إلى«جبران باسيل».. حدّك ع غسان سلامة!

من الحماقة المقاربة دبلوماسيًا بين من يشهد له التاريخ وصنّاعه وبين من تمننت عليه الأروقة السياسية والوراثة العائلية بتاريخٍ لا مجد فيه..

وكأنّه لم يكتفِ وزير خارجية حزب الله والطفل المدلل لجنرال الرابية جبران باسيل، بما حققه من فشل منذ بدايته السياسية، باسيل الشعبوي الذي لم يحصد أصواتًا لدورتين انتخابيتين ولم يستطع بالرغم من زخم “العم” من حصد كرسي نيابي.
إلاّ أن حظّ هذا الشاب أنّه زوج “شانتال”، وأنّه الصهر المميز للجنرال ميشال عون، ممّا جعل كل الامتيازات السياسية تنتقل إليه “وراثة”.

إقرأ أيضًا: عندما غرد اللبنانيون ‫#‏غسان_سلامة_لليونسكو‬ دفاعًا عن حضارتهم
ثلاثة وزارات تولاّها جبران باسيل، الطاقة وباخرة فاطمة غول ومشروع كهرباء 24 ساعة مقطوعة، الإتصالات وقصة الداتا، وأخيراً الخارجية، والتزامه بمواقف الايديولجيا الإيرانية ممّا حمل لبنان ما لم يكن بحسبانه من علاقات متأزمة مع دول الجوار الخليجية.
الصورة السلبية التي عكسها باسيل عن لبنان لم تتلخص بثلاث وزرات ما كان أهلاً لها، وإنّما تعدّت لتصرفات صبيانية بعيدة عن المنطق والاتيكيت السياسي، فما كدنا نغض النظر عن فضيحة كارولين وكيف حوّل القائمة بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة إلى مادة للدعابة أمام نظيره الإماراتي ومن ثم السوري.
حتى فاجأنا مؤخرًا أنّه أكثر أهميةً ومقامًا من ممثل الأمم المتحدة بان كي مون، إذ ترفع عن استقباله والترحيب به، ممّا أوقع الحكومة اللبنانية في خطأ بروتوكولي.

عبقرية باسيل لم تتوقف هنا، وإنّما استطردها بمؤتمر صحفي لم يعكس إلا الجهل السياسي والعنصرية في التعاطي مع ملف النازحين، والمريب أنّه حينما يحاضر باسيل بالنزاهة يحسبنا قد تناسينا أجندته السياسية أو كيف مارس الجنرال الضغط لإيصاله لرئاسة التيار بالتزكية.

عقدة باسيل من النجاح لم تتوقف هنا، فيبدو أنّ ما أنتجه من فشل دبلوماسي تمظهر في تجاهل ترشيح الدكتور غسان سلامة لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (الأونيسكو) وترشيح “المجهولة” لبنانيًا فيرا خوري.

غسان سلامة

غسان سلامة، عميد معهد باريس للشؤون الدولية وأستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية (باريس) وفي جامعة كولومبيا (نيويورك)، والوزير السابق لحقيبة الثقافة، والمستشار السياسي السابق لبعثة الأمم المتحدة في العراق ، والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (2003-2006)، والعضو في عدد من المنظمات العالمية غير الحكومية والذي برصيده عدد من المؤلفات العربية والفرنسية، لم يجد به وزير خارجيتنا “العظيم” جبران باسيل ما يميّزه لمنصب اليونسكو، فإختار فيرا خوري؟

ولكن لحظة، من هي فيرا خوري؟ وما هو تاريخها العلمي والثقافي؟
في هذا الشق لا داعي لأن نبحث أرشيفيًا، وتحت عنوان “فتش عن المال وعن المحسوبيات”، نجد أنّه لا يتوافر في سيرة فيرا الذاتية أيّ معلومات هامة الا العلاقة اللصيقة التي تربطها بالملياردير جيلبير شاغوري والذي له علاقات وطيدة بعدد من السياسيين.

إقرأ أيضًا: ترشيح اليونسكو وفضيحة الطبقة السياسية اللبنانية

حلّت المعضلة، “الملياردير ما حدا بيزعلوا”، وباسيل الذي عيّن رئيسًا للتيار و وزيراً لحقائب قد فشلت كُرمى لشانتال، ها هو اليوم كرمى لعيون “أحدهم” يقدم على ترشيح فيرا خوري واستبعاد الدكتور غسان سلامة، وبالتأكيد ما كان لباسيل أن يخطوَ بهذا القرار لولا إيماءة من العم.
هذه هي الجمهورية العونية، وهذا “ميشال عون” المرشح الرئاسي القوي، وهذا هو باسيل، الذي سيشهد له التاريخ أنّه أسوأ وزيراً للخارجية مرّ على تاريخ لبنان…

مبروك باسيل، الدكتور سلامة غني عن “لقب”، أما أنت فسوف نفتش عنك حيث الفشل!

السابق
في بلدة ببنين… هكذا انقلب العرس إلى عزاء!
التالي
مهما تأخرت الشمس فسوف تشرق.. اقرأ برجك وابتسم!