النزيف الجنوبي مستمر: شو دخلنا بسوريا؟!

جمهور حزب الله
انها صرخة سيدة جنوبية صامتة وموجعة تعبيراً عن انسانة ترفض كل ما يجري من تدخل على الساحة السورية على حساب دماء وخيرة شباب الطائفة الشيعية من وزر وحمل لا طاقة للطائفة لها ترجمت من خلال زوج هذه المرأة المسكينة.

تتحدث دائما ً وسائل الإعلام اللبنانية عن خسائر لـ”حزب الله” في سوريا قد لامست 2000 قتيلاً، ودائما ً كانت تساورني الشكوك بأن هذا العدد مبالغ به إعلاميا ً واعتبره من باب الافتراء، ولكن الصدفة شاءت أن تبدد شكوكي، وذلك من خلال تعرفي وعن طريق الصدفة بسيدة من الجنوب اللبناني كانت موجودة في مستشفى الرسول الأعظم، لمعالجة زوجها بسبب إصابته بجروح بالغة خلّفت لديه اعاقة مستديمة، من جراء تعرضه لشظايا قذيفة تسببت باقتلاع إحدى عينيه وتشوهات بالرأس، خلال مشاركته بالقتال مع “حزب الله” في الداخل السوري تماما كما اخبرتني تلك السيدة عن زوجها.

اقرأ أيضًا: مقاتلون شيعة عائدون من الحرب في سوريا.. مللنا القتال!
هذه السيدة الأصيلة، التي ما زالت لاكثر من شهر لا تبارح زوجها داخل المستشفى لصعوبة اصابته، فرض عليها واقع جديد وأليم على كاهلها من هموم وظروف حياتية صعبة من جراء الإصابة البالغة التي ابتلي بها زوجها، وبعد ان اطمأنت لي تلك السيدة بدأت بالحديث معي، وأخبرتني وهي معربة عن اشمئزازها لناحية تدخل الحزب وجّر الطائفة الشيعية الى الداخل السوري، وبتأفأف قالت لي، هل تعلم يا أخي ان خسائر الحزب بسوريا تخطى 2000 قتيل؟ ومن باب الحشرية بدوري سألت السيدة انت من اين استقيت تلك المعلومة؟ قالت لي، من الزوار رفاق زوجي الذين يزورونه من وقت لآخر، وهم متفرغون كليا ً في الحزب وبنفس الوقت يقاتلون في سورية أسمعهم يتناقلون الأحاديث مع زوجي عن فلان قد قتل وعن فلان قد جرح.

اقرأ أيضًا: أسئلة داخل «حزب الله»: الى متى يستمر سقوط الشباب في سوريا؟

وتتابع المرأة الحديث معي طبعا بصوت خافت كي لا يسمعنا احد من المتواجدين داخل المستشفى، وباللهجة الجنوبية تقول ” شحار يشحر المتوالى، كان الشحار جاينا من اسرائيل، هلأ الشحار والتعتير اجانا من سوريا، “تتابع السيدة” لاك يا خيّ بدي افهم انو القهر والبكي والحسرة نكتب على أهل الجنوب بس؟! شو دخلنا بسوريا نحنا  يلي فينا مكفينا، لك النبي محمد وصل عالشام ورجع، الا السيد حسن دخلها وطلانا وشحرنا!”.

 

نعم انها صرخة صامتة وموجعة تعبيراً عن انسانة ترفض لكل ما يجري من تدخل على الساحة السورية على حساب دماء وخيرة شباب الطائفة الشيعية من وزر وحمل لا طاقة للطائفة لها ترجمت من خلال زوج هذه المرأة المسكينة.

 

نعم هذا الذي حصل معي دون زيادة ولا نقصان، وعن طريق الصدفة، وذلك خلال وجودي داخل مستشفى الرسول الأعظم، بسبب وعكة صحية ألمت بوالدي، وأنا على يقين ان حالة مآساة تلك المرأة او السيدة هذه يوجد منها مئات عدة من الحالات المشابهة، ولكن الصمت والسكوت وكم الأفواه والخشية من المجاهرة من شأنه ان يمنع هؤلاء الناس من الكلام، ولكن الى متى سيبقى ويستمر هذا الصمت الذي لا بد أن ينفجر كانفجار البركان، ويجرف بحممه كل الغبن الذي فرض على الطائفة الشيعية بعد تخديرهم بأفيون التكاليف الشرعية الغامضة التي لا تصب إلا لمصالح الآخرين تحت ستار الدين، لتحويلهم الى اناس لا يتقنون إلا الولاء والطاعة للخارج.

السابق
ادخال عقيلة الشيخ محمد يعقوب الى المستشفى بعد اضرابها عن الطعام لمدة 3 اسابيع
التالي
أسلحة الهبة السعودية للجيش اللبناني تسلم اعتبارا في الربيع