يا أهل الحراك صارحونا

الحراك المدني
صدر في بيروت العدد 157 من مجلة شؤون جنوبية الفصلية حاوياً ملفاً أساسياً بعنوان: "الحراك المدني في لبنان إلى أين (شتاء 2016). وقد سقط سهواً أسماء بعض المشاركين. منهم إسم: "نعمت بدر الدين". وكانت مقالتها: يا أهل الحراك صارحونا. و"محمد أبو زيد": ضاعت فرصة التغيير. ننشرهما تباعاً مع الاعتذار.

يسأل كثيرون عن واقع الحراك وآفاقه باهتمام يحمل مزيجاً من الحرص والقلق. وقلّما شهدت حركة شعبية في لبنان المعاصر هذا الإهتمام الواسع بها والتعويل عليها، وهو ما يعني أنها تعبّر فعلياً عن طروحات وآمال كامنة، الأمر الذي يجعل “أهل الحراك” في موقع مسؤولية كبرى، ويحتّم عليهم مصارحة اللبنانيين بواقع الحال وإعلان تصورهم لكيفية إستكمال المعركة التي لم تنته بعد.

اقرأ أيضاً: د. عصام خليفة: الحلّ بعلمنة الدولة والمجتمع

حتى الآن حقق الحراك الشعبي الكثير مما كان يبدو بعيد المنال، ومن الهام جدا أن يدرك هذه الحقيقة اللبنانيون الذين أيدوه ودعموه باشكال مختلفة. جرى كشف تورّط معظم أركان السلطة بالفساد الكبير وإلغاء نتائج مناقصة النفايات التي كانت عبارة عن تحاصص للنّهب من موارد النفايات. وجرى فرض إقرار خطة حكومية بناء على عدد من ملاحظات واقتراحات الحراك. وتمت إعادة الإعتبار للبعدين البيئي والصحي في معالجة النفايات التي عادت صلاحياتها إلى البلديات.

الحراك الشعبي لبنان

تمكن الحراك من فرض جدول أعمال على السلطة

نعمت بدر الدين
نعمت بدر الدين

صحيح أن المجلس النيابي فشل في إقرار التشريع اللازم لتحويل كامل أموال البلديات إليها، وجرى التفاهم على تحويل واردات العام الماضي فقط، لكن ذلك كشف الجهات التي تقف حائلا دون تحرير أموال البلديات وتريد استخدامها وسيلة لفرض التبعية والولاء السياسيين.

الفساد: ملفات.. وملفات

فُتح ملف الفساد على مصراعيه، ولأول مرة بهذا الشكل، محمولاً من قبل قوى شعبية ومدنية ومستندا إلى ملفات وإخبارات وتحريك للقضاء. فليس أمرا بسيطا إستدعاء شخصيات سياسية علنا إلى المحكمة من أجل تسديد فواتير كهرباء غير مدفوعة منذ سنوات.على مدى ما يزيد عن الشهرين كانت المبادرة بيد الحراك الذي تمكن من فرض جدول أعماله على السلطة، التي بدت مضطربة وهي تحاول احتواءه أو ضربه أو الإستجابة لمطالبه.

المرحلة المقبلة: ردع الفساد، تفعيل المؤسسات، الانتخابات البلدية

واليوم، مهما حصل من تطورات سياسية أو أمنية، لم يعد سهلا على السلطة إستئناف عملها من دون أن يكون الحراك شريكا غير مباشر في ذلك. ملفات الفساد التي فتحت وأُثيرت وخصوصاً ملف الأملاك العامة والبحرية وملف الكهرباء، صارت بطبيعة الحال،على جدول أعمال السلطة والحراك معا.

اقرأ أيضاً: ميثولوجيا لبنان واسطورة تمايزه الإنسانيّ

سياسيا، ومهما حاول البعض التقليل من أهمية ذلك،فإن تصريحات مسؤولين عدة أكدت بكل وضوح أنه صار للحراك سطوة ليس سهلا تجاهلها. رئيس مجلس النواب الممدِّد لنفسه نبيه بري قال بوضوح أنه لولا طائفية النظام كان الشارع قد هجم علينا. المرشح الرئاسي سليمان فرنجية صرّح، في موضوع آخر، أنه صار للحراك رأي ضروري في وجهة السير بالبلد.وهذه كلها إنجازات لا بد من تحصينها والبناء عليها للمرحلة المقبلة.

 

السابق
توأمان ولدا في عامين مختلفين!
التالي
توقف القصف الاسرائيلي على محور كفرشوبا وتحليق مكثف لطيران العدو