كارول معلوف لجنوبية: نادمة على عرض مقابلة أسيري حزب الله في MTV

بثت حلقة "بموضوعية" ليل أمس ولكنها لم تكن موضوعية كما عودتنا الـ"أم تي في"، كانت حلقة رضوخ لضغوطات حزب الله الذي مارسها على القناة المذكورة، وعلى الاعلامية كارول معلوف من اجل عدم بث فيديو المقابلات مع أسراه لدى النصرة، إلاّ أنّ المفاوضات التي جرت لاحقا أسفرت عن عرض 6 دقائق من أصل 80 دقيقة تصوير.

استمرت قناة الـ mtv بعرض الإعلان الترويجي لحلقة «بموضوعية» للإعلامي وليد عبود والتي تتضمن فيديو ومقابلات حصرية مع أسرى حزب الله لدى «جبهة النصرة» في حلب على الرغم من الضغوطات التي مارسها الحزب على القناة والقيمين على البرنامج لمنع عرض الحلقة، إلاّ أنّ ما حصل منذ بداية الحلقة وفي سياقها لم يكن متوقعًا.

اقرأ أيضاً: هل يحرق حزب الله اليوم قناة الـMTV: هكذا تهجّم جمهور المقاومة على القناة والبرنامج

قبل عرض الحلقة سرّبت المعلومات عن ممارسة حزب الله لضغوطات على القناة وعلى الإعلامية كارول معلوف التي حقّقت سبقًا صحفيًا بإعدادها الفيديو لعدم عرض المقابلات الحصرية. وبعد مفاوضات أجرتها المحطة مع الحزب توصلا إلى عرض 6 دقائق من أصل 80 دقيقة، وقد أظهرت الست دقائق مقابلة مع الأسيرين حسن نزيه طه ومحمد مهدي هاني شعيب أكّدا أنّ «جبهة النصرة تعاملهما بإنسانية ولا يتعرضان للتعذيب طالبين من الحزب معاملة اسراه كما تعاملهما النصرة، وشرح طه وشعيب ان سبب انتسابهما لحزب الله يعود إلى الشحن العقائدي الذي يتعرض له الشيعي في لبنان إضافةً الى المردود المادي، وأكدا أنّ الشيعي في لبنان إن لم يكن ينتمي لحزب الله أو حركة أمل يتحول إلى شخص منبوذ ومكروه من بيئته».

هذا في مضمون الفيديو، أمّا مضمون الحلقة فهو الذي كان مفاجئًا، بدأ مع المقدمة التي ألقاها وليد عبود، هي مقدمة تبريرية حملت عبارات تزلّف واسترضاء لحزب الله قبل البدء بعرض المقتطفات، وأبرز ما جاء فيها «كل ما يحكى أو ما سيحكى الليلة ليس لضرب السكين في الجرح أو لضرب هيبة حزب الله وصدقيته وليس من أجل الانتقاص من قضية الأسرى كأسرى إنما لإلقاء الضوء على قضية وخصوصًا أننا نعلم تمامًا أنّ حزب الله لن يترك أسراه وسبقى له أن قام بعمليات تبادل من هذا النوع مع المسلحين التكفيريين..».

ختم عبود مقدّمته بالتنويه بالسبق الذي حققته الاعلامية كارول معلوف، إلاّ أنّه في سياق الحلقة هاجمها أكثر من مرّة ليوجه لها اتهامًا بالانتماء لـ«جبهة النصرة» وللتشكيك مرارًا بصدقية مضمون الفيديو.

وردًا على ما ورد في الحلقة أكّدت الإعلامية كارول معلوف في حديث لـ«جنوبية» أنّها نادمة على الظهور في الحلقة، وأضافت «أنا

كاروف معلوف
كارول معلوف

أخطأت عندما وافقت على بث جزء من الفيديو وخطأي الأكبر كان عندما اخترت برنامج “بموضوعية” لعرض هذا السبق».

وتابعت معلوف «نعم تعرضت لضغوطات من قبل الحزب وضغوطات من وليد عبود الذي منعني من الكلام عن الموضوع على الهواء، وقد وصلتني رسالة على هاتفي جاء فيها “إذا ما بتخافي على حالك خافي على أهلك”. ولكن يمكن أن ننظر لما حصل بإيجابية فهذا سيظهر أمام الرأي العام كيف يمارس حزب الله الضغوطات على الإعلام» وختمت معلوف «هذه هي سياسة حزب الله في كمّ الأفواه ولم يبقَ صوت إعلامي حرّ في لبنان حتى الأم تي في، التي كانت صوت الحرية… خضعت!».

ما مارسه حزب الله من ضغوطات على الاعلام ليس بمفاجئ، فهو الحزب الذي يستخدم سلاحه لكتم اصوات خصومه، وقد تكرّست هذه السياسة في السابع من أيار عام 2008 عندما دخل مسلحوه مبنى تلفزيون وجريدة المستقبل وقطعوا البث عن القناة وأرهبوا العاملين فيها، ولكن يبقى السؤال ما هو محتوى الفيديو الذي أخاف حزب الله؟

اقرأ أيضاً: حزب الله «يضغط بشراسة» لمنع عرض فيلم عن أسيريه لدى «جبهة النصرة»؟

أمّا ال mtv «منارة الحرية» التي واجهت الكثير من التسلّط على مدى سنوات حتّى وصل الأمر إلى إقفال المحطة في زمن الوصاية، فأصبحت الشاشة رمزا للكلمة الحرّة، سقطت هذه المرّة في الامتحان، فقد رضخت للتهديدات التي مارسها عليها حزب الله وأعدّت حلقة كان مضمونها وسياقها استرضاء ومدافعة عن الحزب، لذلك كان من الأجدى على الأم تي في أن تتخذ قراراً إما بالمواجهة وعرض المقابلة كاملة كما كانت مقررة، أو الإحجام عن عرضها، وفي هذه الحالة سيعذرها جمهورها لأنّه يعلم حجم الخطر الحقيقي في تهديد حزب الله والتجارب القريبة والبعيدة تشهد على ذلك.

 

السابق
ماذا تضمن «التقرير» وماذا في الـ 83 دقيقة التي منع حزب الله عرضها؟
التالي
مقتل قائد لواء ايراني في هجوم لـ«داعش» في حلب