المراهنات في لبنان حوّلت «كرة القدم» الى ماخور قمار!

كرة القدم كما أفهمها وأعشقها لا تمت لهذه هذه الآفة المستجدة بصلة خاصة أنها اللعبة التي تجعلنا نفرح أوقاتاً ونحتدّ أحياناً أخرى ضمن اطار الحماس والتنافس الرياضي، لا بدافع من الحماس الآثم عن طريق المراهنات وألاعيبها.

تعد الرياضة مهمة بشكل عام من الناحية الجسدية وتحسين الصحة واللياقة، وتعتبر لعبة كرة القدم أكثر لعبة جماعية شعبية في العالم فعبرها يتم التواصل بين الشعوب بمختلف مكوناتها العريقة والثقافية، وبالتالي رياضة كرة القدم هي أجمل الرياضات وأشهرها لما فيها من فوائد كثيرة.

إقرأ أيضاً: مافيا الرياضة تحت مطرقة القضاء

أما في المجال الاقتصادي وفي زمن العولمة أصبحت كرة القدم جزءا من العائدات الربحية، وهذا ما يفسر زيادة الاستثمارات فيها خصوصاً عند الفرق الأوروبية، فنجد أن هناك شركات عابرة للقارات تشتري أندية او تضع إسم شركة كبرى على قمصان الفرق مقابل مبالغ مالية ضخمة، ناهيك عن عائدات حقوق البث التلفزيوني والإعلانات.

نستنتج من كل ذلك أن لعبة كرة القدم لم تعد مجرد هواية أو لعبة بل صارت كما يبدو صناعة واستثمارا ما قد يعقد رونقها في المستقبل إذا ما استمر هذا التصاعد في ضخ الأموال الهائلة لقلة من الفرق الأوروبية العريقة على حساب فرق تعد صغيرة نسبياً وغير قادرة على المنافسة لا على الصعيد الكروي ولا الاقتصادي خاصة في ظل حمّى جنون ارتفاع أسعار اللاعبين ورواتبهم الخيالية.

القمار على كرة القدم
القمار على كرة القدم

بعد هذه المقدمة أود التطرق لنقطة مهمة هي المراهنات في عالم كرة القدم ومدى تأثيرها على اللعبة الشعبية أو لعبة الفقراء كما صار معروفاً، لقد أصبحت المراهنات في عالم كرة القدم عبر الانترنت تلقى رواجاً هائلاً حيث يستطيع المراهنون أو المقامرون وضع رهاناتهم على الفرق المختارة ومبارياتهم المفضلة عند عدد من مكاتب الرهانات أو عبر التطبيقات على الهواتف حيث يدخلون ويسجلون أسماءهم داخل حسابات عائدة لشركات المراهنة ومن أهمها شركتي William hill وBet 365.

أما عن المراهنات وتأثيرها على أعصاب المقامرين فحدث ولا حرج عن المدى التي وصلت إليه هذه الآفة الخطيرة في لبنان وكيف صارت تتحكم في مزاج “المقامرين” بحيث صارت علاقاتهم الاجتماعية مرتبطة بمفهوم الربح والخسارة، وهذا ما عاينته انا على أرض الواقع من خلال مشاهدتي للكيفية التي يتصرف بها بعض من معارفي مع المراهنات وكيف صار البعض منهم ممن لا علاقة له بكرة القدم لا من قريب ولا بعيد، مراهنا ومقامرا من الدرجة، ومنهم لم يكن يشاهد هذه اللعبة أصلا.

إقرأ أيضاً: بالصور: مداهمة محال القمار عبر الانترنت

يتسمّرون كل ليلة ممسكين بهواتفهم الذكية وكل حواسهم مرتبطة بنتائج المباريات التي يراهنون عليها، فإن فازوا هللوا وعلت صرخاتهم على وقع المبلغ الذي كسبوه، وإن بدا التجهّم والوجوم على وجوههم (وهم الأكثرية)، وكأن مصيبة عظمى حلت بهم لأن بعضهم يستدين ليراهن، فستدرك حتما أن هؤلاء خسروا الرهان.

هذه الآفة باتت مصدر رزق للبعض ويعتبرها “وظيفة” ممكن أن تدر عليه المال دون أدنى جهد جسدي غير آبهين بالخسارات المتكرّرة التي تكذّب نظريتهم البائسة تلك، وغير عابئين بالمردود السلبي على أعصابهم وحياتهم الاجتماعية كذلك.

السابق
الحريري: نحن مطالبون بتحقيق حقوق المرأة
التالي
لو كنت إيرانية …