بعد التدخّل الروسي… الحرب في سوريا أصبحت أكثر وحشيّة

تدخل روسيا في سوريا
مجزرة جديدة يرتكبها نظام الأسد بحق أبناء مدينة دوما والغوطة الشرقية التي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحي، وقبلها بأيام تهجير مذهبي بحق المئات من أبناء حي الوعر في مدينة حمص وأيضًا بتوقيع أسدي، أمّا سياسيًا فمفاوضات ومحادثات ومؤتمرات دولية وإقليمية تتحدث عن مرحلة انتقالية، فيما محور الممانعة والمقاومة يستمّر باستباحة دم السوريين وتهجيرهم وارتكاب أبشع المجازر بحقهم وسط صمت أممي ودولي!

ارتفع في الأشهر القليلة الماضية منسوب الكلام والتوقعات عن إمكانية الوصول إلى حلّ سياسي في سوريا، خصوصًا بعد “محادثات فيينا” التي أكدّت على وحدة الأراضي السورية، وركزّت على الحل السلمي، كذلك أقرّ الإتفاق البدء بمرحلة انتقالية يشترك فيها جميع مكونات الشعب السوري معارض وموالي، مع إبقاء الخلاف على مصير الأسد.

اقرأ أيضاً: «حي الوعر» مثال عن التهجير الطائفي الممنهج لقيام «سوريا المفيدة»

أمّا إقليميًا فيبدو أنّ هناك تطورا إيجابيّا في مسار العلاقة السعودية ـ الايرانية، عكسها مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية حسن قشقاوي في مقابلة مع تلفزيون «العالم»، بقوله إن مستوى من الحوار بدأ بين السعودية وإيران حول العلاقة الثنائية والملفات الإقليمية.

علما ايران والسعودية

إلاّ أنّ التطورات الميدانية تشير إلى استمرار المراهنة على الحلّ العسكري من قبل النظام وحلفائه، فاستمرّ الجيش السوري بمؤازرة سلاح الجوّ الروسي بالقصف على مناطق سيطرة المعارضة السورية، والتي يقطنها مدنيين بينهم أطفال ونساء.

وقد ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة في دوما يوم الأحد 13 كانون الأول، فبعد يوم واحد من الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات نسائية في مدينة دوما تحت شعار «من حقي أن أتعلم»، صب نظام الأسد غضبه على المدينة وعدد من بلدات الغوطة الشرقية اليوم، مستخدماً الصواريخ والقنابل العنقودية، فطالت كل شيء حتى المدارس، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 40 مدني وعشرات الجرحى.

كذلك تمكّن النظام أول الأسبوع الماضي وبعد اتفاق برعاية الأمم المتحدة من تهجير أهالي حي الوعر غرب مدينة حمص آخر معاقل المعارضة السورية في حمص بعد صمود دام لأكثر من عامين. تهجير أهالي حيّ الوعر وصفه كثير من المحللين والمراقبين بأنّه التهجير الأخطر لأنّه تهجير مذهبي لتغيير الديموغرافيه ضدّ أبناء الطائفة السنية لبناء دولة «سوريا المفيدة» التي تمتد من دمشق والقلمون الى حمص، مروراً باللاذقية وصولاً إلى الساحل السوري وهي مخطط ايراني – أسدي بدعم من روسيا لبناء الدولة العلوية الأولى في المنطقة.

سعد محيو
سعد محيو

وفي هذا السياق قال الكاتب والصحافي سعد محيو لـ”جنوبية” انه «على الرغم من المحادثات الدولية والإقليمية إلاّ أنّ الأمور لا

توحي بأيّة إيجابية، ولا يوجد أيّة مؤشرات تشير لأي توافق إقليمي قريب خصوصًا مع وجود ما يشبه الحرب الباردة بين روسيا وأميركا».

وتابع محيو «التسوية غير مطروحة إقليميًا، أمّا النظام السوري فهو يرفض ان يتعاطي مع كل أشكال المعارضة السورية، ولم يبادر حتّى اللحظة للوصول إلى حلّ سياسي فهو متمسك بالحلّ الأمني تحت مسمّى محاربة الإرهاب، ولكن هو فعليًا يكثف ضرباته على المعارضة السورية لكي يقضي عليها وتبقى داعش والنظام السوري في الساحة السورية أمام المجتمع الدولي».

ولفت محيو «أنّ هناك جانب خفيّ لم يظهر في الوسائل الإعلامية، فسوريا تحولت إلى ساحة كبرى وضخمة للصراع على الغاز والنفط، فكان هناك مشاريع عديدة لمدّ أنابيب الغاز والنفط عبر سوريا وأبرزها المشروع السعودي – القطري- إميركي، بوجه مشروع عراقي – ايراني – سوري، هذه الصراع لا يزال قائمًا خصوصًا مع اكتشاف كميات هائلة من الغاز والنفط على شواطئ البحر المتوسط. هذه الاكتشافات ستؤدّي – برأي محيو- إلى صراعات لعقود في المنطقة. لذلك روسيا تحاول تثبيت وجودها عسكريًا في المنطقة لأنّها شعرت بخطر، خصوصًا أنّ إقتصادها يرتكز على تصدير الغاز إلى أوروبا، وهي بالتالي عبر وجودها العسكري في المنطقة ستعرقل أي محاولة للإستغناء عن غازها خصوصًا من قبل أوروبا والصين والهند. إذًاً هي تعقيدات استراتيجية وسياسية وجيوسياسية تسيطر على الوضع السوري».

اقرأ أيضاً: إيران وروسيا يتقاتلان سرًّا في سوريا!

أمّا بالنسبة لبعض المعلومات عن انسحاب ايران من سوريا فقد ” إستبعد محيو اتخاذ ايران هذا القرار، إيران استنزفت في سوريا عسكريًا إضافة إلى انها تكلّفت مليارات الدولارات، فهي لن تتخلى عن ورقة الضغط والتفاوض الأساسية التي تملكها بسهولة، لكن من الممكن أن تخفف من وجودها في سوريا خصوصًا بعد الاتفاق على الملف النووي مع الولايات المتحدة» ختم محيو.

السابق
ما هو العلاج الطبيعي الذي شفى «آن» من سرطان القولون؟!
التالي
هل اعتزل باسم ياخور التمثيل؟