حجوزات المطاعم في رأس السنة تلامس 70% نسبة إشغال الفنادق قد تبلغ 100% ليلة العيد

إذا غلب الطابع الخجول على الحجوزات في الفنادق والمطاعم أثناء عطلة عيد الميلاد، فهذا لا يعني أنَّ الأمل في أن يكون الموسم ناجحاً نسبياً قد تبدّد نهائياً. ففي وقت تستعدُّ فيه البلاد لتوديع السنة الجارية والدخول في متاهات جديدة مع حلول 2016، تجهد المؤسسات السياحية لجذب أكبر عدد ممكن من الأشخاص وإرضائهم بشتّى السبل، إن من خلال خدمات مختلفة أو عبر أسعار تناسب الجميع.

لا ينفك القطاع السياحي يبتكر حلولاً ترفعه من اللّجة التي أسقطته فيها الأجواء السياسية المتوترة، غير المبالية بأحواله، والحروب الدائرة في الدول المجاورة. وقد جرت العادة أن تعوّل الفنادق والمطاعم والأسواق على الأعياد خصوصاً لتقليص خسائرها المتراكمة على مدار السنة، رغم ارتفاع أسعار التذاكر وغياب الرزم السياحية التي تسوّق لبنان بأثمان مقبولة.
وتشهد المطاعم حالياً إقبالاً جيداً من الراغبين في تمضية ليلة رأس السنة خارج منازلهم، إذ يشير نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية والباتيسري طوني الرامي لـ”النهار” إلى أنَّ القطاع دخل موسم الأعياد مع قدرة شرائية محدودة على صعيد السياحة الداخلية، خصوصاً أنَّ ارتياد المطاعم لم يعد أولوية بالنسبة إلى اللبنانيين المنكبين على شراء المواد الغذائية وزينة العيد، ما هبط بها إلى المرتبتين الثانية والثالثة في سلّم أولوياتهم.
ويؤكّد أنَّ “السوق بدأت تتحرّك بعد الميلاد، بدليل أنَّ الحجوزات في النوادي الليلية لامست 60-70%، علماً أنَّها مرشحة للزيادة في الساعات المقبلة ومع اقتراب ليلة رأس السنة، لأنَّ اللبناني معروف بأنه يفضل الحجز في اللحظات الأخيرة”. وقد قامت المطاعم هذه السنة بلفتة مميزة لم تكن موجودة في العام الماضي، إذ انَّ نسبة 60 – 65% منها شاءت أن تتيح لزبائنها خدمة “A la carte”، إيماناً منها بأنَّ هذه الخطوة ستساهم في ملء كراسيها وصالاتها، وتالياً ستعزز معنويات أصحابها وموظفيها، وفق الرامي.

اقرأ أيضًا: حفلات رأس السنة بلا سوّاح… ونجوم الغناء الى الخارج…‏
وتبدأ أسعار التذاكر في الملاهي الليلية من 150 دولاراً، علماً أنَّ العرض يشمل “Premium menu” و “Premium alcohol”، في حين أنَّ أسعار التذاكر لحضور الحفلات التي يقيمها الفنانون في الفنادق تراوح بين 250 و1250 دولاراً.
ويختم الرامي بأنَّ الحجوزات تفتقد الإقبال الكبير الذي شهدته الأعوام المنصرمة، ولا سيما من المصريين والأردنيين، بفعل تعذّر السفر براً وارتفاع أسعار تذاكر الطيران، علماً أن معظم المغتربين اللبنانيين فضّل السفر إلى تركيا أو اليونان أو حتى براغ بأسعار مقبولة.
توازياً، تُظهر الأرقام أنَّ أوضاع الفنادق تحسّنت هي أيضاً، رغم أنَّ تلك الواقعة في محيط الوسط التجاري تأثرت سلباً نتيجة ما حل به في الصيف الماضي من تخريب وتكسير.

ويؤكد نقيب أصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي لـ”النهار” أنَّ الفنادق سجّلت أداء أفضل حيال الإشغال خلال فترة عيد رأس السنة، فوصلت الحجوزات إلى 50 – 60% في بيروت، علماً أنَّ التوقعات تشير إلى إمكان وصوله حتى 100% في ليلة العيد، وتحديداً في الفنادق التي تقيم حفلات غنائية.
وإذ يتوقع بيروتي أن تصل الملاءة إلى 70-80% في الساعات المقبلة، يرى أنَّ الـ100% في ليلة واحدة ليست أمراً على هذا القدر من الإيجابية، لأنَّ هذه النسبة كان يُفترض أن تبقى على مدار أسبوعين. ونفى أخيراً ما تناقله بعض وسائل الإعلام عن تعذر إتمام حجوزات في الفنادق لأن الملاءة وصلت إلى الذروة، معتبراً أنَّ الوضع في 2015 عموماً يوازي الوضع في 2014.
ويبدو أن الأجواء الإيجابية عينها لا تخيم فوق قطاع الشقق المفروشة، لأنَّ نقيبها زياد اللبان يكتفي بوصف الإقبال عليها بالخجول، آملاً أن تثمر السنة المقبلة أرقاماً أفضل.

(النهار)

السابق
تهيؤوا أيّها اللبنانيون العاصفة «فلاديمير» وصلت!
التالي
العثور على قذيفة في شارع البطريرك الدويهي في زغرتا