لأنّه «السعد»… شوكة بعيونكم!

لست من خريجي تيار المستقبل ولا أنتمي إلى الحريرية السياسية بأية حال بل وأكثر أنا ممن ينتظرون الرئيس الحريري على غلطة في الأداء السياسي لأنتقده عليها...

لم أدافع يومًا عن تحالفات الرئيس سعد الحريري ولا عن تنازلاته ولم أقل للحظة أنّه يمثل السياسة السنية اللبنانية، وإنّما كان محوري معه انتقاد دائم وعتب لكونه لم يكمل مسيرة الشهيد رفيق الحريري كما رجوناها.

أخطأ الحريري، وكثيرًا، نقولها جهرةً وعلنيةً لأننا لم نعتد الإختباء وراء الذلاّت ولأن المستقبل لا يهددنا لا بـ 7 ايار ولا بسلاح.
ولكن في الأونة الأخيرة، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض النشرات الإخبارية، لخليّة من مريضي النفوس ومن قليلي الثقافة المعبئين ضد شخص الرئيس الحريري، هؤلاء لم يجدوا لانتقادهم إلا المستوى الخاص البحت، فأهانوه وسخّفوه ونعتوه بأقذع الصفات والتي نترفع عن تكرارها احترامًا لعقولنا أولاً واحترامًا للحريري ثانيًا.

سعد الحريري

من يقود ومن يتبع هذه الحملة الشعواء، هم انعكاس للسلطة الفاسدة وهم من يدّعون التغيير فيما يظهرون الصورة الأسوأ، أمس أوقعهم الحريري فأوهمهم بأنّه قد اخطأ بالاقتراع ليتحوّل هاشتاغ “تعو نتمسخر عالحريري” إلى ترند معيب يعكس ثقافتنا المشوشة.
إلا أنّ الاقتراع كان صحي فيما عقولهم أثبتت أنّها مريضة وناقصة…

إقرأ أيضًا: المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية انتهت…والأحزاب انتصرت
نحب الحريري، وأكثر حينما تكرهوه وتفجرون عليه سهام الحقد المنعكس من دواعي سياسية ومذهبية وكيدية، نحبه لأنكم جبناء، فما تصفونه به تخافون قوله عند الأخرين، نحبه لأنكم بإهانتكم له تكرّسون أنّه الاعتدال وأنّ تياره علم لا سلاح، وأنّكم لا تخشون لا الخطف ولا التنكيل ولا قطع الارزاق، ولا التشبيح.
نحبه لأنّكم كلما سخرتم منه، زادت صوابيته بالنسبة إلينا، وكلما زاد عجزكم عن انتقاده بمنطق، لتأخذكم العقد من “السعد” إلى رميه بأسوأ الصفات والتي يخجل منها الأمي والجاهل، نسائل أنفسنا لأي مدى هو على حق، ولأي مدى أنتم صورة الباطل المتزيّن بمانشيتات الحرية والمدنية والتغيير.

إقرأ أيضًا: طريق الجديدة انتخبت «البيارتة» بديمقراطية… وكسل!‏

نحبه، لأنّ الشهيد من عمّر، ومن علم، وحرر، نحبه… لأنّ بدماء رفيق الحريري خرجت الوصاية من لبنان ولأنّه سعد إن تنازل فهو ما زال بحسبه (رغم اعتراضي الشخصي) يتنازل لأجل لبنان.

السابق
صفعتان على وجه حزب الله: بعلبك والهرمل قالتا «لا»
التالي
ناشطو الحراك المدني يحاولون تخليص بيروت من نفايات السياسة قبل نفايات الشارع