لماذا يصرّ صلاح نور على اعتصامه وحيدًا؟!‏

أثناء دخولي إلى وزارة التربية والتعليم في الأونيسكو في بيروت لإنجاز معاملة خاصة صادفته خلالها، أثناء دخولي إلى وزارة التربية والتعليم في الأونيسكو في بيروت لإنجاز معاملة خاصة صادفت خلالها، شاب يجلس على الأرض معتصماً مرتدياً زياً يشبه إلى حدٍ بعيدٍ الكفن في رسالة واضحة للجهات المعنية التي كما يقول تخنق وتعدم الأساتذة من خلال تحويلهم إلى الإمتحانات في مجلس الخدمة المدنية والتي لا يراها الجهة المؤهلة لتقييم الأساتذة وتحديد من منهم الصالح للتدريس ومن لايصلح ويرى أنّ كلية التربية هي الجهة الوحيدة التي تملك مؤهلات تقييم الاساتذة وامتحانهم لتثبيت أهليتهم للتدريس وتخريج الأجيال.

يقول الأستاذ صلاح نور أستاذ الإقتصاد وهو من مدينة جبيل ويعلّم كما أفادنا في العديد من المؤسسات التعليمية على مستوى لبنان.

يقول أنّ ما يحدث هو التالي: ” يتمّ أخذ الأساتذة حسب تعبيره ووضعهم في أكياس ويذهب بهم إلى مجلس الخدمة المدنية للإمتحان والتقييم، من الذي قال أنّ مجلس الخدمة هو الجهة المخوّلة بإمتحان الأساتذة وآلية عمل مجلس الخدمة تؤدي لقتل الأساتذة وتحويلهم إلى مجرد موظفين غير مبدعين خائفين على وظيفتهم ورزقهم أما كلية التربية فهي الجهة التي تستطيع تحديد امكانيات هذا الأستاذ”

إقرأ أيضًا: صورة الآخر من المناهج التعليمية العربية
وفي التنفيذ يتم امتحان الأساتذة عن طريق مجلس الخدمة وينجح من أصل كل عشرة أساتذة ثلاثة على سبيل المثال فنكون كما قال الأستاذ صلاح نور “حددنا أنّ الـ 7 ليسوا أكفّاء ولكن الطامة الكبرى أنّنا نعود للتعاقد مع الأساتذة المفترض أنّهم “راسبين”وندخلهم إلى غرف التعليم بصورة مهشمة وبمعنويات مدمرة فلمصلحة من يحدث هذا؟ كيف نقنع الطلاب بعد أن نخبرهم أن أستاذهم رسب في الامتحان، أننا سنعيده إلى الصفوف وعليك أن تتعلم على يديه بعد أن شوهنا صورته في باله ناهيك عن أنّ هؤلاء الأساتذة أصلاً يعملون في التدريس من عشرين عام وهم في ذهن طلابهم أساتذة كبار فما هذه الفوضى
فما هو المقصود من الامتحان إذًا سوى الإذلال للأساتذة”

وزارة التربية

سألته لماذا يقبل الأساتذة إذًا بهذه الحالة إذا كانوا كما ذكرت لنا أصحاب فكر وهم من يبني الأجيال، فأجاب متأسفاً:
“إنّ هناك الكثير من الأساتذة يعيشون من أجل رواتبهم وليسوا أصحاب رسالة وفكر، فكل! الهم هو الراتب وليس التعليم ولا الاجيال، في بعض الاحيان ينسى الأستاذ أنّه استاذ وأنّه من يمتحن وليس من يُمتحن لكن السائد هو هكذا”.

أناط صلاح نور كل المسؤولية بكلية التربية لجهة اختبار وامتحان الأساتذة من يصلح منهم من عدمه، مع علمنا أنّ هناك اساتذة مقصرون في أكثر من مكان. فعلى المؤتمن على القطاع التربوي العمل على تفعيل وتطوير الأساتذة من خلال تعريضهم لدورات تدريبية وإذا كانت الصورة كذلك فمرّة أخرى كيف يتم التعاقد مجددًا مع من اعتبرهم مجلس الخدمة غير مؤهلين للقرار وأنّهم غير صالحين للتدريس.

إقرأ أيضًا: «اللبنانية»: من وطنية التعليم إلى التفريع
الأستاذ فكرة
وعلى هذا الوطن تحرير الفكر والفكرة أذا أراد الاستمرار بين الأمم
والفكر المقيّد براتب لن يقوى على إنشاء جيل متعلم وقادر
بعد خمسة شهور على بداية اعتصامه
يقول صلاح نور أستاذ الاقتصاد
أنّه مستمر ولن يتوقف أبدًا ولا يعنيه في شيء أنّه وحيدًا في اعتصامه
بعد انتهاء ساعات التدريس الخاصة به يتوجه يومياً إلى مدخل وارة التربية ليوصل رسالتهُ
ولكن….
هل من مُجيب؟

السابق
انعكاس استقبل بوتين للحريري على الجنرال ميشال عون
التالي
أوميغا: ما قمنا به «حرية» ونحذر من المساس برئيسنا