حزب الله يمسك بالخط الساحلي من خلدة إلى حاصبيا بـ4 آلاف عنصر سنّي (1/3)

سرايا الحزب
قبل نشوء ظاهرة أحمد الأسير، وبعد "طمسها"، إكتشف "حزب الله" فجأة أنّ الطريق الساحلي الذي يربط الضاحية الجنوبية وبيروت، العمق السكاني الجديد له، بالجنوب، حيث "مسقط رأس" الجزء الأكبر من بيئته، أنّ هذا الخطّ "ليس في يده". سريعاً اتخذ القرار: "أمّنوا الخطّ، مهما كلّف من أموال وغيرها". وهكذا كان. اليوم 4000 عنصر من "أهل السنّة" في "السرايا" يمسكون بهذا الخطّ لصالح حزب الله.

حزب الله، العازم على تذليل أيّ عراقيل قد تشكلّ في المدى المنظور أو البعيد رادعاً أمام مخططاته في التمدّد والهيمنة، أو قد تنعكس سلباً في مرحلة ما على محوره الوجودي وعلى مربعات الأمن الذاتي التي يرعاها، وجد في الخط الساحلي الممتد من خلدة إلى حاصبيا ممرّاً استراتيجياً “وقع من يده” في السنوات الخمسة الأخيرة. وأيقن أنّه لا بدّ له من الإشراف على هذا الخطّ، بالأمن والعناصر، لمنع إمساكه من “يده التي تؤلمه”، أي الشريان الاجتماعي والأمني لبيئته من الضاحية باتجاه قرى الجنوب الشيعية.

إقرأ أيضاً: تمدّد «حزب الله» (1): موقع السعديات من مخطط إيران الإمبراطوري‎

لكن هذا الخطّ يمتلىء بالقرى السنية والمسيحية، وصولا إلى مدينة صيدا، أحد معاقل آل الحريري والسكان السنّة، قبل الأسير وبعده. فما العمل؟

هذا السؤال ترسّخ في العقلية الحزبية داخل حزب الله، لا سيما بعد ما قام به الأسير في العام 2012 من إقفال لطريق صيدا، “ممرّ الجنوب” الإلزامي. الأمر الذي شكّل في حينها (كما رأى الحزب) تهديداً وحصاراً وابتزازاً، كانت مشهديته الخارجية، الأسير والإسلاميين، في حين اتّهم الحريري والمستقبل بحياكة السيناريو.

هذه الورقة الضاغطة تمثلت بقطع الطريق أمام أهل الجنوب عموماً، وحزب الله خصوصاً، من قبل جماعة الأسير أو من بعض المجموعات التي راحت تأتمر بأوامره، من خلدة مرورا بالناعمة ومدخل إقليم الخروب وغيرها، وصولا إلى صيدا. أو حتّى من شباب الحراك المدني مؤخراً. وبدا الحزب عاجزاً عن التحرك ومواجهتهم سياسياً كون دوافعهم بيئية ومطلبية.وهذا ما أظهر حزب الله مجرّدا من الحماية الأمنية أو الحاضنة الاجتماعية للإمساك بطريق الجنوب الذي هو أهمّ طريق حيوي لكتلته البشرية من الضاحية وبيروت باتجاه القرى الجنوبية الشيعية.

إقرأ أيضاً: تمدد «حزب الله» 2: تلال ومجمعات «تأكل» الخط الساحلي

إنطلاقاً من هذه المعطيات اتخذ الحزب قراراً بالإمساك بهذا الخط بعيداً عن الهمروجة الأمنية والعسكرية وبإستراتيجية مدروسة. فوضع خطة ليسبغ على الطريق غطاءً سنيّا مواليا له، رغم “الكتل البشرية” المعادية له على طول هذا الخطّ.

وقد سلّم حزب الله ملفّ هذه المهمة إلى الشيخ ماهر حمود. وكان حمود على قدر المهمة ونفّذها بإتقان، حتّى الآن.

حتّى داخل صيدا فقد عمد حزب الله لتسليم “الشارع” من التنظيمات الحليفة، مثل “التنظيم الشعبي الناصري” الذي يرأسه أسامة سعد، إلى “سرايا المقاومة” التي درّبها وسلّحها بنفسه من احل الإمساك بالأرض بشكل مباشر.

السابق
اقفال مكتب الانروا في عبرا – صيدا
التالي
جعجع رشّح عون و«كش ملك» لميشال سماحة وأديب العلم!