عن وثائقي العربية و«صباط السيد» المهدى من الحريري!

حكاية حسن، عندما تُختصر مسيرة السيد بـ 22 دقيقة، هذا الفيديو الموثق الذي روجت له العربية وتخوّف منه جمهور الحزب، ليرتأوا في أخر المطاف أن السيد هو سيد "كيفما تناولوه"، دون ان يلتفتوا لأحذية السيد الاربعة التي اهداها له رفيق الحريري قبل اغتياله باسابيع.

قبل موعد الوثائقي وبحسب ما تداولت وسائل إعلام تجمهر مجموعة من مناصري الحزب حول مبنى العربية، واستنفرت القوى الأمنية لمنع أي احتكاك، بعد 22 دقيقة لا أكثر تغيرت المشهدية حتى أفترض أن هتافات صدرت في ذلك المحيط تقول “شكرا العربية” “لبيك نصر الله”.

هذا الفيلم الوثائقي لفت انتباه اللبنانيين لما كان يجهلوه عن سيد المقاومة، وهي محطات ممّا لا شكّ به أنّها مفصلية، وسأتوقف عند عدة مشاهد تمكنت من خلالها أن أفهم عقيدة السيد حسن.

إقرأ أيضاً: مقاتل من حزب الله يتحدث (3)… كاذب من قال نقاتل من أجل الـ600$

المشهد الأول وهو بداية الوثائقي، والمقاربة بين لبنان، وبين الخط الإيراني الذي كلما تقدمت به (تنشطت)، وصف الطريق عكس لدي ايديولوجيا الحزب واستراتيجيتها التي تتلاقى مع المصالح الإيرانية.
المشهد الثاني، التعبئة، الجمهور يهتف بنفس واحد “لبيك نصر الله”، مراهق يبكي ويقول للمراسل “كان حاسو قلبي حيطل السيد”.
المشهد الثالث، هو والد السيد حسن (أطال الله بعمره)، وهو يروي تفاصيل حلم رأى به شخصين معممين ربانيين سألاه “اديش بدك ولاد” وأنبأوه بأسمائهم فكان الحسن والحسين وزينب.
رؤيا والد السيد، أعادت لذاكرتي رؤيا والدة النائب خالد الضاهر والتي أثارت حوله موجة من السخرية والتسخيف.

المشهد الرابع، أمين عام حزب الله هو ابن أمل، الحركة التي انشق عنها في شبابه مؤسساً مع رفاق له “حزب الله”، ليظهر أحد عناصر أمل في الوثائقي ملقباً الحزب بحزب الشيطان وليعلق “عالشرقية ما ضربوا بالـ120”.
المشهد الخامس، عنه وعن رفيق الحريري و “الصباط”، وهدية للسيد من الشهيد “أربعة صبابيط صحية”.

المشهد السادس، نصر الله يعترف أنّه لو علم بنتائج حرب تموز، لما قام بمسبباتها لدواعٍ أخلاقية.

المشهد السابع، عفوية نصر الله في القول أنّ في لبنان دولتين دولة في الضاحية ودولة خارج الضاحية، لا تشبه بنظامها وبحيويتها وبأسواقها الدولة الحزبية.

المشهد الثامن، مقاربة عن لبنانية الإمام المغيب موسى الصدر وإيمانه بالدولة، وعن السيد حسن نصر الله وإندماجه بالمشروع الإيراني.

مشاهد ثمانية، وغيرها من مقاطع تناولت 7 أيار المجيد، والخطابات التعبوية، وطفل يردد خطاب السيد..

حكاية حسن، أرضت جمهور الحسن، وأغضبت متابعي العربية ليذهبوا بالقول أنّ المنار هي من أنتجته وأنّه ببساطة بالإمكان إستبدال المقاطع الموسيقى بأناشيد حزب الله ليعاد عرضه عليها…
هنا يجب الالتفات ان هذه الحكاية، وإن لم تنتقد السيد حسن وإنّما أسقطت عنه الرمزية، وأظهرت تبعية الجمهور غير الواعية، وأشارت إلى نهج السيد الملتزم بدولة إيرانية وبتحويل لبنان لولاية في الجمهورية الإسلامية.

إقرأ أيضاً: هل بات لبنان «دولة حزب الله»؟
نصر الله في هذه الحكاية “بشر”، وليس “سيد”، هذه المفارقة التي لم يلتفت إليها المنتقدون والتي نجحت قناة العربية في ترسيخها لدرجة أنّ جمهور المقاومة لم يعترض، وهذا إن كان يدل على شيء فعلى التعلق الأعمى بالسيد لدرجة لم يستوقفهم حتى “الصباط”؟

السابق
مجلس الوزراء السعودي: مواقف حزب الله لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان
التالي
تنسيق بين إيران وروسيا يمتد إلى لبنان واليمن