سبب جوهري أدّى الى تأجيل صفقة التبادل بين الجيش والنصرة

سابقت بشرى صفقة تبادل المخطوفين العسكريين لدى "جبهة النصرة" بعدد من السجناء والموقوفين الاسلاميين في سجن رومية المخاوف التي انتابت السلطات الأمنية اللبنانية مساء أمس من تأثير الأجواء الاعلامية الجارفة التي أحاطت بهذا التطور المفاجئ فجرى تأجيله في اللحظة الأخيرة الحاسمة. ومع ذلك، قفز ملف المخطوفين العسكريين بقوة الى واجهة الاهتمامات في ظل بقاء التسوية الرئاسية وراء الكواليس في محاولة لتلمس المواقف والبناء عليها.

قفز ملف المخطوفين العسكريين بقوة الى واجهة الاهتمامات في ظل بارقة أمل حقيقية في اطلاق العسكريين المخطوفين لدى “النصرة” هي الأولى من نوعها منذ خطف العسكريين في عرسال قبل سنة وأربعة أشهر على ايدي “النصرة” وتنظيم “داعش”.
هذا التطور الذي حرّك ملف العسكريين المخطوفين فجأة ومن دون مقدمات عكس دلالات مهمة يعتقد أنها قد تتبلور عقب انجاز عملية التبادل في حال نجاحها من دون أي انتكاسة وخصوصاً لجهة الأدوار الداخلية والاقليمية التي لعبت دوراً مؤثراً في اعادة تحريك المفاوضات السرية التي أدت الى اكتمال عناصر عملية التبادل مبدئياً ومنها تحديداً الدور القطري.
وعلمت “الجمهورية” أنّ هذا الملف شهد تحرّكاً منذ بضعة ايام عمل خلالها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصمت وتكتّم شديدين لحماية التفاوض، وأنّ الوسيط القطري انتقل أمس إلى جرود عرسال لاستكمال التفاوض. وحتى ساعة متأخّرة من الليل، تواصَلت عملية الأخذ والردّ بالأسماء التي شمَلتها صفقة التبادل، وحاولت “النصرة” تجزئة التسليم لكنّ المفاوض اللبناني رفَض هذا الأمر وأصرّ على السلة الكاملة، وإطلاق جميع العسكريّين دفعة واحدة.

اقرأ أيضًا: «جنوبية» تحصل على تفاصيل صفقة التبادل بين الجيش والنصرة

مخاوف من التسريبات

وبعدما طغت على الساحة أمس أجواء تفاؤلية عارمة إثر التداول إعلامياً بأنباء تؤكد الإفراج عن العسكريين خلال ساعات، سرعان ما حاولت الجهات الرسمية احتواء الإفراط بالتفاؤل حرصاً على إنجاح صفقة التبادل وعدم تعريضها لضغوط وانتكاسات.

فسارع  اللواء ابرهيم الى الاعلان ان “الامور لم تصل الى خواتيمها في ملف المخطوفين العسكريين”، متمنياً “سحب الملف من التداول الاعلامي لئلا يؤثر على هذه القضية وعدم اعطاء جرعات تفاؤل زائدة”.
كما أصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا اكدت فيه “أنه في حال حصول أي تقدم له علاقة بمجريات الملف سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً وفي حينه”. وتمنّت على وسائل الإعلام “العودة إلى المراجع المختصة للحصول على معلوماتها، خصوصاً ان لهذا الملف بعداً إنسانياً مما يجعله غير قابل للتداول بهذه الطريقة وحتى لا يتم تعريض أهالي العسكريين لإنتكاسة أو ضغوط”.

وأفادت المعلومات ” ان التحضيرات لعملية التبادل بدأت بعد ظهر أمس باخراج مجموعة من السجناء الاسلاميين في سجن رومية قدرت بـ 15 سجيناً معظمهم سوريون الى لبنانيين اثنين. وبين السجناء خمس نساء هن سجى الدليمي وجمانة حميد وسمر الهندي وليلى النجار وعلا العقيلي وعشرة رجال عرف منهم محمد رحال ومحمد يحيى ومحمد عياش وايهاب الحلاق وعبد المجيد غضبان. ونقلوا في سيارات للأمن العام الى المركز الرئيسي للمديرية في بيروت، كما أُفيد لاحقاً عن توجه موكب من سيارات الأمن العام الى ضهر البيدر في اتجاه الحدود السورية. وبثت قناة “الميادين” أن موكباً من 20 سيارة للأمن العام عاد ليلاً من سوريا ناقلاً عدداً من أفراد “النصرة” كانوا سجناء لدى النظام السوري، في حين تردّد ان اطار عملية التبادل سيكون أوسع من التبادل الثنائي بين العسكريين اللبنانيين والسجناء الاسلاميين المفرج عنهم

اقرا أيضًا: الامن العام :سيتم الاعلان رسميا عن اي تقدم بملف تبادل العسكريين المخطوفين وفي حينه

وطرأ إسمَين جديدين على عملية التبادل هما: أبو سليم طه وهو الناطق الرسمي باسم “فتح الإسلام” سابقاً، و”أبو تراب” أمير “النصرة” اللذين نُقلا من سجن رومية الى سجن الريحانية بعد أحداث رومية الاخيرة، ويُعَدّان من أخطر الموقوفين

التفاوض مع “داعش” لاحقاً

وكشف مصدر قريب من المفاوضات لـ”اللواء” ان التركيز الآن على إنجاز صفقة التبادل مع “النصرة” وأن الجنود الباقين لدى تنظيم “داعش” لا يزالون في اولوية المفاوضات اللبنانية، لكن في مرحلة لاحقة قريبة جداً.

السابق
الحريري يطرح فرنجيه «معدلاً» ثمن التسوية ضمانات سورية وإيرانية؟
التالي
هل الربيع العربي ثورة؟