عن صراع الإرادات في منطقتنا المنكوبة

ايران والعرب

لو سمحتم لي

تتعامل امريكا مع القضايا الدولية بنفس عقلية شركات التعهد..
فهي تتصرف باعتبارها المالك
فتضع الخطة والتصور والاستراتيجية والمدة الزمنية..  وتوكل إلى متعهد غيرها تنفيذ ذلك خاصة الجانب (القذر) منه..
وعلى المتعهد أن يقوم بكل الأعمال القذرة والشاقة..
فيعهد بدوره إلى قوى إقليمية بالقيام بالعمل تحت إشرافه..
وتعهد هذه القوى الإقليمية بدورها إلى قوى محلية القيام بالأعمال القذرة.. بما يمكن أن يشبه عقد (بالباطن)..

الآن نستطيع أن نفهم الدور الروسي والفارسي والاسرائيلي
ومن ثم دور المرتزقة والميليشيات والشبيحة في سورية تحديدا..

إقرأ أيضاً:  قراءة في الدستور الإيراني (1): تكريسُ السلطة المطلقة للوليّ الفقيه

ولا تنسوا (الصامتين)
فدورهم في الجريمة لا يقل عن دور المجرم الأول المخطط والمجرم الثاني المتعهد والمجرم الثالث المنقذ.. وهلمجرا..

ما يجري في سورية جريمة كاملة الأركان تتناغم مع خطة صهيونية مطروحة منذ خمسينيات القرن الماضي تقتضي التالي:

اولا.. تفريغ المنطقة من المسيحيين..

ثانيا.. تقسيمها إلى كتل صغيرة على خلفية القوميات والطوائف الدينية..

ثالثا.. تغيير سكاني يناسب المرحلة القادمة…

وتمهيدا لتحقيق ذلك تم:
اولا: تحييد مصر.. أكبر دولة عربية.. واغراقها بفساد ذمم أهل القمة..

ثانيا: إنهاك دول الخليج العربي بأعباء مالية وطغوط أمنية متواصلة خاصة من الجانب الفارسي في عهد الشاه وفي عهد العمامة السوداء..

ثالثا: إعادة إحياء الصفوية السياسية والعنصرية..

رابعا: زرع اسافين داخل كل المجتمعات الإسلامية تحت مسميات متعددة لها بريق على خلفية انتصارات إعلامية لا تغير في المعادلة بل تصب في خطة تحقيقها..

خامسا: إجهاض أي عمل جاد بتفكيكه من داخله واعاقته من خارجه.. ولا ننسى أن التجربة الفاشلة مسمار في تابوت تجربة ناجحة..

إقرأ أيضاً: حزب الله فشل في سورية وتحية لمهنية كارول معلوف

نحن نقطف الآن ثمرة غياب فكر استراتيجي مبادر..
وتمسكنا باستراتيجية ردة الفعل على ما يفعله الغير..

المطلوب:
اولا: فهم ووعي أبعاد ما يجري..
ثانيا: إجماع أو شبه إجماع على خطة استراتيجية تحقق مصالح أمتنا الآن وفي المستقبل المنظور والبعيد..
ثالثا: إنهاء حالة الطلاق النكد بين قوى الأمة الرسمية والشعبية والاتفاق على ما يجمع لا ما يفرق..
رابعا: اعتماد قاعدة الخليفة شهيد المحراب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “لست خبا وليس الخب يخدعني”..

السابق
غضب شعبي في مخيم الرشيدية بسبب قرارات الاونروا
التالي
هل تنجح زيارة الوفد النيابي لأميركا بالتخفيف من العقوبات ضدّ حزب الله؟