الإرهاب يضرب قلب تركيا..فكيف سيرد أردوغان؟

يبدو أن مخاوف وهواجس الحكومة التركية أصبحت واقعا ملموسا وينذر بعواقب وخيمة. فقد وقع صباح اليوم انفجار في شارع الاستقلال وهو أكبر شارع تسوق للمشاة في الشطر الأوروبي من مدينة أسطنبول أسفرالهجوم الذي تم بواسطة النتحاري عن مقتل 4 أشخاص واصابة أكثر من ستة أشخاص بجروح إلى الآن .

ويأتي هذا العمل الإرهابي وسط تصاعد التحذيرات الأمنية بعد هجوم أنقرة الذي تبنته جماعة “صقور حرية كردستان” المتشددة وهو الهجوم الانتحاري الذي ضرب أنقرة الاثنين الماضي، وأسفر عن مقتل 37 شخصا وإصابة آخرين بجروح.

وجدير بالذكر أن أنقرة وإسطنبول ومناطق تركية أخرى شهدت في الأشهر الماضية هجمات وأعمال عنف دامية، اتهمت الحكومة فيها حزب العمال الكردستاني وداعش بالوقوف ورائها.

إقرأ ايضًا: عندما تتحفظ روسيا على التطبيع بين تركيا وإسرائيل

لكن، الانفجار الذي وقع اليوم والذي استهدف قلب المدينة واهم سوق راق فيها الذي يتفرع من ساحة تقسيم الشهيرة. يؤكد مدى دقة الاستهداف رخطورته من حيث الخرق الامني الذي يؤثر على هيبة الدولة يضعفها.

وفي الوقت الذي اعلنت مصادر رسمية تركيا ان اكرادا هم وراء هذا الهجوم الارهابي، فان ذلك يعني ان ما حصل هو بمثابة ضغط على حكومة الرئيس اردوغان وسياستها المتشددة تجاه القضية الكردية وايضا تجاه حلفاء حزب العمال الكردستاني الجدد، اي المحور الروسي الايراني والذي حالف الاكراد مؤخرا في سوريا

تفجير تركيا

فتفجير اليوم، يؤكد أن المخاوف التركية بدأت تتحقق وهو أن يصبح حزب العمال وحلفائه من الاكراد قوّة كبيرة مسلحة. خصوصا وأن اكراد تركيا هم مواطنين مقيمين في تلك الدولة وبالتالي يستطيعون بسهولة خرق الأمن والقيام بالأعمال الإرهابية أكثر من داعش أو أي تنظيم إرهابي اخر.

مصدر متابع، أكّد لـ”جنوبية” أنه لا يمكن فصل ما يجري من محاولات لزعزعة الأمن التركي عن ما يدور في المنطقة ابتداءً من الهدنة السورية، ومن ثم الدعوى الروسية لقيام المشروع الفيدرالي وتقسيم المنطقة الذي بدوره يعطي حقا مكتسبا للأكراد في سوريا والعراق وتركيا بقيام اوحدة الكردية. وهذا ما أعطى زخما للأكراد بالمضي قدما باعلان جماعات كردية سورية نظاماً فيدرالياً في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا قبل يومين. ولا بد أن هذا الاعلان نزل صواعق على مسامع المسؤولين الأتراك..

لهذا جاء رد الفعل الأول تركياً برفض إقامة أية كيانات جديدة في سوريا.

إقرأ أيضًا: قولوا لا لإيران والسعودية وتركيا والأكراد

فأمام هذه الوقائع المحفوفة بالمخاطر كيف سيتصرف الرئيس التركي وحكومته؟ هل ستمالئ المحور الروسي الايراني خصوصا أن هذه الاعتداءات الارهابية بدأت بشكل جدي تمس بأمن واستقرار الدولة التركية الاقتصادي والأمني؟ أو انها ستقرر المواجهة؟

السابق
الكويت نقلت إلى دول الخليج رغبة إيرانية في إنهاء الخلافات… وفتح صفحة جديدة
التالي
إزالة البسطات من شارع صبرا