مَن يختبئ وراء «داعش» لإبتزاز لبنان؟

داعش في لبنان

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: مَن يختبئ وراء “داعش” لإبتزاز لبنان؟

في تقدير بعض المتابعين أنّ الخلوة التي عقدها الرئيس سعد الحريري، في اليرزة، مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، شديدة التعبير في توقيتها وحساسية ظروفها، ليس فقط لأنها تأتي بعد تجميد الهبة السعودية للجيش، بل أيضاً بعد التهديد “الشامل” الذي وجَّهته “داعش” إلى الجيش. وقد تضمَّن التسجيل المنسوب إلى “داعش – ولاية الرقَّة”، تحريضاً للضباط السنّة في الجيش، إضافة إلى تهديد الحريري مجدّداً، ورئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” والمسيحيين. كثيرٌ من المحلّلين والخبراء في شؤون المنظمات الإرهابية يعتقدون أنّ تهديدات “داعش” غالباً ما تكون بمثابة رسائل سياسية فقط. ولكنهم يضعون في حسبانهم احتمالَ لجوء التنظيم إلى تنفيذ بعضها، وفقاً للحاجة. ولذلك، يهتمُّ المعنيون بالأمن، بعد تهديد “داعش” الأخير، بمنع حصول مفاجآت أمنية قد تفتعلها، سواءٌ بارتكابها عمليات تستهدف الأمن الشخصي لمسؤولين وشخصيات سياسية، كالحريري أو سواه، أم بمحاولتها اللعب بالاستقرار وإشغال الجيش والقوى الأمنية. فالتسجيلُ المنسوب إلى “داعش”، زاد في مستوى استنفار القوى العسكرية والأمنية على مختلف المستويات. ورفعت الشخصيات اللبنانية المعنية من مستوى احتياطاتها الأمنية. وفي النهاية، ينظر الباحثون الكبار إلى تركيبة “داعش”، منذ بداياتها في العراق، على أنها الوريثة الشرعية لجهاز استخبارات الرئيس السابق صدام حسين. فالبعثيون هم أكثر الذين تحوّلوا إلى “القاعدة” ثمّ “داعش”، وفي فترة النفوذ الأميركي المباشر. وستنتهي “داعش” عبوة ناسفة انفجرت ولم يبقَ من أثرها إلّا الشظايا المتناثرة. ولذلك، لن يستفيد أحد من نهايتها. وبناءً على هذه المعطيات حول هوية “داعش”، يصبح ممكناً البحث في مغزى تهديدها أخيراً باستهداف سياسيين وطوائف في لبنان. ويبدو منطقياً القول إنّ الأجهزة الإقليمية التي تقف وراء “داعش” وتشغِّلها تريد توجيه الرسائل الأمنية في لبنان.

السابق
ردّ عنيف من برّي على عون..
التالي
عقبات التنفيذ تؤخر خطة النفايات