بين قائل بأن التسوية المعلن عنها قد دخلت في “الكومه” وهي الآن تعاني من موت سريري وبأن الوفاة ستعلن بشكل واضح في القادم من الأيام، وبالتالي فإن حالة من المراوحة وستاتيكو الفراغ والتعطيل الموجود من أكثر من عام هو أيضا مصير المرحلة القادمة وأن جلسة مجلس النواب القادمة لن تكون أفضل حال من أخواتها السابقات.
إقرأ أيضاً:همروجة ترشيح فرنجية…هل تخفي قطبة مخفيّة؟!
أصحاب الرأي التفاؤلي إنما يعزون تفاؤلهم الى إسناد ما تمخّضت عليه الصفقة الى تفاهمات إقليمية جرى الاعداد لها في أروقة فيينا، أولاً باجتماع عقد على هامش المحادثات وبناءا لنصيحة قدمت للطرفين من وزير الخارجية الاميركي، واستتبع هذا اللقاء باجتماعات سرية بين مسؤولين إيرانيين وسعودين تعقد في سلطنة عمان.
هذا الغطاء الاقليمي يضاف إليه رضى دولي كان من أبرز مؤشراته الاتصال الهاتفي من الرئيس الفرنسي هولاند للمرشح فرنجية، الذي أضفى الكثير من المصداقية مع امكانية انتقال هذه التسوية الى حيّز الوجود الفعلي، لأنه وكما هو معلوم عند الجميع أن غطاء سياسيّا بهذا الحجم، لا إمكانية لصدّه أو الوقوف بوجهه عند أي من الأطراف الداخلية مهما كبر شأنه ومهما بلغ حجم اعتراضه عليه.
إقرأ أيضاً: هل تكسر زيارة فرنجية الجليد مع العماد عون؟
إلاّ أن تعثر الخطوات، وتراجع حرارة السّير قدمًا ومؤشرات الهبوط المتزايدة يوميًا أمام حظوظ فرنجية، تنبئ بوجود هوّة كبيرة بمكان ما، يذهب كثير من المراقبين الى تحميلها لحقيقة الموقف الايراني من هذه الصفقة. فبغضّ النظر عن صحة أو كذب أخبار اللقاءات الايرانية السعودية، يبقى أن الحقيقة الاقوى هي بالقول أن مراكز القوة في ايران والتباين الواضح بين مؤسسات الدولة الرسمية، وفي طليعتها وزارة الخارجية وبين ” دولة ” الحرس الثوري التي إليها ينتمي حزب الله في لبنان، لا بدّ أن تؤخذ بعين الاعتبار في سياق معرفة الموقف الايراني الحقيقي.
فإذا ما اعتبرنا بأن وزير الخارجية الايراني جواد ظريف وفريقه من الدبلوماسين، يسعى جاهدا ومنذ تولي الرئيس الاصلاحي حسن روحاني الى إخراج ايران من كل الملفات الساخنة بالمنطقة، إلا أنّه في لبنان تحديدا، يبقى أن الكلمة العلية هي للحرس الثوري، ومن هنا يمكن القول بوضوح أن موافقة ظريف على الصفقة ووصول فرنجية الى الرئاسة، يحول دونها موافقة الحرس الثوري في لبنان الراغب بايصال مرشّحه الوحيد ميشال عون .
إقرأ أيضاً: فرنجية غاضب من عون… ومن حزب الله
ولكن يبقى الافتراض انه وضمن لعبة المقايضات التي في المنطقة، يرى مراقبون، انه يمكن ان يعمد الإيرانيون الى التنازل في موضوع الرئاسة في لبنان، مقابل تحقيق مكسب إقليمي آخر في سوريا أو اليمن على سبيل المثال…وما أكثر المصالح والمكاسب التي تصلح للمقايضة في بلادنا…