بعد استعراض أساليب إعلاميي الممانعة نطل على اعلاميّ السيادة والإستقلال الذين ليسوا أقل شأنا ومستوى، بل يفوقونهم بالهضامة والشراسة والأساليب الفجة.
اقرأ أيضاً: إعلاميو الممانعة ضدّ السيادة(1): كيف يدافعون عن أفكارهم؟
فالإعلامية ميّ شدياق رأس الحربة في الدفاع عن المرحومة قوى الرابع عشر من آذار، تخوض ضد جمهور الممانعة حربا ضروسا تشهد لها وسائل التواصل الإجتماعي أكثر ما تشهد، وهي التي تعلّق على كل ما يقوله أحد أركان حزب الله، حيث لم توفر الأمين العام لحزب الله من شظايا كلماتها. فكان ان وصلتها تهديدات عبر الواتسآب بشكل مباشر، وهي المعروفة بمواقفها الشرسة والتي على أساسها كانت محاولة اغتيالها التي خرجت منها بخسائر جمّة. وهي تبتعد بإسلوبها الهجوميّ عن أية نظرة موضوعيّة تجاه الطرف الآخر، مما يستدعي غضب جمهور الممانعة ضدها، رغم انها ليست بسياسيّة، بل إعلاميّة. ولا تتقن فن الحرب الناعمة اذا جاز التعبير، بل انها تبدو كالمُناصر الحزبيّ في موضع هجومي مستمر رغم انها أكاديمية، وهي مشهورة بروحها المرحة بعيدا عن السياسة. وهي تقابل في مواقفها الإعلامية وفاء حطيط لدى حزب الله.
اما الصحفيّ محمد سلام، المتعصب لـ(بيروتته) وهو الذي يُحلل ويعلق وينتقد، وقد برزت مواقفه خلال وبُعيد عدوان تموز 2006 أكثر ما اشتهرت، حيث عُرف عنه قصفه العشوائي الذي يبتعد عن الموضوعيّة، من منظور إعلامي، على غير عادة بقية الإعلاميين البارزين الذين يفندون آراء ومواقف الطرف الآخر، ويرّكز هجومه فقط على كل من حزب الله وحركة،أمل الذين اجتاحا بيروت في 7 أيار مما أغضبه ولا زال. ويتميز بطبعه الحاد كما هي حالة الصحفيّ المُمانع علي حجازي رغم الفروقات بالتجربة الإعلامية والسنّ.
اما نديم قطيش فحاله كحالة سالم زهران السنيّ المؤيد لقوى الثامن من آذار، فهو الشيعي المؤيد لقوى 14 آذار. وهنا تظهر حاجة كل فريق لبناني الى إعلاميين، أبواق، من الطرف الآخر بالمعنى المذهبي، ليُثبت ويؤكد كل منهما أحقيّته وشموليته.
فالثلاثي الممانع التابع لحزب الله يتشكّل من درزي وسني وشيعي. في حين يتشكّل الثلاثي السيادي من مسيحية وسنيّ وشيعيّ. فالحاجة أم الاختراع هنا.
فنديم قطيش أثار ببرنامجه (DNA) بلبلة بسبب إسلوبه الساخر المباشر، والذي يخرج عن آداب السلوك الإعلامي لكنه أسسّ لمدرسة هدم المحرمات والممنوعات ورفع القدسية عن السياسيين، وهو متحصّن خلف شاشة المستقبل الزرقاء التي تشكّل العصب الرئيس لقوى الرابع عشر من آذار التي، وان تناثرت هذه القوى فرقا الا ان موقفها من أحزاب الممانعة لا زال واحدا، وكأنهما خندقان أحدهما جمهوري والآخر ديموقراطي (على الطريقة الأميركية).
يشكّل كل من محور (شدياق- سلام- قطيش) ثلاثيّ عصبي حاد قلق تُفتح له وسائل الإعلام حينما يكون الصراع الداخلي محتدما، كما هو حال الثلاثي (وهاب- زهران- حجازي). ويختفون في حالات السلم فيأخذون إجازات طويلة بانتظار حرب قادمة.. إنهم صقور الممانعة في مواجهة صقورالسيادة.
اقرأ أيضاً: ثورة 14 آذار في ذكراها…هل ماتت أم ستقوم؟
فمتى نرسلهم في إجازات غير مدفوعة ليرتاح الإعلام، ويعود الى صورته الموضوعيّة مع إعلاميين موضوعيين؟