البطاقة الصحية لا تشفي أهل الناعمة من المطمر وكوارثه

لأنّ النفايات لا تنقسم عن المحاصصة السياسية، ولأنّها مغارة "علي بابا" تديرها شركات باطنها "سلطة"، أُغلق (بقرار سياسي) مطمر الناعمة وتحوّل لبنان السياحة لـ "لبنان الزبالة" فسخرت منّا الصحافة العربية والعالمية وبتنا "حديث الساعة".

أزمة “النفايات”، التي دامت لأكثر من ثماني أشهر وتخللها عدة فضائح من مناقصات مشبوهة وصولًا لعروض وهمية، انتهت منذ فترة وشيكة، وكُتب لها سيناريو النهاية كما البداية في الناعمة، فأعيد فتح المطمر.

ما بين الإغلاق والفتح، صفقة سياسية بإمتياز دفع ثمنها المواطن صحيًا، وتحوّل الفساد بين أروقة الجلسات الحكومية لتجارة مشروعة.

إقرأ أيضًا: تسوية نهائية لـ«النفايات»: مطمر شيعي بقاعا مقابل مطمر سرار السني

أهل الناعمة لم يقبلوا لا بإعادة فتح المطمر ولا بأن تتحوّل منطقتهم لأرض موبوءة بالملاريا والكوليرا ولا بأن تكون صحتهم “بطاقة” تتاجر بها “السلطة” لتمرير عقود معينة.

غير أنّ أهالي هذه المنطقة لم يجدوا من مغيث لصرختهم الرافضة حيث أنّ السياسة في لبنان باتت اقرب للإستبداد منها للديمقراطية، فلم يسمع أحد من أمراء الكراسي لمطالب هؤلاء ولم يستجيبوا لهواجسهم، بل على النقيض تمامًا تمّ منعهم من أبسط حقوقهم وهو التظاهر السلمي كما تمّ التعامل معهم بعنف صوّرته الكاميرات.

في سياق آخر أفادنا مصدر متابع بأنّ آخر بدع محيط الناعمة والحزب التقدمي الاشتراكي باتت تتمظهر بمحاولة شراء صحة المواطنين ببطاقة صحية.

في هذا الشأن صرّح لموقع “جنوبية” الناشط منذر فخر الدين وهو منسق في حملة إقفال مطمر الناعمة، أنّ في المنطقة هناك مكتب للحزب التقدمي الإشتراكي وقد قدمّ عرضًا مضمونه أنّ كل من ينتسب للحزب ولا سيما “ولاد الناعمة” يأخذون بطاقة صحية.
ويضيف منذر أنّ هذه البطاقات إن كان إصدارها بهدف أن يموتوا من المطمر، فهم يريدون الحياة ويريدون هواء نظيفًا و بالتالي لا يريدون هذه البطاقات، ويشير أنّ هذه البطاقات الصحية هي لتحقيق أهداف أخرى أي أنّهم “بطعموهم ليسكتوا ببساطة.”

البطاقة الصحية التي سوف يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي
البطاقة الصحية التي سوف يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي

وأكد منذر أنّ 85% من أهل الناعمة يعارضون إعادة فتح المطمر من جديد مشيرًا إلى أنّ الدولة ضدهم وضد إرادتهم، فلا تسمح لهم بالتظاهر ولو كان بالطرق السلمية ليحدثنا عمّا تعرضوا إليه من تعنيف ومن إهانة في تحركهم الأخير.
وأردف الناشط أنّهم يرفضون البطاقات الصحية، وأنّ منطقة “الناعمة” ليست مسيسة ولا تابعة لا لوليد جنبلاط ولا للحريري ولا لحزب الله.

إقرأ أيضًا: النفايات: مذهبية المطامر هي الحلّ

وأنّهم كعائلات هذه المنطقة يرفضون أيّ محاولة لشراء أصواتهم وتسييسهم، وكل ما يريدونه هو حقهم الأدنى ببيئة صحية نظيفة لا تهدد حياتهم ولا تحوّل الهواء الذي يتنفسونه إلى سرطان.

السابق
إعلامي مصري : الملك سلمان يحضر مفاجأة للإخوان
التالي
عزت الدوري لم يمت ويطلّ عبر فيديو ويهاجم ايران