تفكيك النووي: التزام طهران باتفاق الشيطان

إلى أين تتجه إيران في تطبيق الإتفاق النووي مع الشيطان الأكبر، هل هو فعلاً نصر إلهي آخر، أم هو مشكله أخرى تضاف إلى مشاكلها الداخلية؟ هل يصبر الشعب الإيراني بعد 10 سنوات عجاف؟ والأهم ما هو المصير النووي الإيراني؟.بعد أن شرعت الجمهورية الاسلامية في تفكيك منشآتها النووية.. أم أنها أضغاث أحلام في ظل التطورات الإقليمية؟

صَبَرَ الشعب الإيراني، نعم صبر كثيرًا وسيصبر بعد أكثر. مع العلم أن من حق أي دولة امتلاك الطاقة النووية، خصوصًا بعد امتلاك عدونا التاريخي للنووي طاقة وسلاحًا ودعمًا أميركيًّا غير محدود، منذ الستينات من القرن الماضي.

إن للشعب وللدولة في إيران ولبنان وغيرهما كل الحق في امتلاك الطاقة النووية، وهذه الطاقة تشغل مفاعلات للإستعماﻻت السلمية.

إقرأ أيضاً: كيف أن الاتفاق النووي انتصار للثورة الخضراء؟

ولكن… أوهمتنا إيران الدولة أنها انتصرت وهزمت العالم الغربي، والمجتمع الدولي (5+1)، وأداّخت العقل الغربي. ومسحت الأرض بأميركا الغبية وضحك ممثل تهران الظريف ضحكة شماتة وذكاء قادح.
وبعد انتهاء المفاوضات أعلن الشيطان الأكبر أن وصول إيران بستمئة عام إلى الطاقة النووية حتى السلمية ممنوع بل هو فعلاً “أضغاث أحلام” كما قالها بالحرف وزير خارجية أميركا جون كيري. وأن إيران ستفكك منشأتها تحت إشراف مباشر ومراقبة دائمة من وكالة الطاقة العالمية. وستنزل منسوب إنتاجها إلى 3% بعد أن جاوز 90 % من إنتاج الماء الثقيل.وستنزل طوربيناتها بنسبة 98 %.. وبعد تشغيل مئات الآﻻف منها سينزل العدد إلى حوالى الخمسة آﻻف توربين فقط. ومن غير المسموح تجاوز هذا العدد.

 

الاتفاق النووي

وترفع العقوبات بالتوازي مع طبيعة التزام تهران بتنفيذ مندرجات الإتفاق. وستكون كل منشآتها النووية المعروفة والمستحدثة خلسةً تحت المراقبة. ويحق للوكالة تفتيش أي مكان على أرض إيران تشك بأنه يجري أعمال أو أبحاث نووية. وستخضع إيران ومؤسساتها المنتجة الكبرى لمراقبة تدوم 10 سنوات على هذا المنوال وبشروط مماثلة.

والأهم أن تهران اتخذت قرارًا بمفاوضة الشيطان. وأسقطت التسمية، ومسحت عن جدرانها وجدران مدنها الكبرى هذا اللقب الذي نحَسَها على مدى أكثر من ثلث قرن مضى، ومحت معه شعارها “التاريخي”: الموت لأمريكا. ومعه اعترفت بتل أبيب وخطوطها الأمنية الحُمر وأمنها الأحمر. وتتجه إلى مد يدها إلى الشرق الأوسط الجديد وذلك بغض نظر أميركي – شيطاني. حتى على العراق وفي اليمن وسورية. ولكن… من ضمن الرؤية الأميركية – الشيطانية. المهم في اللعبة هو الأمن الإسرائيلي لأنه شريك لتهران وأنقرة في الشرق الأوسط الأميركي الجديد.

إقرأ أيضاً: مصدر رفيع بالخارجية الأميركية لـ«جنوبية» (1): لولا الاتفاق النووي لأكلتكم إيران

 

ﻻ مانع من الضحك. وﻻ مانع من الهوبرة. وﻻ مانع من إفلات ودعم شلعات من المسلحين في اليمن وفي سورية ولبنان. وﻻ مانع أن يكونوا شيعة أقحاحًا. بل يفضل الشيطان الأكبر ذلك، ولكن بشرط واحد وهو: أن ﻻ يتخطوا الحدود المرسومة والإتفاقات المعلومة. أما الأمن النووي للكيان الصهيوني – الإسرائيلي فمحفوظ ومصان.

تقشف ايران

وأما الإنتصارات الإلهية فشأن إيراني ومسموح به ويفضل أن يكون دائمًا شيعي النزعة. غيبيّ التوجه والشعارات، وعربيّ الوجهة، فإذا أرادت تهران توسعًا أو تخومًا جديدة فتلك جاراتها الدول العربية. وفيها نفط وتخلف ومذاهب وشحن طائفي، إذا ما أضيفت إليه حماسة شيعية بشعارات الغيبة وهيهات منا الذلة والحرمان. فإنها تتفاعل في “جو نواصبي” يكره “الروافض” للعمى.

وهذا من شأنه خلق مناخات تخدم خطة قيام يهودية إسرائيل بصفاء العرق والنسب. ولكن أن تكون إيران دولة نووية قوية. متعاونة مع محيط عربي متماسك، على علاّته فهذا مدان ومرفوض. ويبقى النووي “أضغاث أحلام”.. فألف نعم. هذا ما قاله بالحرف جون كيري وزير خارجية واشنطن. ويبدو أن تهران ستكون أمينة للشعار. ولتفاصيل الشرق الأوسط الأميركي الجديد. وبدء تفكيكها لبعض منشآتها الآن دليل واضح على جدّيتها بالإلتزام والتنفيذ.

إقرأ أيضاً: ايرانيون يعترضون: الإتفاق النووي «فخ خطير» ويمسّ السيادة‎

يبقى أن صبر الشعب الإيراني سيطول. لأنه صبر على كل هذا الهدر الإقتصادي والتعاطي باستخفاف واستحمار الشعب الإيراني الصابر. الذي جعلته قيادة إيران “التاريخية” يخوض كل الحروب الخطأ باستثناء الحرب الحقيقية مع العدو الإسرائيلي. وفي هذه يشبه إلى حد بعيد قيادة الأسدين “التاريخية”.. ولعلّ هذه الميزة الأساس هي التي جمعت بين نظامّ سورية الأسد الأبديّ ونظام إيران الملالي التاريخي، وتلك هي المشكلة.

السابق
مسلحان يحتجزان 170 رهينة في فندق راديسون في باماكو في مالي
التالي
الجيش يستهدف تحركات الجماعات الارهابية في جرود رأس بعلبك