«مضايا» تعاني مجدّدا… وحزب الله يتّبع سياسة القضم

فك الحصار عن مضايا
تستمر معاناة بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين من قبل حزب الله والجيش السوري لتحصد المزيد من الأرواح، بسبب الحصار التجويعي اللانساني الذي فرضته قوى الممانعة والمقاومة على الأطفال والنساء والعجز..مع استخدام سياسة جديدة وهي "القضم" للتضييق أكثر على المدنيين!

إدخال المساعدات الإغاثية قبل أسبوعين برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى مضايا بالتزامن مع توزيع مساعدات مماثلة على بلدتي كفريا والفوعة، لم ينهِ المأساة التي يعيشها حوالي 42 ألف مدني يعانون من حصار تجويعي لإجبارهم على تسليم أرضهم مقابل الغذاء.

اقرأ أيضاً: من الهولوكوست الى مضايا(1): الضحية هو الجلاد

خريطة مضايا
خريطة تظهر نقاط تمركز حزب الله لمحاصرة مضايا

فبعد سياسة الحصار التجويعي الذي يخالف جميع القوانين والأعراف الدولية، وهو جريمة حرب بحسب القانون الانساني الدولي

الذي يحرّم تجويع المدنيين ومحاصرتهم في الحروب، ها هو حزب الله المسؤول الأول عن حصار مضايا وبقين بسبب تمركزه الفعلي على حدودها مع وجود نقاط محدودة للجيش السوري النظامي ينفذ سياسة قضم البلدة وتشديد والخناق على المدنيين وتجميعهم في رقعة محدّدة لإنجاح مخطط التهجير الديمغرافي الطائفي للوصول إلى «سوريا المفيدة».

وبحسب مصادر من البلدة أكّدت لـ«جنوبية» أنّ «حزب الله بدأ بسياسة القضم في مضايا، ففي يوم الجمعة الماضي وجّه عناصره إنذارات للسكان الذين يقطنون في بين محطة السعيد ومعمل مياه بقين، وطلب منهم إخلاء بيوتهم والتوجه لداخل مضايا ليسيطر عليها، وهذه الطريقة يتبعها يوميًا حيث يستطيع التقدم حوالي 20 إلى 50 متر عبر طرد السكان من بيوتهم، مقابل مقاومة ضعيفة من حوالي 200 مسلح من اهالي البلدة.

فداء عيتاني
فداء عيتاني

هذا عسكريًا أمّا إنسانيًا، فبحسب مصادر موثوقة هناك 175 حالة معرضين للموت الحتمي إن لم يتم إخراجهم بأسرع وقت من البلدة وإدخالهم المستشفيات، إضافة إلى 325 حالة أخرى أغلبهم من الأطفال والعجز يعانون من سوء تغذية، وعدم إخراجهم من مضايا وبقين يعرض حياتهم للخطر.

ولم يكتفِ حزب الله بقضم البلدة وتجويع أهلها، بل أخذ يبرم الإتفاقيات مع من يطلق عليهم «الارهابيين والتكفيريين» لتنفيذ مخططه، فبحسب الصحافي فداء عيتاني أنّ «حزب الله أبرم صفقة مع قائد أحرار الشام لم يعرف هدفها حتى الآن، ولكن استطاع قائد أحرار الشام من إخراج عائلته من مضايا، وعندما كشف أمره تمّ إوضعه بالإقامة الجبرية من قبل المقاتلين».

اقرأ أيضاً: من الهولوكوست الى مضايا(2): حزب الله يتقمّص المعتدي الاسرائيلي

وأضاف المصدر «هناك 4 حالات وفاة سجلت في الأيام الماضية، بسبب عدم القدرة على إخراجهم من مضايا، وعدم السماح

بإدخال مستشفى نقّال إلى البلدة بأمر من حزب الله، وذلك على الرغم من محاولات الصليب الأحمر الدولي لإخراج المرضى إلاّ أن محاولاته لا تزال تبوء بالفشل، خصوصًا أنّ في مضايا لا يوجد إلا مستوصف واحد والطبيب الذي يشرف على العلاج هو طبيب بيطري».

نبيل الحلبي
نبيل الحلبي

وعن سبب استمرار معاناة المدنيين في مضايا وبقين على الرغم من إدخال المساعدات الغذائية، شرح المصدر أنّ «المساعدات التي دخلت إلى مضايا جميعها من الحبوب ولا تحتوي على بروتينيات فهي مساعدات غير متوازنة، لذلك وبعد فترة طويلة من المجاعة هناك العديد من الأطفال والعجز أصبح لديهم مشكلة في الهضم وسوء في التغذية وهم بحاجة إلى مستشفيات وعناية خاصة، هذا عدا عن قساوة الطقس والنقص في مادة المازوت».

وفي هذا السياق أكّد مدير مؤسسة لايف الحقوقية نبيل الحلبي لـ«جنوبية» أنّ «عدم السماح بإخراج المرضى من مضايا وبقين، الى عدم تضمن الإتفاق سوى ادخال المواد الغذائية» وأكّد الحلبي أنّ «الأنظار تتجه غدًا إلى مفاوضات جنيف 3 والتي اشترطت فيها المعارضة السورية إدخال المساعدات بشكل دائم إلى المناطق المحاصرة، وإن لم يتمّ تنفيذ هذا البند فسيكون للناشطين تحركات الى حين رفع الظلم عن مضايا».

اقرأ أيضاً: #مضايا: «صورة المقاومة» يا حزب الله؟ صورة المقاومة؟

المساعدات الغذائية التي دخلت مضايا وبقين لا تكفي المدنيين لأكثر من عشرة أيام، وبحسب سياسة القضم الذي يستخدمها حزب الله تؤكّد أنّ المخطط التهجيري الديمغرافي الذي بدأه الحزب ما زال مستمرا، وهذا يعني أنّ أبناء مضايا والجوار معرضون لمجاعة ثانية أمام مرأى المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

 

السابق
إطلالة لنصرالله الجمعة يعلن فيها موقفه من الانتخابات الرئاسية
التالي
الصحف الفرنسية عن زيارة الرئيس الايراني: روحاني «حارس التحديث»