حنان رحيمي و«بائعة الأعشاب» في البيال.. علّ ما يبس من ضمائر يخضّر

حنان رحيمي البيال
في لقاء معها حول إصدارها الثالث تحت عنوان "بائعة الأعشاب" الذي ستوقعه في "معرض بيروت الدولي للكتاب" في قاعة البيال، أكدت حنان رحيمي التي عُرفت بلقب "جنى المطر"، وهو اسم أول إصدار لها، أنها لسان حال المهمشين والمقهورين في لبنان وفي المحيط، بل في العالم أجمع. وهنا الحوار..

اكتسبت حنان رحيمي إبنة الأرض، إسلوبها القصصيّ السلس من عذابات الناس، من قضاياهم، من آلامهم. أبطالها يحكون بلسانها، لدرجة تخال معها انها هي البطلة. إنها جزء من إسلوبها الذي وضعت فيه إنسانيتها المفرطة اللامحدودة بمكان أو زمان أو مذهب أو منطقة. كاتبة “أمميّة” في بلد كل قضاياه صغيرة، قضايا ترتبط بالإنتماء الطائفي والمناطقي. هي على تماس يومي مع أبطالها، فهي الصحفيّة التي تتمسك بالبعد الإنساني في تحقيقاتها، بل انها قاصّة المهمشين.

اقرأ أيضاً: حنان رحيمي: روايتي هي دعوةٌ للحياة

“بائعة الأعشاب” مجموعتك القصصية بعد ديوان شعر “جنى المطر”، ورواية “حياة في منتصف الموت” تم اصدارها العام الماضي.. هل الغزارة سببها محاولة كسب الوقت بعد تأخر فعل النشر نسبة لتجربتك في الحياة؟

غزارتي في الكتابة تترافق مع غزارة المعاناة التي تعصف بحياة الإنسان والتي تشتد يوماً بعد يوم مخلّفة كوارث إجتماعية وإنسانية على امتداد وطننا وأوطاننا العربية، وليس لكسب الوقت. لا أخفي ان بعض ظروفي الخاصة أخّرت فعل النشر ولكني يوماً لم أتوقف عن الكتابة ولديّ مخزون كبير من الكتابات ستجد طريقها الى النشر أيضاً.

مجموعتك القصصية “بائعة الأعشاب” تحمل الألم الانساني وصور قساوة الحياة، هل هي أحداث واقعيّة مرّت عليك أو تناقلتها الألسن، وقمت بصياغتها بإسلوبك الخاص؟..

– إنها حقيقية وواقعية جداً، بعض منها عشتها بنفسي كقصة “بائعة الأعشاب” و “حكاية رماد” و”البرغش السعيد”.. والبعض الآخر كنت الشاهد على أحداثها، لا بل رافقتُ أبطالها، عشت معهم، شاركتهم دموعهم، وأحزانهم وأفراحهم.. فكانت هذه المجموعة القصصيّة ابنة الواقع.. انها قضايا إنسانية مُلّحة، نقلت فيها بؤس بعض ما خلّفه الواقع الإجتماعي والسياسي.

بمن تأثرت في قراءاتك من الأدباء العرب او الأجانب؟ وهل القاص أو القصّاص بحاجة لأن يكون له ملهما أو أديبا يتأثر به؟

– ابداً، رغم اني ومنذ بداياتي في الإطلاع والمطالعة وحتى هذه اللحظة، لا أستطيع القول ان كاتباً او روائياًّ حاولت إتباع نهجه او إسلوبه، رغم اعجابي ودهشتي بإبداعهم… حين أشرع بالكتابة أعزل كل شيء حولي وكأني لم اقرأ حرفاً واحداً. فلكل كاتب رؤيته الخاصة في تتبع الأحداث والتواريخ والشخصيات، والكتابة معاناة ومشاعر ومواقف يمرّ بها ويُطلقها عبر الحرف والكلمة.

ختمت قصصك الآسرة بقصة خاصة بك، وهي “البرغش السعيد” وتعني كل لبناني، رغم انك لم تسم في قصصك إسم اي بلد او منطقة.. لماذا غيّبت المكان والزمان؟

– “البرغش السعيد” وهي من الكوميديا السوداء.. حصلت معي منذ ثماني سنوات مع ابنتي المعوّقة حركيّاً، ورغم هذه السنين لا شيء تغيّر، بل أن الأمور راحت نحو الأسوأ.. فالكهرباء كارثة الكوارث في لبنان.. لكن في بعض القصص المكان واضح والزمان ايضاً، ولم اكن بحاجة للتسمية.. لذلك لم يكن تغييباً للمكان والزمان لأن معاناة الإنسان واحدة على وجه الارض.

هل يمكن للقاص ان يكون مُصلحاً إجتماعيّاً؟ أم أن مهمته فقط هي رسم لوحات إجتماعية بالكلمة؟

– إذا ما قرأت روايتي ومجموعتي القصصيّة ستجدين أنيّ دائماً على الحياد، أصوّر الحالة كما هي بسلبياتها وإيجابياتها، كعين الكاميرا تماماً. فمهمة الكاتب إيصال الصورة الواقعيّة وليس طرح الحلول.

ما كتبتيه على الغلاف الأخير جميل ومؤثر.. من كنت تخاطبين؟

– انها صرخة أبطال قصصي… تساؤل، وعلامات استفهام تنتظر إجابات قد تأتي في صباح ما او تتبدد مع رياح الصمت، كما اعتادت صرخات المعذبين في الأرض، في زمن لا يرى ولا يسمع.

لماذا اخترت هذا العنوان للمجموعة القصصية الثانية لك؟

– اختياري لهذا العنوان يعود لرغبتي بأن تكون قصة “بائعة الأعشاب” في الواجهة رغم أنها متساوية مع ما طرحته من قضايا ضمن طيات كتابي، ولكن كبار السن لا ينتظرون.. والقصة تدور حول معاناتهم وعذابهم آواخر عمرهم مما يضطرّهم للبحث عن لقمة العيش، وحبّة الدواء من خلال عمل شاق لا تحتمله أجسادهم الهرمة او من خلال التسول. وايضاً كان إختياري لهذا العنوان لأن “بائعة الأعشاب” نالت جائزة القصة القصيرة في “مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون” في مصر.

حنان رحيمي البيال

بعد قرائتي لمجموعتك القصصية، رأيت أنها حكايات المهمشين التي يجب تسليط الضوء عليهم من خلال عمل فني. هل فكرت في هذا الأمر؟

– تلقيت عرضاً من مخرج عربي بهذا الشأن حيث وقع إختياره على إثنتين من قصص المجموعة.

متى سيتمكن القرّاء من الإطلاّع على مجموعتك القصصية “بائعة الأعشاب”؟

اقرأ أيضاً: أحمد بزُّون… وملحميّةُ الاحتفاء بالجسَد الأُنثويّ…

– سيتم توقيع “بائعة الاعشاب” في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في البيال داخل جناح الدار العربية للعلوم/ ناشرون، في 4/12/2015 من السابعة حتى التاسعة مساءاً.

السابق
الدرك وحزب الله في مواكبة ميريام كلينك في الضاحية!‏
التالي
بوتين وخامنئي: الحل السياسي في سوريا لا يجب أن يُفرض من الخارج