لبنان…واحتمالات الصيف الحار

بعكس ما يعتقد البعض بأنّ لا مصلحة لإسرائيل بالقيام بأيّ عدوان جديد على لبنان لإستهداف حزب الله طبعاً..

ويرجع ذلك للإستنزاف الذي يعانيه الحزب في سوريا والفاتورة الكبيرة التي يدفعها ثمن إقحامه في الحرب الدائرة هناك والتي يعتبرها البعض كفيلة بكسر شوكة الحزب المتهم وبشدة بمحاولة السيطرة على لبنان بل التأثير المباشرة بأيّ تركيبة محتملة متعلقة بشكل المنطقة بكاملها ليس فقط لبنان إلاّ أنّ واقع الأمور يختلف إلى حد ما عن هذه التصورات رغم أنّ عدد قتلى الحزب الوافدين يومياً تقريباً من هناك يوحي بصوابية هذه القراءآت ، ولكن…

إقرأ أيضاً: «حزب الله» «تنظيم ارهابي» عربيا وخليجيا
الجو العالمي والأخطر العربي العام يشبه إلى حدّ بعيد أجواء التهيئة التي سبقت حروبًا سابقة شنتها اسرائيل على لبنان بإستثناء 2006 التى جاءت ظروف تحضير المناخ العام لها متأخرة بمعنى أنّها تلت بداية الحرب حيث فوجئ الجميع بمن فيهم حزب الله الذي أقرّ أمينه العام بأنّه لم يكن يتوقع اندلاع الحرب بسبب خطف جنود للمبادلة بحسب تصوره حينها، وتوالت الإنتقادات ووصف الحزب بالمغامر، وربما لم ينتبه البعض لأمر غاية في الأهمية بحسب محللين عسكريين واستراتيجيين وهو من جزئين،
الأول أنّ مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا، على خطورتها إلاّ أنّ الحزب لا يعتمد فيها عسكرياً على قواته من النخبة وإنّما تشكل مشاركة نخبه من المقاتلين 1 بالمئة من المجموع العام بحيث يترأس قيادي واحد فقط من المقاتلين أصحاب الكفاءة العالية مجموعة من المقاتلين أقلّ خبرة بكثير من رأس المجموعة ما يوفر عليه خسارة العناصر العالية التدريب إلى حد بعيد ويحصر خسائره الخبراتية اذا صحّ التعبير.

حزب الله واسرائيل

وهنا تتصل نقطة أخرى بتفسير الحالة العامة ومبررات صمود الحزب في سوريا رغم الخطر الإسرائيلي الدائم القائم والمتوقع في أيّة لحظة وسنعود لجزئية تهيئة أجواء عامة تمهيدية لإعتداء إسرائيلي جديد، وهي أنّ القدرات الصاروخية لحزب الله هي بالواقع ما يؤرق الكيان الصهيوني ولم ولن تقلق اسرائيل يومًا من سيطرة الحزب على لبنان أو قتاله في اليمن أو في العراق أو سوريا فمؤكد أنّها أكثر ما تهتم به هو أمنها الداخلي ووصول الصواريخ إلى قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذه النخب الصاروخية لحزب الله ليس لها أيّ علاقة بالحرب على الأراضي السورية وهذا ما يبرر استمرار قلق اسرائيل واحتمال اعتداء جديد على لبنان وهذا ما يريد خصوم الحزب “ربما” اختباره.
الحالة العربية والعالمية العامة توحي إلى حدّ بعيد بأنّ صيف لبنان هذا العام حار جدًا لكن ليس داخليًا كما يعتقد البعض فقد أظهر الموقف السعودي “تجميد الهبة” المشهد بشكل واضح بأنّه لا فريق لبناني قادر على لجم حزب الله، وتبعه موقف مجلس التعاون الخليجي، وأخيرا وبرأيي ليس آخرًا موقف الجامعة العربية برأسها الجديد الذي عمل سابقًا على خنق الفلسطينيين في قطاع غزة فكيف يمكن أن تكون مواقف الجامعة من الآن وصاعدا من حزب الله وكثير من الملفات؟؟؟

إقرأ أيضاً: الجربا يطلق تيار الغد السوري من القاهرة
يعلم حزب الله أنّ اسرائيل قد تقوم بالإعتداء على لبنان في أيّة لحظة لكل الأسباب التي ذكرناها لكن، هل يعلم خصوم حزب الله شركاءه في الوطن أنّ عدوانًا اسرائيليًا واحدًا على لبنان وحزب الله إذا ما انتصر فيه الحزب أو أقلّه لم يُهزم ، كفيل بسحقهم وسيطرته على الدولة بشكل كامل؟وربما لمئة عام مقبلة.

السابق
معطيات مُذهلة عن عنصرية المجتمع الإسرائيلي
التالي
ما هي حكاية «كوب الماء» الذي اثار تعاطفا ومديحا لبن زايد؟