هل لبنان الهدف الخليجي أم حزب الله؟

السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، وأخيراً قطر، دولٌ خليجية رفعت الغطاء عن لبنان ليصبح "مسجل خطراً" وحذرت رعاياها من السفر إليه لتطالبهم بمغادرته.

دول تحاسبنا نحن الشعب على ما يقوم به حزب الله وما تقوم به إيران، وتأخذ قصاصها من لبنان الوطن “المريض”.
جريمة لبنان بحسب الخليج هي حزب الله والبوصلة الإيرانية، لتكون المعالجة بتسليم هذا الوطن للمحور الإيراني – الروسي، وإفساح المجال لحلفاء النظام أن يسيطروا عليه دون حماية عربية – إقليمية.

إقرأ أيضاً: إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان
هذه المواقف الخليجية المتصاعدة، والتي حاول بعض أهل الإعلام السعودي واللبناني وضعها في خانة استهداف الحزب لا الدولة الشرعية، فمدير عام العرب الإخبارية جمال خاشقجي غرد عبر صحفته تويتر: “كلمة في إذن بعض الزملاء : لسنا في حالة خصام مع لبنان واللبنانيين كي نعايرهم بأحوال بلدهم ، الخصام سياسي مع حزب الله ورفض استسلام البعض له”


أما الصحافي اللبناني إياد أبو شقرا فكان تعليقه: “السعودية ودول الخليج لا تريد من اللبنانيين الا التزاما بسيادة لبنان… لا تزلفا لها وانبطاحا. مرتزقة إيران امهر بادعاء العفة و العروبة!”

https://twitter.com/eyad1949/status/702435301340348420
أما رئيس مجلس إدارة “راديو صوت بيروت انترناشيونال” الإعلامي جيري ماهر فكتب: “الفرق بين دعم السعودية للبنان وارهاب ايران مع لبنان كبير جداً! السعودية تدعم الدولة، وايران تدعم الارهاب”

https://twitter.com/jerrymahers/status/702222166104924160

جميع هذه المواقف وأخرى سياسية، حاولت عبر تعليقاتها ومواقفها إيصال رسالة للمملكة أنّ قراراته لا تضرّ حزب الله قيد أنملة ولا تعرقل مشروعه الإيراني، وإنّما هي صفعة لعروبة لبنان وتشكيك بعلاقاته الأخوية مع دول الخليج التي لطالما افتخر بها وما زال يفتخر، وترسيخ لإيديولوجيا ولاية الفقيه في هذه الدولة التي تتصارع عليها قوى السلطة.

يوم أمس واليوم ازدحمت السفارة بالأحباء، وبدلاً من احتوائهم قوبلت خطوتهم ومبادرتهم بقرارات جديدة وعقوبات جديدة تعزل لبنان عن محيطه العربي، هذا الطرف اللبناني “الأكثري” السلمي الذي ما زال يقول للمملكة “عودي إلى لبنان” و “شكراً”، لا يجد منها ومن خليجها إجابةً إلا مزيد من التصعيد والترهيب والوعيد.
هذا التطوّر السلبي في العلاقة الخليجية – اللبنانية، أثار غضب الناشطين، ليعتبروا أنّ الذهاب إلى السفارة بات إذلالاُ وزحفاً لا سيما أمام مواقف الأخيرة الحازمة.
لبنان الوطن متمسكٌ حتى اللحظة بالحاضنة العربية، التي من الواضح أنّها اتخذت قراراُ بتركه وحيداً يصارع لوجوديته، إلاّ أنّه كان الأكثر حكمةً على الخليج العربي قبل القضاء على عروبة لبنان برصاصة رحيمة والتملص منه، الذهاب إلى سوريا وإضعاف المحور الإيراني بها.
وهذا ما عبّر عنه الناشط فجر ياسين صاحب موقع نافذة لبنان بمنشور له على صفحته فيسبوك”ايران اخذت اليمن فكان الرد السعودي عليها عسكريا لانهاء وجودها اما لبنان فالحرب عليها اقتصاديا لتحجيم الحزب وحلفائه في لبنان والخارج‫#‏الايام_تتكلم‬”

وأضاف: “الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص رح يعاقبوا حزب الله اقتصاديا،المشكلة ان بعض اللبنانيين رح يتعاقبوا معه.. ولكن الفكرة تجفيف مدخول الحزب من الخليج وبعض الدول الاخرى منها دول “افريقية”

بما معناه أنّه كان الأحق على الخليج، أن يتوجه بعقوباته إلى الطرف الداعم لحزب الله والإستمرار في الضغط عليه وليس إلى الدولة.

إقرأ أيضاً: السعودية تعاقب لبنان أم قوى 14 آذار؟
بإختصار يا دول الخليج “وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”، وانسحابكم من لبنان هو انهزامكم به، وتسليم المنطقة للمشروع الإيراني ولمطامعه.
المرحلة أكبر من تقديمات مالية وهبّة للجيش، وأهم بكثير من سفارات، المرحلة تتلخص بحسب ما انتقد العديد من المعارضين لهذه القرارت الجائرة بحق الشعب، بالمشروعين العربي والإيراني، والمملكة بحسب ما ردد البعض أمامها خيارين لا ثالث لهما، أو تعلن الهزيمة أمام إيران وكفى بها سحقاً بدولة لبنان، أو تسحب كل قراراتها غير المبررة، وتحوّل رعد الشمال إلى سوريا فتدافع عن الشعب هناك وعروبته، وتتمسك بلبنان عبر إعادة دعم الخيار اللبناني المعتدل والممتد في كل الطوائف اللبنانية.

السابق
ريفي: من يظن أننا سنكون فرسًا أم إيرانيين واهم تماما
التالي
العلامة محمد حسن الأمين: بعض الحوار يشبه «تبويس اللحى»