في بلدة معركة.. البلديّة أيضاً لا تسْألُ الناس!!

ندوة لشؤون جنوبية في معركة
في مركز عبد اللطيف سعد الثقافي في بلدة معركة نظم "تجمع لبنان المدني" و"شؤون جنوبية" حلقة نقاشية حول الاستحقاق البلدي بحضور جمهور من المهتمين بالشأن العام. وقد نشرت مجلة «شؤون جنوبية» الحوار الذي دار في الجلسة.

فتتحت الحلقة بمداخلة قصيرة من الزميل وفيق الهواري أكد فيها على أهمية إجراء الانتخابات البلدية كحق للمواطنين، ومناسبة لمساءلة ومحاسبة المجلس البلدي عن الفترة الماضية وأن اللعبة الديمقراطية مهمة جداً حتى يتسنى للمواطنين إجراء تغيير ما في المجالس البلدية. وعرض نتائج الاستبيان الذي نفذته شؤون جنوبية في أيلول 2015.

اقرأ أيضاً: نهاد المشنوق لـ«جنوبية»: لن نقبل بتأجيل الانتخابات البلدية

رئيس المركز محمد حمود أعلن أن الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها هو عمل ديمقراطي بدون شك وجميعنا يسعى إليه، إلا أن الأساسيات، الخلفيات، الأرضيات والأوضاع هي ذاتها، بالإضافة إلى الأطراف المهيمنة على أوضاع الناس خصوصاً في منطقتنا وكذلك الأمر ذاته في باقي المناطق. فالسؤال هو ما الذي ستغيره الانتخابات إن تم إجراؤها أم لا؟ باستثناء اختلاف بعض الأسماء التي لم يلحقها الدور في المرات السابقة؟ للطرف السياسي عينه.

حمّود: ما نطلبه هو الديموقراطية ليس أكثر

البلديات والناس!

وأشار حمود إلى أن بعض الأسئلة التي طرحت في الاستبيان نسبية مثل سؤال “هل تساعدون البلدية في تشكيل لجان”؟ من وجهة نظري السؤال: هل يوجد بلديات تسأل الناس عن ذلك؟ وإن كان هناك الرغبة لبعض البلديات بذلك فيكون السؤال هو: هل هذه البلديات تعرف حقاً ما هو التعاون وكيف يتم وما هي فائدته؟ أو عندما نقوم بتشكيل لجان ضغط؟ على من يتم الضغط؟ وهل ينفع ذلك أساساً؟ وذكر حمود مثالاً عن نفسه: إذا ترشحت ونجحت في الانتخابات. ماذا سأعمل؟ لن يسمحوا لي بالقيام بأي اجتماع وإن تم فربما يحترق المركز أو يفجر أو يرشق بالحجارة فإذا زرعت وردة أو شجرة فستقطع وإن بنيت حائطاً سيهدموه.

وختم: بالمختصر، في هذه الظروف الانتخابات إن تمت أم لا فالأمر سيّان. أمرٌ لا يعنيني أبداً ولا أفكر حتى بالذهاب إلى الانتخابات وانتخاب أحد ما.

أحزاب السُّلطة

عبد الله حسان (عسكري متقاعد) اعتبر أن أكبر قطاع في لبنان هو القطاع التعليمي كان يمثله النقيب حنَا غريب منذ فترة وجيزة ولأنَه كان فعّالاً قاموا بعرقلته حيث أن القطاع التعليمي هو الآن بأمرة القوى (أحزاب/ السُّلطة) العليا وللأسف نحن لا نستطيع القيام بعمل جدّي فعال حتى ولو بالتعاون مع من اختارتهم السلطة ولا نستطيع التفاهم معهم.

ولفت حسان “أنا كمواطن أُبدي رأيي وبما لدي من تطلعات واحتكاكات والتجارب في حياتي، قد أقترح على رئيس بلدية مثلاً أن ينفذ أمراً ما وإن لم يستطع إنهاءه الآن فهناك شخص ما يأتي بعده سيقوم باستكماله أو أن يضع خطة ما على مدى خمسين سنة مثلاً”.

وختم حسان “نحن لسنا ضد الانتخابات بل نتمناها غداً وإن كان للمواطن الشجاعة للترشُّح يمتلئ منزله بأشخاص يسألونه عن انتمائه وتطلعاته وعلاقاته، في محاولة للضغط عليه للانسحاب.

“النسبيّة” أولاً

الناشط هشام الحاج علي ركّز على ديمقراطية الانتخاب فقال: “نحن مع الديمقراطية والانتخابات، ولكن في لبنان حالياً يجب أن نسعى أولاً إلى تحقيق القانون النسبيّ لأن القانون الحالي يعتبر أي شخص يحصل على 51% سيقوم باستبعاد ال 49%. فزعماء الطوئف بتحالفاتهم يقضون على باقي الناس بطريقة ديمقراطية بالرغم من أنَهم ينتخبون بالصندوق ولكن بوجود تحالفات وإن أمكن تسميتها في منطقتنا (كحركة أمل وحزب الله).

بأي ضيعة إن حصلوا على 51 % وربما أكثر سيقضون على باقي دور ممثلي الناس سياسياً واجتماعياً لذلك نطالب بتغيير القانون الانتخابي الحالي باتجاه النسبية.

قمع المرأة؟!

وأشار الحاج علي إلى دور المرأة التي تمثل نصف المجتمع وأكثر. وأضاف: نحن هنا في “معركة” خلال ثلاثة مجالس بلدية لم تنجح امرأة في عضوية المجلس البلدي، وهذه مشكلة وإن كان هناك 6000 صوت من ضمنهم 3000 امرأة في لوائح الشطب لكنّهن غير ممثلات في المجلس البلدي. يوجد جبن وقلة ثقافة وقمع للمرأة يمنع وصولها إلى المجلس لذلك يجب إقرار “الكوتا النسائية”.

عبد الله حسان رد على ذلك: “صراعنا ليس على الأشخاص سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً بل على الفكر السياسي الموجود حالياً مع السلطات الحاكمة على الأرض ومع احترامي لكل الشخصيات نحن لدينا بعض النقص في التوعية الاجتماعية.

نحن هنا في بلدة معركة يتوفر المال ونقترح مشاريع لا نستطيع تنفيذها مع رئيس البلدية إن لم يوافق صاحب السلطة الأساسي على ذلك. كما لاحظت أمراً خلال المجالس البلدية السابقة لم أجد رئيس بلدية سابق سلّم رئيس بلدية جديدة بموجب محضر رسمي.

تحذير من اليأس!!

لكن للكاتب علي غندور رأي مغاير أوضحه بالآتي: لفتني النظرة التشاؤمية الطاغية التي تعبر عن يأس سببها الدورات الثلاثة السابقة للانتخبات البلدية. لم يكن التنافس على برامج وأفكار بقدر ما كان تنافساً سياسياً قائماً على المذهبية والدين وأمور لا علاقة لها بحال الناس وواقعهم.

غندور: أحذرُّ من اليأس والأوضاع المحيطة

وأضاف غندور أن الجو العام في لبنان والمنطقة العربية بشكل عام يلعب دوراً في زيادة حالة اليأس مما دفع بالأشخاص الناشطين للبقاء في المنازل لافتاً إلى أنّ معظم الحضور هم أشخاص وطنيون وكانوا في أحزاب وطنية بعيدة عن الأحزاب الدينية والمذهبيات.

إن قلة الحماس وهذه الحالة اليائسة ستعود بالضرر علينا وأود لو كان هناك حالة اندفاع وطرح أفكار جديدة.

وناقش عضو المجلس البلدي عدنان سليمان الآراء المطروحة قائلاً: أوافق على تشخيص المشكلة التي طرحها الصديق هشام حاج علي حول أنّ الناس ليس لديها الحافز للانتخاب، أنا مثلاً نجحت ب 1250 صوت فأين باقي الناس؟ المواطن يقول “جايين جايين شو بدّي، خليني ببيتي” وكذلك الأمر للنيابة فهناك من حصل على 30% وأين الباقي؟ لو كانوا يمارسون حقهم بالانتخاب لما وصلنا إلى هنا.

الحج علي: التقاليد والمذاهب أقوى من العمل السياسي ونتائجه

أما الناشط حسين سلمان فقد توجه للحضور بسؤال: إذا كان الوضع سيئاً إلى هذه الدرجة فما هو العمل؟

أجابه حمود المسألة تصل إلى حد الاستحالة بالتغيير وعلينا ترك الأمور تسير حسب السيرورة التاريخية وفي لبنان لن يتغير شيء.

لكن هشام الحج علي أعاد النقاش إلى مستوى آخر، بعد هذه الجلسة أرى بأنه يجب علينا كمواطنين أن نشكل لجنة ضغط على البلدية ونعرف ما هية المصاريف التي صرفتها خلال السنوات السابقة ونعرف مصدر الهدر والفساد ونحاسب فهذا حقنا كمواطنين.

التقاليد أقوى من التغيير

أما المواطن عصام الحج علي فقال: نحن كمجتمع نقوم بأمورنا الاجتماعية والتقليدية على أكمل وجه سواء في العزاء أم في الأفراح هذه قناعات تترجم وأنا كمواطن لبناني أتمنى لو كان الكل مثل جورج نادر أنا إنسان حر يوجد مذهب يقيدني ويجب أن أحذفه وبالدستور في المادة التاسعة بالقانون يسمح لي بذلك كي لا ندخل في أمور دينية تثير النزاع. وأما بالنسبة لأهل معركة لا يقومون بالتصويت لأن حركة أمل تربح، تربح من خلال الناس الذين لا يصوتون وهم من يشكلون خمسين بالمئة لأهل معركة.

ندوة لشؤون جنوبية في معركة

قاعات حركة أمل في الأيام العادية فارغة ولكن في أيام الاحتفال بالحسين تعج بالناس وهنا نجد بأن الناس تربوا وتعودوا على أنّ هذه القضية قضية مذهبية، بينما الأشخاص الذين يودون التغيير يجلسون في منازلهم.

سموا لنا خمسة مرشحين وأننا نعمل لهذه اللائحة المعارضة للسلطة وقد طرحت اسم أبو وليد لمرشح (عبد الله حسان). فهو ابن مؤسسة تعتمد النظام ولديه رؤية ولكننا أيضاً نحتاج لأشخاص أخرين مثله يتقدمون للترشح و يجب أن أعلم أولادي المشاركة لنصل إلى مكان ما. أو إن كنت انت كمواطن رافض للسلطة عندها في 22 أيار ضع ورقة بيضاء.

وقالت الطالبة الجامعية نور حسن: نحن كشباب لو قمنا بأمر ما أو راقبنا مثلاً كإحصاء عدد الحفر الموجودة على الطرقات وتقديمها للبلديات، نعلم مسبقاً بأنه سيتم وضعها في الدرج ويتم نسيان الموضوع والمشكلة في الناس حتى لو لم يكن هناك حزب سياسي فإنهم ينتخبون من يحبون دون النظر إلى برنامجهم الانتخابي.

اقرأ أيضاً: كريم مروّة (3\3): الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية

وختمت أحلام حسان (منسقة مدينة صور ومنطقتها في لجنة حقوق المرأة) بمداخلة أكدت فيها على ضرورة مشاركة المرأة ترشحاً واقتراعاً وأشارت إلى أهمية إجراء تعديلات على قانون الانتخابات ليتضمن كوتا نسائية لا تقل عن 33% وضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها.

السابق
الى السيّد نصرالله: لا تهاجم الليلة العرب
التالي
الحريري: تحية لكل أم سورية تدفع ثمن الحرية