تحت وطأة التأزم: «جلسة 2 أذار» ليست كسابقاتها.. و«فرنجية» الأوفر حظا

سليمان فرنجية
ما زال لبنان يعيش تأثيرات توتّر العلاقات اللبنانية - السعوديّة، وسط مخاوف من استمرار الإجراءات الخليجيّة، في حين لم تأت المعالجات السريعة التي حاولت الحكومة القيام بها، بثمارها حتى الساعة في انتظار ردّ القيادة السعودية على رسالة رئيس الحكومة تمّام سلام. وفي هذه الأثناء، تطرح أسئلة كثيرة عن مصير الاستحقاقات الداخلية، من تفعيل عمل الحكومة التي ما زالت بعيدة عن تردّدات الأزمة الإقليمية، الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 2 آذار التي ستواجه مصير سابقاتها.

لم تبرز المعالجات الجارية لأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية بعد اي ملامح لانفراج من شأنه ان يضع حداً في البداية للاجراءات الاضافية المحتملة ومن ثم وضع الازمة ومسبباتها وتداعياتها على سكة الحل الجذري الثابت.  فما التداعيات المحتملة للعاصفة بين لبنان والسعودية على الاستحقاق الرئاسي في ظل الصمت والحذر اللذين يطبعان مواقف مختلف القوى السياسية ؟

كما ما مصير الجلسة المقبلة في ضوء تزايد القناعات النيابية والدبلوماسية بضرورة انتخاب الرئيس لمنع أي تداعيات قد تترتب عن استقالة الحكومة مجتمعة. قالت المصادر “اللواء” ان محطة 25 أيار حاسمة لجهة إنهاء الشغور الرئاسي، لأنه ليس بالإمكان تحمل أعباء فراغ رئاسي يدخل عامه الثالث.

وقالت “النهار” إنه يبدو واضحاً ان تهيباً يسود الكواليس السياسية والنيابية في ظل وقائع جديدة لم يعد في الإمكان انكارها تركت انعكاساتها الثقيلة على السباق الجاري بين محوري المرشحين الاساسيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

وكان بارزا التحرك الاخير الذي جمع قبل يومين بعيداً من الاضواء ممثلين للمحور الداعم مبدئيا لفرنجية في مكتب وزير المال علي حسن خليل مما شكل علامة عدم استسلام للجمود الذي فرضته العاصفة الخليجية، تشير المعطيات المتوافرة الى ان الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من هذه التحركات والمشاورات استعداداً للجلسة الانتخابية الـ 36 لمجلس النواب الاربعاء 2 آذار المقبل، خصوصاً بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم من زيارته لبروكسيل.

اقرأ أيضًا: لقاء رباعي لحسم الاستحقاق الرئاسي في جلسة 2 أذار

واذا كان معظم المعنيين يقرون ضمناً وعلناً بحسب “النهار” بان جلسة 2 آذار لن تفضي وسط الظروف الآخذة في التعقيد الى أي مفاجآت بمعنى انتخاب رئيس للجمهورية، فإن ذلك لا يلغي اهمية الحركة السياسية التي ستسبق هذه المحطة وتعقبها لان من شأنها في أقل التقديرات ان تعيد رسم الخط البياني للملف الرئاسي وتبيان الكثير من آثار العاصفة الخليجية التي طاولت حتماً الملف الرئاسي والمرشحين المعلنين وغير المعلنين أيضاً بدليل ان الكثير من الهمس يسري حول تضاؤل بعض الفرص وتعزيز أخرى تبعاً للمواقف المعروفة من محاور الصراع الداخلي الذي بات على ارتباط اشد بالصراع الاقليمي.

اقرأ أيضًا: أوساط غربية تحذر: إحموا الحكومة منعاً للتفجير

الرئيس سعد الحريري
الرئيس سعد الحريري

ومن هذه الزاوية، أشارت “النهار” إلى أن جلسة 2 آذار التي يقال إن حركة الرئيس سعد الحريري ستؤدي الى رفع المشاركة فيها الى رقم “مرموق” يمثل سقفاً سياسياً ضاغطاً في وجه المعطلين للنصاب، وعلى رغم ان المرشح الذي يدعمه أي فرنجية لا يزال يربط حضوره بموقف “حزب الله” من المشاركة، ستغدو بمثابة محطة فاصلة لاحقاً على صعيد تقرير مصير معادلة حصر الترشيحات بالمرشحين عون وفرنجية وربما فتح قنوات الاحتمالات “الثالثة” والا ذهبت الازمة الرئاسية في غياهب مزيد من الانتظار والجمود والتعقيد.

وفي اطار التحضير لجلسة 2 آذار، أعطت الرابية بحسب “اللواء” توجيهات بالإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يباعد بين التيار والأطراف المعارضة له، لاسيما وأن قناة “أو.تي.في” استضافت أمس السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري.

السابق
حاكم مصرف لبنان: هذا واقع الاقتصاد اللبناني..
التالي
بالصور: هكذا تختلف غرف نوم النساء بين بلد وآخر