لهذا تتعامل أميركا ببرودة مع احتجاز البحرية الايرانية لجنودها…

مقتطف: قبيل أيام من التنفيذ المتوقع للاتفاق النووي التاريخي مع طهران،احتجزت إيران عشرة بحارة أمريكيين على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية في الخليج، وكان اللافت هو ردّ الفعل الاميركي المهذب والذي اتسم بكثير من الدبلوماسية والتأكيدات ان جنودها سوف يطلق سراحهم قريبا.فما سرّ هذه البرودة الاميركية تجاه هذا الحادث بالذات،وتساهلها مع اسر جنودها واحتجتزهم من قبل البحرية الايرانية؟

احتجزت إيران عشرة بحارة أمريكيين على متن زورقين تابعين للبحرية الأميركية في الخليج مساء الثلثاء. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن إيران احتجزت زورقين كانا يبحران بين الكويت والبحرين. بينما وصف مسؤولون أمريكيون وإيرانيون البحارة – وهم تسعة رجال وامرأة بأنهم بحالة جيدة ويتلقون معاملة جيدة. أفاد مسؤول عسكري أميركي بأن خططا وضعت لإيران لإعادة أفراد طاقم الزورقين لسفينة تابعة للبحرية الأميركية في المياه الدولية صباح اليوم، مشيراً إلى أن القيام بعملية تسلم البحارة أثناء النهار أكثر أمناً.

وفي المقابل، طالبت طهران واشنطن بالاعتذار عن انتهاك مياهها الإقليمية. وقال قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأميرال علي فدوي، للتلفزيون الرسمي، اليوم الأربعاء، إن حاملة طائرات أميركية تصرفت بشكل “مستفز وغير مهني” لمدة 40 دقيقة بالقيام بمناورات في الخليج بعد أن احتجزت إيران البحارة الأميركيين.

وبحسب وكالة فارس الإيرانية، فإن الزورقين دخلا بعمق كيلومترين في المياه الإقليمية الإيرانية، مضيفة أن “أجهزة نظام تحديد الموقع العالمي (جي بي إس) الموجودة على متنهما تؤكد ذلك”.

إقرأ أيضاً: عندما يطلب العالم من أهل مضايا الخروج و ليس الصمود

ووصف الحرس الثوري الإيراني، الحديث عن الإفراج السريع عن البحارة “تكهنات يرددها آخرون ولا أؤكد ذلك ولا أنفيه” وقد جاء ذلك في مقابلة أجراها رمضان شريف، المتحدث باسم الحرس، مع وكالة تسنيم للأنباء اليوم.

وأكد شريف أن الحرس يقوم حاليا باستجواب البحارة الأمريكيين المحتجزين العشرة، لمعرفة ما إذا كان دخولهم للمياه الإقليمية الإيرانية متعمدا أم لا.

من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض أنه على علم بالموقف الذي تحتجز فيه السلطات الإيرانية زورقين، وتعمل على إعادة طاقميهما الأميركيين.

وقال بن رودز، نائب مستشارة الأمن القومي، للصحافيين في البيت الأبيض، إن الإدارة الأميركية تعمل على حل الموقف، وكلها أمل في ذلك.

ومن جهة أخرى، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لوكالة “رويترز” مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، أكد لنظيره الأميركي جون كيري أنه سيتم السماح للبحارة الأميركيين الذين احتجزتهم إيران بمواصلة رحلتهم فوراً.

إقرأ أيضاً: رئاسة لبنان: إيران تريد صفقة مع أميركا..لا مع الحريري أو السعودية

واللافت أن الطرفين يتعاملان ببرودة مع الحادثة… مع الملاحظة ان ايران تحتاج لتعبئة جمهورها بمثل هذا النوع من الحوادث للتذكير ان عداءها ما زال مع اميركا…وللإيحاء لشعبها انها قوة كبرى تقف في وجه أميركا على الرغم من توقيع الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى وانتهاء حالة التوتر،وذلك من أجل حرف الرأي العام العربي والاسلامي عن حقيقة ان طهران تتفق مع واشنطن وتتحاور معها في كل الملفات في العراق كما في سوريا ولبنان واليمن وافغانستان.. وذلك لكي تستأثر بالنفوذ أو تستحوذ على حصص من النفوذ في المنطقة على حساب منافسيها الاقليميين. والملاحظ أن أميركا تحفظ حصة ايران دائما …بل وتقدم لها أحيانا حصصا مجانية كما فعلت في العراق وأفغانستان.

البحرية الايرانية

حوادث سابقة

واحتجاز البحارة أحدث واقعة بين القوات الأمريكية والإيرانية في الخليج في الأسابيع الأخيرة، بينما وقعت حوادث مماثلة سابقة، احتجزت خلالها إيران بحارة ومشاة بحرية بريطانيين.

وفي الشهر الماضي، قالت البحرية الأمريكية إن سفينة تابعة للحرس الثوري أطلقت صواريخ غير موجهة يوم 26 كانون الأول/ قرب سفن حربية بينها حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” في مضيق هرمز، ونفت إيران أن السفينة قامت بذلك.

إقرأ أيضاً: انفجار اسطنبول: لدفع تركيا نحو المستنقع السوري

وفي حزيران/ 2004، احتجزت إيران ستة من مشاة البحرية الملكية واثنين من أفراد البحرية كانوا ضمن قوة تقودها الولايات المتحدة في العراق، بعد أن دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية، ما أثار توترات دبلوماسية بين البلدين، وعقب مفاوضات أطلق سراح الثمانية بعد ثلاثة أيام.

وفي آذار/ 2007 احتجزت قوات إيرانية 15 جنديا بريطانيا وثمانية بحارة من البحرية الملكية وسبعة من مشاة البحرية، في شط العرب الذي يفصل إيران عن العراق، ما أثار أزمة دبلوماسية في وقت تصاعدت فيه التوترات بشأن الطموحات النووية لطهران، واحتجز هؤلاء لمدة 13 يوما.

وفي تشرين الثاني/ 2009، احتجزت سفن تابعة للبحرية الإيرانية خمسة بريطانيين على يخت سباقات وهم في طريقهم من البحرين إلى دبي، وأطلق سراحهم بعد أسبوع.

السابق
قبل «الريجيم»… اعرف نوع «بدانتك»
التالي
بعد إدخال المساعدات..مطالبة برفع الحصار عن مضايا