أنّ الانتخابات البلدية جاءت لتثبت أنّ المزاج العام اللبناني يتجه نحو التغيير.

لم تنتهِ حالة الثورة على السلطة التي خلقها “الحراك المدني”،  بل انعكست الرغبة بالتغيير بلديًا بظهور حملات جاءت استمرارا لشعارات الحراك المدني، وامتدادًا عفويًا لمطالبه، من “بيروت مدينتي” لـ”بعلبك مدينتي” لـ “النبطية مدينتي” وصولاً إلى “قلبي على برج البراجنة”، و”الغبيري للجميع”.

جميعها لوائح مستقلة شكلّها أفراد، تحت عنوان التغيير والعمل المدني لأجل المجتمع الذي أفسدته المحاصصة السياسية وهيمنتها. فأين الحراك المدني من دعم هذه اللوائح، وهل سينشط لدعم اللوائح المستقلة جنوبًا كما شهدناه ناشطًا إلى جانب المستقلين ضدّ المحدلة السياسية إن في بيروت أو بعلبك؟

منسق حملة “طلعت ريحتكم” عماد بزي أكد لـ”جنوبية”، أنّ الناشطين “سيدعمون كلّ الأشخاص المستقلين بمعزل عن السلطة، وسيطالبون التصويت لهم”، وأنّ هذا الموقف “ليس موجهاً لا ضد الثنائية الشيعية  ولا ضد تيار المستقبل، وإنّما هناك لوائح مستقلة مرشحة أمام هذه السلطة السياسية، التي جربّها الشعب اللبناني منذ أوّل انتخابات بلدية بعد الحرب الأهلية فما كانت إلا استمرار لنهج فساد الدولة”.

بيروت مدينتي
وعمّا إذا كانت نتائج كل من “بيروت مدينتي” و“بعلبك مدينتي”، ، سوف تنعكس اصرارًا في المراحل المقبلة من الانتخابات لا سيما وأنّ اللائحتين، وإن لم تحصدا مقعدًا بلديًا، إلا أنّهما تمكنًتا من تحقيق نسبة تصويت مرتفعة عكست حالة اليأس من السلطة والرغبة في التغيير؟ أجاب بزّي: “عمليًا بعلبك مدينتي قد حصلت على 46 % من الأصوات (مقابل تالف حزب الله وأمل والقومي والبعث والجماعةالإسلامية)، أما في بيروت، ورغم التحالف المكون من أمل  والقوات والمستقبل والتيار والطاشناق وميشال فرعون وفؤاد مخزومي والأحباش، إلا أنّهم حققوا 46000 صوت فيما بيروت مدينتي حصلت على 31000، وهذا يعد انتصاراً على السلطة السياسية المصبوبة في لائحة واحدة”.

إقرأ أيضًا: دعوة الماكينة المدنية والإعلامية والإعلانية إلى معركة بلديات الضاحية
وأضاف بزي: “هناك نمط تغيير، ونسبة المشاركة القليلة تعكس توجهين، الأول، القرف من السلطة السياسية فصوّتت نسبة عالية لبيروت مدينتي التي قدمت مشروعًا، والثاني عدم التصويت الذي من خلاله عبر المواطنون عن انزعاجهم من السلطة، وقلّة المشاركة بحدّ نفسها هي انتصار كما التصويت الكثيف  لبيروت مدينتي هو أيضًا نوع من الانتصار”.
وعن حظوظ اللوائح المرشحة في المرحلة الانتخابية المقبلة، وإمكانية تحقيق اختراق، أكدّ بزي: “كل مرشح مستقل نحن معه، وإن استطاعوا الخرق فهذا عامل جيد جدًا ونكون قد بدأنا التاسيس لنواة”، مضيفًا: “هناك ضرورة لاستثمار ما قام به الحراك بتحركات سياسية تشبه بيروت مدينتي وبعلبك مدينتي والمستقلين، وهناك ضرورة لمواجهة السلطة ولكن هذه المرة في مكان جديد”..

إقرأ أيضًا: الضاحية عتبها كبير… أين المجتمع المدني؟

كذلك اعتبر أنّ “اقامة الانتخابات البلدية بالرغم من كل المعوقات، تسقط حاجة التمديد، وحجة الوضع الأمني إذ كما يبدو أنّ الطبقة السياسية تخاف من صوت الشعب لأن المزاج العام ليس داعمًا لها، والمعركة الجديدة هي معركة الانتخابات النيابية ومعركة قانون الانتخابات الجديد”.

أما فيما يتعلق بعودة الحراك، بعد الانتخابات البلدية، التي أعادت الصوت المدني إلى الواجهة من جديد، أشار بزّي إلى أنّه “على الأرجح هناك توجه لهذه العودة”، معلقًأ: “لولم ندعُ نحن إليها، فإنّ الناس سوف تأخذ المبادرة، إذ ليس من الضروري التعويل في الحراك لا على عماد بزّي ولا على طلعت ريحتكم، إذ أنّ التغيير يصنعه الناس في الشارع”.
وأردف بزّي: “هناك ضرورة أيضًا في هذا التوّجه لمشاركة مجموعات الحراك ولا سيما حملة طلعت ريحتكم التي هي صاحبة المبادرة الكبرى، كما أنّها ظلت خارج اللعبة السياسية ورفضت أن تكون طرفًا بها”.

كما أكد أنّ “هذا الانزعاج العام من الطبقة السياسية الذي عكسته الانتخابية سوف ينعكس على الأرض بتحركات جديدة، والمعركة الجديدة سوف تكون نحو قانون الانتخابات، وشكلها لن يكون كما كان سابقًأ”.

السابق
تجربة «بيروت مدينتي» تنتقل إلى الغبيري
التالي
نصري الصايغ يكتب في جريدة السفير: المقاومة شيء.. وحزب الله الحاكم شيء آخر تمامًا