لم نسمع يوماً أن أي مواطن لبناني وحتى شيعي تحديداً يعمل في ايران؟

دول الخليج وخاصةً المملكة العربية السعودية، تستوعب مئات آلاف اللبنانيين العاملين في مختلف القطاعات، بل حتى ان بعضهم اصحاب مصالح وشركات.. وسوى ذلك من اصحاب الخبرات والكفاءات.. إضافةً الى ذلك، فإن دول الخليج العربية تقف إلى جانب لبنان عند كل منعطف او مأزق سياسي او مالي، وهذا واقع يعرفه القريب والبعيد.. وجمهور حزب الله الشيعي تحديداً؟ ومع ذلك يستمر حزب الله في تاجيج المشاعر الطائفية والمذهبية ضمن لبنان وخارجه ويزيد من حدة الانقسام بين اللبنانيين واشقاءهم العرب؟ ربما رغبة في التسبب بطرد اللبنانيين العاملين هناك..؟ ولكن هل من مكان بديل لهؤلاء العاملين للعمل فيه في حال تم إبعادهم من دول الخليج العربي؟
وهل ايران مستعدة لاستقبال عاملين لبنانيين ربما قد يفقدوا عملهم في دول الخليج بسبب سياسات حزب الله التي يتم توجيهها من طهران…وهي التي تخرج من عزلتها السياسية والاقتصادية والتي يراهن عليها حزب الله لإعادة الحياة الى ماكينته الاقتصادية التي تعاني من قلة الدعم والرعاية المالية الايرانية المتورطة في حروبٍ عبثية لتدمير الامة وبلادها وشعوبها واقتصادها ونسيجها الديني والعرقي.؟
هل ستبدا الشركات الايرانية في توجيه دعوات لاستخدام يد عاملة لبنانية ذات كفاءة ومهنية عالية للعمل في بناء الاقتصاد الايراني المتهالك..؟ نسمع كثيرا عن لبنانيين تدربوا في ايران على اساليب القتال والقتل..؟؟ لمحاربة الشيطان الأكبر الذي لم يعد شيطاناً بعد اليوم..؟ بل حليفاً يعتمد عليه فاستفزاز حزب الله للعرب تحت شعار محاربة الولايات المتحدة اصبح سخافة لا تعادلها سخافة… فالجيش الأميركي موجود في العراق بطلب رسمي من حكومة العراق التي يقودها العبادي زعيم حزب الدعوة العراقي المتحالف مع ايران وحزب الله..؟ ولكن لم نسمع مرة واحدة ان لبنانياً يعمل في ايران..؟

إقرأ أيضًا: بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران
لماذا لا تستخدم ايران بضعة آلاف من اللبنانيين ولا مانع ان يكونوا من الشيعة فهم من لبنان في نهاية الأمر وبحاجة للعمل.؟ ولكن كما يبدو فإن ايران تجنّد الشيعة لخوض حروبها فقط… وقد ورد أن إيران تجند أفغانا شيعة في وحداتها التي تحارب في سوريا، ويقدر تعدادها بعشرات الآلاف من المقاتلين، وتمنحهم رواتب شهرية للمشاركة في الحرب في صفوف الميليشيات الموالية لقوات النظام السوري. (وقالت وسائل إعلام إيرانية إن هناك نحو 20 ألف مقاتل منضمين لما يعرف بلواء «فاطميون» المشكل من متجنسين إيرانيين من أصول أفغانية يعيشون في إيران وآخرين جاؤوا من أفغانستان..؟ مقاتلي لواء «فاطميون» الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف تلقوا تدريبهم في أفغانستان ودخلوا إلى سوريا عن طريق العراق أو لبنان، وأضاف أن هذا اللواء يمكن تشبيهه بـالميليشيات الشيعية في العراق. وتحدث تقرير نشره موقع المشرق نيوز المقرب من الحرس الثوري الإيراني عن وجود نحو 20 ألف مقاتل في لواء «فاطميون»)
هكذا تقرأ وترى وتريد ايران من الشيعة العرب ولبنان من بين هذه الدول.. ان يكونوا ادوات مشروعها التدميري وخوض حروبها المدمرة..لا عاملين في بناء اقتصادها ولا حتى في تنمية اقتصاد بلادهم.؟ وبعض حديثي العهد بالسياسة يفرح بانتاج الصواريخ.. حيث اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، أن «الخطر الرئيسي التي يتهدد سياسات الهيمنة الأميركية في منطقتنا هو الصواريخ الباليستية الإيرانية وقوة حزب الله وقدرته المتنامية في لبنان»… وآخر رأى وهو عضو الكتلة نواف الموسوي، أن «لولا جاهزية المقاومة والقدرات والخبرات التي راكمتها، لكان بلدنا مرة أخرى ساحة لعدوان صهيوني مجرم، وحمل «الاستكبار الأميركي والحكومات الغربية مسؤولية الصراعات التي تدور في المنطقة والتي لم تنفك عن محاولة تشكيل هذه المنطقة بما يؤمن تحقيق مصالحهم بعيداً من مصالح شعوبها وأهلها»… هل هذا الكلام موجه للرئيس الإيراني روحاني الذي يذهب فرحاً الى دول اوروبا لتوقيع اتفاقات اقتصادية وشراء طائرات وتوقيع اتفاقات..؟ أم موجه فقط للإستهلاك الشعبي وتبرير الانخراط في الحروب ودفع المزيد من الشباب اللبناني الشيعي نحو ساحات الموت لتحصل ايران على عقود افضل ولتفاوض وهي اكثر راحة وقوة.؟
إذا كانت ايران حريصة على مصالح شيعتها فإن الوقت قد حان لتقدم لهم فرص العمل في مصانعها ومؤسساتها، تماماً كما تقوم به دول الخليج.. التي تستقبل كل اللبنانيين دون استثناء.. ولكن ايران بنظامها الديني المذهبي لا تستطيع استيعاب سوى اتباعها وشيعتها وهي مع ذلك لم تفعل الى اليوم… وهذا السؤال لا نوجهه لنظام ايران فهي لن تفعل..؟ بل لاتباع هذا النظام الذين يقدمون الدماء لايران..ولا يحصلون على فرص العمل في ايران….ومع ذلك يشتمون من يقدم لهم فرص العمل وهي المملكة العربية السعودية ودول الخليج…؟

(المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات)

السابق
سعد الحريري أخطأ وتشاطر.. وسمير جعجع
التالي
دبلوماسية الهاتف: عون يبادر والحريري يعاند