مقاتل من حزب الله يتحدث (3)… كاذب من قال نقاتل من أجل الـ600$

أعرف شخص يقاتل معنا كان لديه عمل وراتب محترم جداً، لقد استغنى عن كل شي من اجل القتال بهذا النهج.

وكاذب من يقول اننا نقاتل من اجل الـ٦٠٠$. بإمكاني ان اعمل في لبنان وان احصل على راتب يفوق ما يعطينا اياه حزب الله. امتلك شهادة تخولني كي اكون موظف مع ضمان اجتماعي وتأمين. ولكننا نقاتل عن عقيدة بالدفاع عن الوطن وابناء وطني وعن ما تبقى من هذه الامة.

لا يسأل احد لماذا وبعد ثلاث سنوات نملك اصرار اكثر على القتال. لأننا مؤمنون بالله وبمدرسة التضحية والكرامة التي قام عليها مذهب الامام الحسين.

إقرأ أيضاً: مقاتل من حزب الله يتحدث(2): عن الحجاب وسوريا‏

التضحية من اجل الجميع. انا بين يدي الله انسى كل شيء.. اهلي.. امي.. ابي.. اختي.. واخي وانا عندما اموت سأذهب الى الله.

حزب الله لم يرغمنا على شيء ولم يلزمنا في الذهاب الى سوريا. الحزب يعمل بشكل قانون ونحن نوقع معه على عقود تتعلق بالحياة والموت. ومن شروطه ان يكون الانسان فوق السن القانوني وراشد ومسؤول عن نفسه وعن خياراته.

نحن تدربنا كثيراً وتعلمنا كيف نقاتل من اجل هذا الوطن ونحن نعلم قبل الذهاب الى سوريا اننا عسكر. والعسكري مسؤول عن نفسه. بمعنى اوضح فأنا ادرك تماماً ما اصاب بعض الاصدقاء. بعضهم اعتقل والبعض الاخر قتل او جرح او تسببت له الحرب بإعاقة دائمة.

هذا كفيل بجعلي اعيد التفكير مرات قبل اتخاذ قرار الذهاب الى سوريا. اذا ًانا مخير ولست مسير وانا اخترت ان اكون جندي لدى السيد حسن في هذه المعركة.

مؤمن بالموت. اما انتصر او استشهد. في كل طائفة يوجد مجموعة معتقدات ونحن كشيعة لدينا هذه العقيدة التي تقوم على التضحية بالنفس كي يحيا الاخر.

مقاتلو حزب الله
مقاتلو حزب الله

لدي احساس بالموت. سابقاً كنت اندفع في المعارك كثيراً. اما الآن فالموت وما يحمله من شعور بداخلي يخنقني. يحاصرني. الشعور بداخلي يقول انني سأموت. لم اعد امتلك شعور نحو اي شيء في هذه الحياة.

لدي اصدقاء كتبوا على الوتس اب انهم راحلون الى الامام الحسين وكان الله سريع مستجاب ولبى طلبهم بالشهادة.

الشعور نفسه يلتف حولي وانا انتظر هذه اللحظة.

اتمنى ان اصالح كل الناس وان اتسامح مع كل الناس وان اتحدث مع كل الناس. لم اعد احب الغضب. كنت شخص سريع الغضب اما الان فأنا ابتسم لكل شيء. كنت احب الاستفزاز وازعاج الاخرين على سبيل المزح. ولكنني في هكذا لحظات لم اعد احبذ هذا الشيء ابداً. افضل الحب فقط على كل شيء. وسأحب الجميع اذا استطعت ذلك. انا “ضايج بس مبسوط”. وسأفوز بالفتاة التي أحببتها لسنتين. إنها تنتظرني.

طفولتي.. كل البيوت بها قسوة .. الاهل يمسكون حبل التربية.. وعائلتي هكذا.. اتذكر ان ابي “عملي قتلة” بسبب شيء نسيته.. ولكنه سعى الى ارضائي وتصحيح الامر فأخذني بنزهة الى الروشة واشترى لي كعكة .. ثم سبحت انا وهو بالبحر.

اتمنى لو تعود ايام الطفولة.. كنا ننتظر أبي كي يعود من عمله. طبيعة عمله فرضت عليه الغياب لفترات طويلة عن المنزل. ولكنه كان حاضراً بغيابه. احب ان استعيد اللحظات التي كنت أمسح يدي المملوءة “جبنة بيكون” على قماشة الكنبة. أو عندما ارمي على غسيل جارتنا المياه. هذه الذكريات رائعة.

في اخر يوم قضيته في سوريا.. إستلقيت على العشب.. الهواء كان لطيف وبارد.. السماء كانت صافية.. النجوم اكبر بكثير هناك وكثيرة جداً.. كم يبدو رائعاً هذا الكون وكم الانسان صغير. المسافة هي من تجعل النجوم صغيرة ولكن عندما نراها على قناة الـdiscovery .. ندرك أننا نرى الجزء الكاذب من الشيء لأن الحقيقة تقول ان النجم ليس صغيراً انما هو كبير جداً..

لدي هرّتين في سوريا.. اهتم بهما واطعمهما سردين وتونا.. كانا قد تزوجا منذ اسبوع وشاهدت ذلك وقمت بتصويرهما.. اتمنى ان ينجبا قطط صغيرة..

إقرأ ايضاً: مقاتل من حزب الله… يتحدث عن الحرب والحب (1)

الانثى لونها ابيض واسود اما الذكر فلونه رمادي واسود.

احب الموسيقى .. معجب بصوت انريكي اغليسياس .. ومعجب بألحان U2 احب country music.. classic music.. avici.. havaci ..yanni ..

اود الاسترخاء انا متعب.. لقد دخنت كثيراً.. هل لنا ان نعود الى المنزل؟
(انتهى اللقاء)

السابق
بالصور: حادث سير على طريق بريتال و4 قتلى
التالي
ما الفرق بين دعوة الغداء ودعوة انتخاب الرئيس؟