مقابلة نصرالله.. تكشف حجم المأزق الذي يعيشه الحزب

السيد حسن نصر الله
كما أشرنا أول أمس وقبل خطاب امين عام حزب الله فإن الجزء الاكبر من الحوار المطول كان عن احتمالات المواجهة مع اسرائيل، الامكانيات، سبل المواجهة. بنك أهداف الحزب، وكنا نعتقد سلفا أن هذا ما سيقوله السيد لكن لا بد من محاولة لتفسير التركيبة الحوارية إذا صح التعبير للحوار فترتيب محاور اللقاء توحي بالكثير.

جميلة جداً ووجدانية لحد بعيد حتى بدت وكأنها كُتبت عام 2006 إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان، يوم كان من أحب الحزب ومن كرهه لا يمكنه انكار الاجماع الذي كان حول المقاومة وسيدها، يوم كانت صور السيد ترفع في العالم العربي من أقصاه الى أقصاه رغم اتهام النظام الرسمي العربي آنذاك للحزب بالمغامرة. لكن هل تصلح هذه الوجدانية في المقدمة وتنسجم مع واقع السخط العربي الرسمي، ولا يمكن انكار السخط الشعبي حالياً على الحزب جراء انخراطه في حرب سوريا واليمن والعراق رغم انكار السيد لمشاركة الحزب في بعض الحراك في الدول العربية كما أشار مثلا في البحرين.

اقرأ أيضاً: التناقضات السياسية في خطابات السيد نصرالله!

تنظيم الملفات

لا ينكر أحد حضور السيد والجلوس أمامه ومحاورته ليست بالأمر السهل ونحن كصحفيين ندرك ذلك فالرجل شخصية استثنائية كما يرى خصومه قبل مؤيديه، ويتمتع بشخصية يصعب معها الحصول على جواب في ما لا يريد الاجابة عنه. ودل ذلك في محاولة المحاور الحصول على جوابه فيما يتعلق بملف عدوان 2006 وموقف السعودية من الحرب، والرفض بشكل واضح خشية أحداث “مشكلة في البلد” كما قال بوضوح.

بعض الفوضى ظهرت في تسلسل الملفات وترابطها وعمل السيد على إعادة التصويب، ولا يمكن إحداث “اكشن” كما رغب المحاور خارج إرادة رجل مثل نصر الله فكله مرتب مسبقاً في حوارات من هذا النوع وهذا معروف.

التأثير النفسي

إن تركيبة الحزب والدوائر العاملة فيه لا نبالغ إذا قلنا إنها تهتم بأدق تفاصيل ظهور أمينه العام في كل المناسبات، والعناية لا تكون فقط بالجوانب الامينة فاختيار الشعارات في كل مناسبة أمر مهم جداً للقواعد الشعبية وإن كانت بشكل غير علني إلا أنه “يلعب”على خليفة تفكير المشاهد واللاوعي عنده وظهر ذلك في حوار الأمس من خلال ما ظهر خلف السيد كجزء من الديكور/ واصبر لحُكمِ رَبِّكَ/ ولا يمكن فهم اختيارها مصادفة أو مجرد ديكور بل هي رسالة الى القواعد واضحة ولا تحتاج تأويل مفادها أن المرحلة صعبة فاصبروا…

السيد حسن نصر الله

أما القفزة النوعية والمباشرة ونسب التهديد المرتفعة للعدو الاسرائيلي فهي لب الموضوع.

فليس بمصادفة أن يبدأ السيد وبدون أي تدرج أو مقدمات ليتجه مباشرة الى ما هو أخطر وأكثر ما يخشاه الكيان “الاهداف” وليست أي أهداف، فقد كان لافتاً الحديث المباشر ومباشرة عن المفاعلات النووية الاسرائيلية ومخازن الأمونيا المنتشرة والقريبة كما قال السيد، من التجمعات الاستيطانية وتلقفها الإعلام الاسرائيلي مباشرة. بالاشارى الى أنه ورغم اقتناع الحزب بحسب رأي الاعلام العبري بأن لا حرب قريبة، إلا أنه ترك لهم التهديد لكن التأثير في الجبهة الداخلية الاسرائيلية لا شك وأنه سيتفاعل في الايام المقبلة وستظهر نتائجه قريباً.

ما خلف الهدوء

الرجل كان هادىء جداً لكنه كان يتوتر ويتجهم وجهه في مواضع معينة من الحوار، وأبرزها عند الحديث عن الاسرائيليين. واللافت عن المملكة العربية السعودية التي كانت المتهمة وتكاد تكون الوحيدة بحسب السيد بالتآمر على المقاومة وبعض العرب، لكنه أصر على فصل الشعب عن سياسات المستوى الرسمي وفي كل البلاد العربية واعتبر أن الشعوب وجدانيًا ما تزال مع مشروع المقاومة وبدأ الكلام خارج الزمن.

اقرأ أيضاً: حوار العام مع نصرالله: الأسد أو يخرب البلد!

بعض التوتر في ملامح السيد قد يفهمها مراقبون على أنها دلالة على حجم المشكلة أو مأزق يعيشه الحزب. رسائل الحوار وجهت طبعاً كما هو مخطط لها وكانت قاطعة واضحة ومباشرة، ولا شك أن الجهات المعنية تلقتها وخاصة اسرائيل. ولكن جماهيرياً، هل ما زالت إطلالات السيد جامعة لغير قواعد الحزب؟

السابق
الحريري بعد تأجيل جلسة الانتخاب:المجلس شرعي سيد نفسه وهو مدد لنفسه
التالي
توضيح واعتذار من «جنوبية»