كلا…«زي ما هيّ» المستقبل لا تساوي «التكليف الشرعي» لحزب الله

العديد من المقالات والمواقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة أتت ساخرة من عبارة "زي ما هي" للحريري و"التكليف الشرعي" لحزب الله باعتبارهما شعاران مماثلان يرفعان في سبيل تأمين انتخاب لوائحهما الانتخابية البلدية.

لم تأت هذه المقارنات كإدانة للتكليف الشرعي، انما أتت لتدين شعار الحريري باعتباره مماثلا لما يقوم به حزب الله. غير انه قد غاب عن ذهن الذين حاولوا التسويق لهذه الفكرة ان الشعارين غير قابلين للمقارنة، وان العبارتين لا يمكن ان تتساويان، ناهيك عن عدم صحة وضعهما في خانة واحدة.

ان عبارة “زي ما هي” الانتخابية للمستقبل، و”التكليف الشرعي” كأداة أيديولوجية لحزب الله في الانتخابات، وكل مفاصل عمله السياسي والأمني والعسكري والاجتماعي، شيئان مختلفان بالشكل والمضمون. فالأولى لا تتعدى كونها شعاراً انتخابيا لحث الناخبين على التصويت للائحة مكتملة في انتخابات محلية، اما الثانية فهي تكليف إلهي من الله مباشرة عبر ممثله الأوحد الولي الفقيه (الخامنئي حالياً) المفروض “شرعاً” طاعته من خلال الالتزام بالأوامر الصادرة منه مباشرة او من خلال وكيله (نصرالله في لبنان) أو من ينوب عنه.

سعد الحريري

وعلى راي الامام الخميني (والذي هو مؤسس ولاية الفقيه)، ليس بمقدورنا كأشخاص وانطلاقاً من قناعات وتقييمات ذاتية ان نحدد التكليف الالهي، انما ولاية الفقيه او ممثليها هم المعنيون المباشرون بتحديده. وما يصدر عن هذه الجهات، التي تمتلك الحق الحصري في اصدار التوجيهات للامة، علينا بتنفيذه، سواء أدرك فهمنا المحدود هذه المصالح ام لم ندركها!

إقرأ أيضًا: بين البيارتة و«الجلب»: وأهديناك مكان الوردة سكينا!

ان النظام الديمقراطي يعطي الحق لأي مجموعة من المواطنين ان تعمل <ضمن القانون> للوصول الى السلطة. وكثيرة هي الشعارات “الرنانة” التي تستعمل وتعبر عن هدف تلك المجموعات في محاولة لإيصال أكبر عدد ممكن من ممثليها الى المجالس والإدارات المحلية والمجالس النيابية او أيّة هيئة تمثيلية. كما ان الهدف الأساسي لأي لائحة انتخابية في أيّة دولة ديمقراطية، وفي حال عدم استخدام نظام اللوائح المغلقة، هي في محاولة اقناع الناخب بعدم تشطيب أي اسم وبالتصويت لكامل أعضاء اللائحة المُشَكَلة.

إقرأ أيضًا: بيروت كمان «الي»…

لذلك فان المقارنة خاطئة بين شعار انتخابي (زي ما هيّ)، ومبدأ أيديولوجي مذهبي غاياته هيمنة محلية خدمة لاهداف إقليمه(التكليف الشرعي) … لسنا هنا في وارد الهجوم او الدفاع عن أيّة لائحة، انما نحاول وبموضوعية ان لا ننجر الى مقارنات غير منطقية، او أسلوب تفكير جمعي تفرضه علينا بعض السياسات الشعبوية بطريقة ديماغوجية لدغدغة عواطف “الجماهير”.

السابق
الانهيار اللبناني في مرآة الانتخابات البلدية
التالي
الكلمة الكاملة للسيد حسن نصر الله…