هل يعبّد اجتماع الرياض طريق «فرنجية» نحو بعبدا؟

لا يزال لقاء الحريري_فرنجية يتصدر احاديث الصحف بين التأكيد والنفي، وجاء اجتماع الرياض في دارة الرئيس سعد الحريري مع عدد من القياديين في "المستقبل" ليزيد من الشكوك حول الإتفاق حول المرشح الضمني لرئاسة الجمهورية، بمعزل عن النفي التمويهي للقاء، الذي صدر عن تيار "المردة" وعن تيار "المستقبل"..

بالرغم من غياب الحركة السياسية في عطلة عيد الإستقلال ونهاية الأسبوع لكن الضجة التي أحدثتها الأنباء الكثيفة عن لقاء حصل ولم يحصل جمع في باريس الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية قبل أيام ظلت حديث الصالونات والمنتديات السياسية، وراجت تكهنات فحواها أن الرئيس الحريري استدعى إلى مقر إقامته الموقت في الرياض عدداً من أركان “تيار المستقبل” ليبحث معهم في احتمال تأييد ترشيح النائب فرنجية للرئاسة.
وبحسب معلومات “النهار” من مصادر ثقة ذكرت أن لقاء باريس لم يحصل في الواقع، خلافاً لكل ما ذهبت إليه الأنباء الصحافية والإعلامية، وأوضحت هذه المصادر أن الإجتماعات التي انعقدت في الرياض لم تكن مخصصة للبحث في هذا الموضوع، وإن كانت تطرقت إليه من ضمن قضايا أخرى تركز عليها البحث، ولا سيما منها دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “تسوية سياسية شاملة” والسبل الفضلى للتعامل معها من زاوية أنها يمكن أن تفتح أفقاً للحل إذا ما توافرت الظروف والإرادات لإنجاح التسوية.

 

لكن صحيفة  “الحياة” وجدت أنه بات بحكم المؤكد أن ما كانت تداولته وسائل الإعلام اللبنانية عن عقد لقاء بين الرئيس الحريري وبين رئيس النائب فرنجية لم يكن مجرد اشاعة يراد منها تمرير رسائل سياسية لهذا الطرف أو لذاك، بمقدار ما شكل أول فرصة لبداية حوار بينهما يفترض أن لا يخضع للتأويل أو الاجتهاد وان يترك الحكم على نتائجه لعامل الوقت نظراً الى رغبة الطرفين في مواصلته من خلال قنوات تم الاتفاق عليها.

اقرأ أيضًا: هل جرى التوافق على «فرنجية» للرئاسة وما صحة لقائه بـ«الحريري»؟

وقد أضافت مصادر النهار أن نفي الزيارة لا يعني عدم وجود اتصالات بين الحريري وفرنجية، فهي قائمة ومستمرة، لكنها تحتاج إلى استكمال والتعمق في مواضيع متعددة داخلية وخارجية ، تختلف حيالها وجهات النظر وتتباعد. وليست المسألة تالياً ببساطة أن يتفق رئيس “المستقبل” وزعيم “المردة” على أن يكون أحدهما رئيساً للجمهورية والآخر رئيساً للحكومة، بل هي أكبر بكثير، علماً أن اللقاء بينهما يمكن أن ينعقد فعلاً لتتويج نتائج الإتصالات القائمة في حال تكللت بالنتائج.

كذلك، علمت “الحياة” ان لقاء الحريري- فرنجية كان حاضراً بامتياز على طاولة الاجتماع “الماراثوني” الذي استضافه الأول في دارته في الرياض في المملكة العربية السعودية وخصص لتقويم المرحلة السياسية الراهنة التي يمر فيها لبنان واقتصر على عدد من القياديين في “المستقبل” في مقدمهم رئيس الكتلة النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي انتقل من أبو ظبي الى الرياض للمشاركة فيه، اضافة الى النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ورضوان السيد، والمستشار الإعلامي هاني حمود.
ووضع الحريري الحضور في الأجواء التي سادت اجتماعه مع فرنجية في باريس، وهو الأول بينهما منذ فترة زمنية طويلة. وقالت مصادر مواكبة لهذا الاجتماع إن زعيم “المستقبل” تمنى على الحضور عدم تداول مضمون الاجتماع في وسائل الإعلام “لأننا ما زلنا في أول الطريق ولا مصلحة لنا في حرق المراحل، ولن نحجب ما دار بيننا عن جمهورنا، لكن دعونا نتابع ولن يكون هناك من أسرار، وفي الأيام المقبلة سنكشف عن الأجواء التي اتسم بها اللقاء”.

اقرأ ايضًا: تسوية نصر الله: الرئاسة لـ8 آذار ورئاسة الحكومة لـ14 آذار

ورأى الحريري ان التواصل ضروري “ولكننا لن نتطلع لعقد صفقة ثنائية، وإنما من واجبنا في ظل استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الانفتاح على الآخر لخفض فاتورة كلفة الأضرار على البلد في ظل الانتظار مع إننا في طليعة الذين يطالبون بانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد”، بحسب المصادر عينها.

ورأت الحياة أن الحريري أراد من خلال هذا اللــقاء التأكيد ان “لا فيتو على هذا الطرف أو ذاك، يدفعنا الى عدم التحاور معه وبالتالي لا بد من أن نأخذ وقتنا في تبادل الآراء، خصوصاً ان هذا الحوار ينطلق من موقع الاختلاف”.

السابق
آخر مستجدات التحقيق مع الأمير السعودي
التالي
أزمة الوعي الديني 3