مصادر طبية تؤكد لـ«جنوبية» خطورة الفايروس القاتل وفضيحة التقصير الطبي‏

حقيقة انفلونزا الخنازير
كثرت المخاوف في الأيام القليلة الماضية من فايروس الإنفلونزا الذي بدأ ينتشر بشكل كثيف بين اللبنانيين خصوصاً بعدما سجِّل ارتفاع في نسبة الحالات المصابة والتي أدخلت العناية المركزة في العديد من المستشفيات وأدّت إلى حالات وفاة كثيرة. وزارة الصحة حاولت أمس استدراك الموقف ودعت المواطنين بلسان الوزير وائل أبو فاعور إلى عدم الهلع والخوف. لكن، معلومات "جنوبية" تؤكد خطورة هذا الوباء الذي لا يمكن الإستهانة به.

بالأمس، وبعد أسبوع من هلع المواطنين اللبنانيين بسب انتشار فايروس الـ H1N1 القاتل. خرجت وزارة الصحة أمس عن صمتها فطمأن وزيرها وائل أبو فاعور المواطنين ودعاهم إلى عدم القلق مصرحاً عن تسجيل 4 حالات وفاة فقط بـ فايروس انفلونزا الخنازير ” Swine Flu ” منذ مطلع فصل الشتاء في نوفمبر الماضي. وكشف أنّ حالات الإنفلونزا التي استلزمت دخول العناية الفائقة مقارنة بموسم الشتاء الماضي زادت بنسبة 20 بالمائة. وأنّ ارتفاع هذه الحالات ليس سببه انتشار الفايروس عالمياً فحسب. بل، بسبب تحسن نظام المراقبة بين وزارة الصحة والمستشفيات”.

إقرأ أيضاً: ما هي حقيقة الفايروس القاتل الذي يجتاح لبنان بصمت؟
المؤتمر الصحفي الذي أعِّد في بادئ الأمر، لشرح تداعيات هذا الوباء للمواطنين سرعان ما تحوّل إلى حفلة هزلية على مواقع التواصل. بعدما أثيرت دعوة أبو فاعور التي أوصى فيها المواطنين ممازحاً بعدم “التبويس” إلاّ في حالات الضرورة. هذا الإستخفاف بحياة المواطنين لا يمكن وضعه إلاّ في خانة التستر والتكتم لإخفاء تقصير الدولة بشكل عام ووزارة الصحة والمستشفيات بشكل خاص.
وزارة الصحة أوضحت أمس، أنه سُجّل هذه السنة أربع وفيات مؤكدة نتيجة الوباء، قد خضعت للفحوصات اللازمة لكن، ماذا عن حالات الوفاة الأخرى التي لم تخضع للإختبار؟
في هذا السياق، أكّد مصدر طبي مختص لـ”جنوبية” أن أعداد الإصابات في لبنان بفيروس الـ H1N1 وغيره هو أكثر من ما يعلن وذلك بسبب عدم اجراء الفحص الخاص بالفايروس.
وقد شرح المصدر بشكل مفصل جوانب التقصير التي أدّت إلى تطور المرضى وأسفرت عن وفيات.

أولاً اختبار الفيروس لم يكن متوفرا قبل شهر وفقد من المستشفيات، أما التقصير الثاني فهو أنّ أغلب المستشفيات لا تقوم بإجراء الإختبار حتى بعد توفره على جميع المرضى لأن كلفته لا يغطيها الضمان.
لذلك فإنّ وزير الصحة وائل أبو فاعور وقع في فخّ المستشفيات التي تخفي تقصيرها عندما صرّح في مؤتمره الصحفي أمس، أن حالات الوفاة نتيجة فيروس الـ h1n1 عددها 4 فقط وهو العدد الذي تمّ التأكد منه بالفحص فقط. لكن، في المقابل هناك حالات وفيات أخرى أُعلِن عنها في الايام الماضية لم تخضع لاختبار الفيروس. إذاً ما قاله أبو فاعور لا ينفي بل يؤكّد أنّ حالات الوفيات بسبب الفيروس هي أكثر من العدد الذي صرح عنه. وذلك لأن الإختبار لم يشمل جميع الحالات وهي غالبية الإصابات الموجودة في لبنان.

وزارة الصحة تتكتم على الفايروس
وزارة الصحة تتكتم على الفايروس

وفي سياق متصل، أكّد المصدر الطبي وجود فيروسات انفلونزا هجينة كما هو الحال في كل عام وأن بعضها قد يكون أخطر من H1N1 وقد تكون تولدت بعد تاريخ شهر أيلول الماضي وهو التاريخ الذي يتم فيه اعطاء اللقاحات الخاصة بفيروسات الأنفلونزا لموسم الشتاء القادم وذلك بعد أن يتم احصاء واستيعاب فيروسات السنة الماضية.
لذا 20% من هذه الفيروسات لم يتم تأمين لقاحات لها هذا لو افترضنا أنّ الجهاز الطبي في لبنان يقوم بعمله على قدر من المسؤولية. لكن، المشكلة أن اختبار الـ H1N1 وغيره لا يجرى في المستشفيات بسب كلفته الباهظة كما أسلفنا على الرغم من أهميته بتشخيص الإصابة. لذلك، تعطي المستفيات نتيجة الوفاة وليس سببها كالتهاب رئوي أو فشل كلوي أي دون إعطاء سبب الوفاة.

إقرأ أيضاً: لهذا السبب تخفي المستشفيات العدد الحقيقي لضحايا الفايروس القاتل
وهذا ما أكّده بدوره الأخصائي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور تحسين محفوظ لـ “جنوبية” قائلاً أنّ الحالات الـ 4 التي أعلن عنها أمس هي التي خضعت لإختبار الـH1N1 . أما الحالات التي خضعت للإختبار والنتيجة كانت سلبية يمكن أن تكون نتيجة نوع أنفلونزا آخر. موضحاً أنّ ” هناك عدة أنواع فيروسات موسمية تحت مسمى الإنفلونزا لكن كلها متشابهة ولها نفس درجة الخطورة لكن الـ h1n1 هو الأكثر متعارف عليه بين الناس لذا ذاع صيته.
بعد كل هذه المعطيات لم يعد مقبولاً الإستخفاف بحياة المواطن اللبناني وتضليله، ويجب إعطاء التعليمات من قبل الوزارة لجميع المستشفيات أن تجري اختبار كشف الفايروسات بشكل إلزامي على كل من يدخلها من المواطنين بسبب الانفلونزا وتأمين كلفته المادية على المؤسسات الضامنه لتأمين العلاج بشكل سريع وفعال قبل استفحال المرض وقضائه على الأعضاء الحيوية كما هو حاصل مع عشرات حالات الوفيات وربما المئات التي وقعت منذ بدء موسم الشتاء قبل شهرين.

السابق
من الأسفل إلى الأعلى « هكذا تُبنى الأوطان»
التالي
الحريري يستقبل السفير الإماراتي