لقاءات باريس تُمهّد لمفاوضات التسوية الشاملة

لم يكن مرور الذكرى الـ 72 للاستقلال للسنة الثانية من دون رئيس للجمهورية أمرا تفصيليا وعابرا وخصوصا وسط التداعيات المتراكمة على مختلف الصعد لتمادي هذا الفراغ والذي لم يكن ادل على وقعه من ملء ساحات وسط بيروت التي افتقدت تكرارا العرض العسكري التقليدي بعروض من شتى المشارب والاتجاهات التي تعكس فراغ الدولة كلا وتصاعد النقمة الاجتماعية حيال الازمات المتوالدة والمتكاثرة. لكن عموماً برز مع الإستقلال توهج ازمة الفراغ الرئاسي على خلفية اللقاءات المكثفة في باريس.

الوطأة الثقيلة للفراغ تشظت في كل الاتجاهات وزادتها ملامح التحركات السياسية المتعاقبة عبر لقاءات الرياض وباريس التي شكلت الازمة الرئاسية محورها الاساسي. وتواصلت بين الرياض وباريس اللقاءات السياسية البارزة التي حركت المشهد الداخلي واحدثت تموجات واسعة فيه منذ هبوب “عاصفة” اللقاء الذي ضمَّ الاسبوع الماضي الرئيس سعد الحريري ورئيس “تيار المردة ” النائب سليمان فرنجية على رغم تمسك الفريقين بنفي حصوله “رسميا”.

الغموض سيد الموقف

إلى ذلك، أشارت “الجمهورية” إلى أن هذه الأجواء كناية عن معلومات في شِقّ منها، وعن مسار سياسي في الشِق الآخر والذي يدلّ إلى وجود حركة استثنائية غير مسبوقة إلّا في المحطات المفصلية والمفترقات الأساسية والتي لا يمكن سوى ان ينتج عنها شيء، وما يدعِّم هذا المناخ السرية التامة التي تطبخ فيها الأمور، ما يؤشر إلى جديتها،  وهذه السرعة تذكِّر بالسرعة نفسها التي رافقت ولادة حكومة الرئيس تمام سلام.

اقرأ أيضًا: هل يعبّد اجتماع الرياض طريق «فرنجية» نحو بعبدا؟

اجواء مضخمة واستنتاجات متسرعة

وفهم وفق “النهار” ان الحريري ليس في أجواء موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وإنما في أجواء تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب وخصوصا في ضوء المرونة التي يظهرها النائب فرنجية على هذا الصعيد. ورأى المصدر ان لقاء باريس للحريري وفرنجية حرّك الاهتمام بالانتخابات الرئاسية ولكن من دون الدخول عمليا في تفاصيلها خلافا للاجواء المضخمة والاستنتاجات المتسرعة التي ملأت بعض الكواليس السياسية والمنابر الاعلامية في الايام الاخيرة.

تنسيق “المستقبل” و”14 آذار”

وأبلغ مصدر بارز في قوى 14 آذار “النهار” ان السنيورة زار الرياض واجتمع مع الرئيس الحريري للاطلاع منه على المعطيات المتصلة بلقائه النائب فرنجية ولاطلاعه على نتائج اللقاء القيادي لـ”14 آذار” الخميس الماضي.

وأفادت معلومات “النهار” و”الجمهورية” و”اللواء” ان رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل الموجود ايضا في باريس يفترض ان يكون التقى الحريري كذلك.

اقرأ أيضًا: تسوية نصر الله: الرئاسة لـ8 آذار ورئاسة الحكومة لـ14 آذار

تدمير بيت “14 آذار”

ولفتت “السفير” إلى ان جو “القوات” و”الكتائب” ومعظم مستقلي “14 آذار” من المسيحيين، متشنجاً في ضوء ما تناهى إليهم حول مضمون لقاء باريس، هو أمر مألوف، برغم أن سامي الجميل قد “يلعبها” بطريقة مختلفة، وهو الذي كان قد ألمح قبل عشرة أيام إلى “تخريجة رئاسية” قد يعلن فرنجية عنها قريبا، لكن تداعيات هذه المناورة قد لا تقتصر على الفتنة بين الرابية وبنشعي أو بين الرابية وحارة حريك، انما ستكون مدمِّرة الى حد كبير لكل بيت “14 آذار”.

وتفاوتت تحليلات شخصيات “14 آذار” ومعلوماتها وفق “الأخبار”، بين من اعتبر أن ما جرى “خطوة خطرة، ومجازفة كبيرة أقدم عليها الحريري”، وبين من وصف ما جرى “بأنه استدراج من الحريري لفرنجية في خطوة مدروسة لزعزعة صفوف 8 آذار.  وقالت مصادر 14 آذار من المستقلين إن “من يريد انتخاب فرنجية لا يقوم بهذه الجلبة، وهذا الاستعراض، فما جرى هو لحرق فرنجية وليس لانتخابه”. أضافت أن “ما جرى هو مقدمة لحرق جميع المرشحين من القادة الموارنة، تمهيداً لمرحلة تسوية يجري فيها اختيار مرشح وسطي”.

وأشارت “الديار” إلى فيتو من جعجع على ترشيح فرنجية وهو سيقول للحريري انه لا يوافق على ترشيح فرنجية، وقد بدأت وسائل الاعلام القريبة من القوات تقول للرئيس الحريري هل أصبحت قريبا الى هذا الحد من الرئيس بشار الأسد، ويعتبر ان الحريري بخطوته يكون قد طعن جعجع في الظهر، لكن الحريري يقول ان جعجع اتفق مع عون على اتفاق النوايا ولم يطلع الحريري على التفاصيل وقرر التحالف مع عون دون ان يستشير الحريري في شأن هذا الموضوع، ولذلك من حق الحريري ان يرشح فرنجية، لانه المخرج الوحيد لازاحة عون، فليس من شخصية مارونية تستطيع إزاحة عون من رئاسة الجمهورية وتسبب له احراجاً كبيراً مثل ترشيح فرنجية والطلب من عون الانسحاب من الرئاسة.

السابق
العثور على شاب جثةً داخل سيارة في سد جنّة
التالي
انفجار قنبلة في اثينا ولا اصابات