ذكر انه على أثر ترشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اشترط عليه أن لا يتحول الى أسد آخر في لبنان، خصوصاً بعدما أصبح الأسد في سوريا وضعه ضعيفاً جداً ومستقبل حكمه على المحك ويتحرّك باتجاه الرحيل. وكما قال ووعد فرنجية بعد طرح اسمه إقليمياً ودولياً كمرشح تسوية لمنصب رئاسة الجمهورية أنه يميز بين صداقته الشخصية للأسد، وبين تصرفه إذا انتخب رئيساً للجمهورية، ومن المعروف عن فرنجية أيضاً أنه شخصية صريحة لا يخفي قناعاته السياسية، ولا يهوى حتى التموضع السياسي عن طريق نقل البارودة من كتف الى كتف آخر.
إقرأ أيضاً: فرنجية غاضب من عون… ومن حزب الله
تحت ظل الهرج والمرج لملء الشغور الرئاسي، تنشغل عاصمة السياسة اللبنانية بيروت الآن بالتسوية الرئاسية المشحونة بالزخم الإقليمي والدولي من ناحية الترويج والدعم، وذلك بعد تكليف رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الدين الحريري بطرح اسم رئيس “تيار المردة” النائب سليمان بك فرنجية لرئاسة الجمهورية، الذي لا يملك إلى الآن أي برنامج رئاسي إلا برنامجه الخاص الذي اطلقها خلال زيارته لدارة وليد جنبلاط في كليمنصو قائلاً، “أن عدم التقاط فرصة ترشيحي هي قفزة في المجهول”، ما يذكر بالمقولتين الشهيرتين الأولى للمبعوث الاميركي ريتشارد مورفي”مخايل الضاهر أو الفوضى”، والثانية لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “ميشال عون، وإما الفراغ”.
إقرأ أيضاً: هكذا جمّد حزب الله التسوية كي نشهد آخر معارك الجنرال….
وعلى أثر طرح سليمان فرنجية على طاولة التسوية الرئاسية شكل اسمه بلبلة سياسية بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين، وبخاصة بين المسيحيين المنضويين تحت عباءة فريقي قوى”8 و14 آذار”، فشكلت هذه التسوية شرخاً وتحالفات جديدة ومؤقتة بين الاخصام والحلفاء، ضمن اصطفاف وتموضع سياسي جديد بين الأقطاب المسيحية الثلاثة “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” من جهة، وتيار المستقبل وبعض من قوى الثامن من آذار من جهة أخرى، ما عكس سلباً بزخم نشاط المبادرة أو التسوية في وضع مكانك راوح.
إقرأ أيضاً: حزب الله وعون يفرضان تجميد التسوية الرئاسية
وأمام الرفض العلني للجنرال ميشال عون المدعوم من قيادة “حزب الله” بالكامل لتسمية سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، يقابله موقف التريث والتمهل من قبل القطبين المسيحيين المعترضيّن “القوات” و”الكتائب” بعدم إعطاء أي جواب أو رأي سواء بالموافقة أو الرفض، وذلك بانتظار عودة الرئيس الحريري من غربته السياسية إلى بيت الوسط في العاصمة بيروت، بعد الضوء الأخضر الإقليمي والدولي الذي أعطي له وخاصة من المملكة العربية السعودية وبالاتفاق والترحيب الفرنسي، فان الاحتمال الكبير أن يكون طرح اسم سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية من قبل اصحاب القرار الإقليمي والدولي هو بمثابة همروجة إعلامية، وراءها قطبة مخفية من اجل إعادة تعويم وترشيح اسم قائد الجيش الحالي جان قهوجي، بهدف إيصاله الى سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية وفرضه على جميع الاقطاب السياسيين اللبنانيين، شاء من شاء منهم وأبى من أبى، ولم يبق على ذوبان الثلج عن المرج إلا القليل.