نصرالله خيّب الآمال بخطاب باهت عن «القنطار»…

هذا الردّ الغير حماسي على جريمة اغتيال سمير القنطار كان متوقعا من قبل السيّد نصرالله ، فالأمر يحتاج الى تريث ودرس وتدقيق والارجح ان نصرالله أجّل اعلان الموقف الناري، لأن ثمة شريكا منافسا له اليوم في سوريا، هو روسيا.

الخطاب الموعود للسيد حسن نصرالله والذي توقع كثيرون بأنه سيكون صاخبا، جاء هادئا، وعبّر عن أحد أمرين، اما ان الحزب مُربك ولا يعرف كيف يرد، واما أنه ينتظر مؤشرات معينة قد تصدر من إيران، لتحديد خطواته المقبلة.

السمة الغالبة للخطاب هي الإرباك، وقد ترجم منذ البدء بأخطاء لغوية لافتة ليست من عادات نصرالله، وقد استهل هذا الخطاب بالتهاني بالأعياد لتطرية الاجواء وطمأنة اللبنانيين الخائفين من الحرب. ما دلّ على انه لن يتحدث جديا عن موضوع سمير القنطار، ثم انتقل فورا للتعزية بشهداء نيجيريا الشيعة، باعتبار ان الحركة الاسلامية هناك تنتمي الى المرجعية نفسها التي لحزب الله أي إيران.

في موضوع القنطار وعد بخطاب قريب، ولكنه جزم ان اسرائيل هي التي اغتالته بغارة جوية، ولكن لم يجزم اذا كانت الطائرات دخلت الأجواء السورية لانه لا يريد ان يتحدث عن موقف روسيا ومسؤوليتها عن تغطية العملية الاسرائيلية. وهنا بالضبط يظهر ان نصرالله ينتظر الموقف الإيراني الذي سيتبلغه عبر القنوات السورية لاحقا. اما نفيه لكون المعارضة السورية مسؤولة عن الإغتيال فهذا طبيعي، ولو كانت هي الفاعلة، لان اغتيال القنطار من قبل اسرائيل أقل إحراجا له.

اعتبر ان القنطار كان في قلب التهديد منذ يوم تحريره، وكان على لائحة الإغتيال حتى قبل الذهاب الى الجولان. وذلك لسحب الذرائع التي تنتقد تورط حزب الله في سوريا وارساله مقاوميّ اسرائيل للموت هناك.

اقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي

استفاض نصرالله كلمات انشائية عن القنطار وفلسطين، مثل قوله: خرجت من فلسطين لأعود اليها، ثم حديث عموميات عن استمرار المقاومة عبر الأجيال رغم سقوط الشهداء والقادة. وتحدّث عن جيل الملحمة في فلسطين واستفاض في الموضوع لتعبئة الوقت، لان الناس كانوا ينتظرون خطابا طويلا وحربيّا.

وصولا الى بيت القصيد جاء اعلان الموقف باهتا اذ كرّر نصرالله “المعادلة” التي أطلقها عند اغتيال عناصر الحزب في القنيطرة السورية مطلع العام، وشدّد على أنه “عندما تعتدي اسرائيل أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان من حق المقاومة أن تردّ أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان”، مشيراً إلى أن “أي كادر من كوادر حزب الله يقتل سنحمّل المسؤولية لاسرائيل وسنعتبر أنه من حقنا ان نرد في أي مكان أو زمان وبالطريقة المناسبة”، مؤكداً أن الشهيد سمير القنطار واحد منّا وقد قتله الإسرائيلي يقينا ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة”.

السيد حسن نصرالله
السيد حسن نصرالله

هذا الرد كان متوقعا، فالأمر يحتاج الى تريث ودرس وتدقيق لان الوضع حسّاس في سوريا والمنطقة. والارجح ان نصرالله يؤجل اعلان الموقف الناري، لأن ثمة شريك منافس اليوم في سوريا، هو روسيا، ولا يمكن ان يكون الرد في هذه الدولة، لانه قد يمسّ بالتفاهم الروسي الاسرائيلي حول سوريا. ولا بد ان يتخذ القرار على أعلى مستوى في إيران.

وانتقل نصرالله الى موضوع العقوبات، فأكد ان العقوبات الأميركية على حزبه قائمة منذ ١٩٩٥، وقال: “نحن على لائحة الإرهاب الأميركية منذ التسعينيات. اما الجديد الذي ازعج حزب الله فهو اعتباره منظمة إجرامية، مجالاتها المخدرات وتببيض الأموال والإتجار بالبشر. واعتبر ان هذه الاتهامات ظالمة وكاذبة والهدف تشويه صورة حزب الله امام شعوب العالم، ولعله تجنّب الخوض في التفاصيل ولكنه لم يقنع أحدا بحقيقة ان الأميركيين الذين يعتبرونه إرهابيا منذ عشرين عاما لم يفرضوا سابقا هكذا عقوبات، لماذا؟ وهل هناك تطور في نشاط حزب الله الماليّ دفع الاميركيين الى هذا الخيار؟

وربط نصرالله الموضوع بما جرى مع وكالة الطاقة الذرية وإيران التي تبيّنت براءتها من السعي للحصول على السلاح النووي، وهذا هو نوع من الإستقواء بمرجعيته الأساسية.

اقرأ أيضاً: استشهاد القنطار… أسئلة لا بد منها

 

السابق
أبو فاعور في مؤتمر صحافي: يجب عدم تقاضي أي مبالغ مالية من المواطنين جراء الوصفة الطبية الموحدة
التالي
اعتذار عن خطأ تتويج ملكة الجمال… هل يغتفر؟!