صمت أمل وحزب الله عن توقيف يعقوب.. أو فضيحة التجارة بقضية الصدر

حسن يعقوب
أن يعمد فرع المعلومات الى التحقيق مع حسن يعقوب وتوقيفه رهن التحقيق فهذا أمر قد يكون قانونيا وغير مستغرب، لا سيما أنّ هناك معلومات عن تورّط يعقوب، في شكل من الاشكال، بعملية خطف هنيبعل معمّر القذافي من داخل سوريا. المستغرب هو الصمت غير المفهوم من أولئك الذين زايدوا في قضية خطف الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، طيلة 37 عاما، وبنوا زعاماتهم وحضورهم السياسي والمالي والسلطوي باسم هذه القضية.

الصمت هنا غير مفهوم لا من قيادة حركة أمل ولا من قيادة حزب الله. ربما هو مفهوم من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعيش حالة موت سريري. لو افترضنا جدلا أنّ النائب السابق حسن يعقوب متورط فعليا بعملية الخطف هذه، بل واكثر من ذلك لنفترض أنّه متورط بمصادرة أموال كانت بحوزة القذافي، فهل يمكن لهذا أن يبرّر الصمت الذي يلفّ الثنائية الشيعية بحيث لم ينبس أحد منهما بهمسة واحدة.

اقرأ أيضاً: اعتقال هنيبعل هل يقفل قضية الامام الصدر؟

وألا يجد الطرفان مبرراً ما قام به يعقوب، كأن يقال إنّ هذا الرجل قام بردّة فعل على جريمة متمادية تتمثّل بخطف والده من قبل النظام الليبي وتحديدًا معمر القذافي والد هنيبعل.
لم تصدر أيّ كلمة، في وقت بدا هذان الطرفان، اللذان يعتبران قضية خطف الصدر قضيتهما، وقد وجدا وسائل عدة لتبرير خطف مواطنين أتراك في بيروت قبل عامين من قبل أهالي المخطوفين في أعزاز يومها.. هذه ليست مبررة لا اخلاقيًا ولا قانونيًا ولا دينيًا، لكنّ موضوعنا يتصل بأسلوب وجد له دائما من يدافع عنه بحجّة انه كانت نتيجة ردّ فعل، من قبل الثنائية الشيعية.

اقرأ أيضاً: هنيبعل القذافي…«أوّل خيط» في قضية الامام موسى الصدر

يقول البعض مبررا إنّ ما حصل تجاه هنيبعل القذافي وأخرس الثنائية الشيعية هو الغضب السوري، باعتبار ان سورية مكان الخطف، وهي منحته حق اللجوء السياسي. لكنّ هذا التبرير هو فضيحة أيضا، ذلك أنّ النظام السوري، الذي يموت في سبيل بقائه المئات من محبي الامام الصدر، لم يخطر في باله ان يعمل على كشف خبايا هذه القضية، من خلال التحقيق مع نجل القذافي في الحد الأدنى، او ان يقوم بتسليمه الى الدولة اللبنانية لمساءلته. والكل يعرف أن النظام السوري سلم الكثيرين ممن لجأوا اليه من انصار النظام العراقي السابق وقياداته الى الاميركيين وغيرهم، ولا ينسى احد عبد الله اوجلان الذي جرى بيعه للأتراك في زمن الرئيس السابق حافظ الاسد.

الامام السيد موسى الصدر
خلاصة الأمر هي التالية: ربما التحقيق مع حسن يعقوب نجل الشيخ يعقوب وعدم الاعتراض الشيعي عليه كشف كم أنّ قضية خطف الإمام الصدر ورفيقيه هي قضية برسم التجارة. ربما أراد يعقوب ان يكون شريكا او اراد ان يفضح المتاجرين بها. وفي الاحتمالين، ظهر للبنانيين بشكل واضح أنّ قضية خطف الصدر لم تكن في الحسابات السياسية لدى الثنائية الشيعية اولوية لجهة كشف تفاصيلها، بقدر ما كانت سبيلا من سبل استغلالها لحسابات سياسية تقررها المصالح الحزبية الضيقة.

اقرأ أيضاً: قصة «خطف» هنيبعل القذافي… وقصة قادة طائفة مع جلاديها

حسن يعقوب ربما شارك في خطف أحد أركان النظام اللّيبي السابق ونجل معمر القذافي، لأنّ والده ببساطة خطف من قبل هذا النظام بإقرار الجميع في لبنان… لكن أليس من المستهجن هذا الصمت المريب في الساحة الشيعية؟

السابق
السعداوي والمرنيسي والبزري .. رائدات في زمن التدين الوحشيّ
التالي
سليمان للـ «LBCI»: تساعدون على اغتيالي جسديا