الحراك المدني في يوم الإستقلال: إبراز خصوصية أم تشتّت وانقسام؟

بعد أن تراجعت أسهم "الحراك المدني" شعبيًا، يضرب الحراك موعدًاً جديدًاً لجمع مع الدعوة لحشد شعبي يوم الإستقلال في 22 تشرين الثاني وكل حملة منه تغني على ليلاها. إذ لن تجتمع سائر الحملات تحت مظلة المجتمع المدني الجامع بل ستشهد بيروت نشاطا لكل حملة على حده. لذلك تتنبأ الأوساط أن هذه المناسبة لن تساعد الحراك على التقاط أنفاسه.

اختار الحراك المدني يوم الإستقلال في 22 تشرين الثاني موعدا للعودة إلى الميدان بحجم تظاهرة 22 آب، لكن على ما يبدو أن ما قبل 22 آب ليس كما بعده. إذ تتحدث أوساط الحراك عن خلاف يعصف بين مجموعات الحراك المدني، وبدت ملامحه من خلال مسيرة الإستقلال. إذ انفردت بعض المجموعات من الحراك بنشاط خاص بها يوم الإستقلال في حين أن الحراك يسعى إلى تجميع الحشد كما مسيرة آب الشهيرة.

وبحسب أحد منظمي إحدى الحملات الذي فضل عدم ذكر إسمه قال لـ”جنوبية” أن “الخلاف بين الحملات ذات طابع فئوي وليست سياسية بل لها علاقة بمن يقود الحراك”.

كما كشف منطم آخر لإحدى الحملات لـ”جنوبية” أن حملة “بدنا نحاسب” تغرّد خارج سرب الحراك وتحاول أن تنفرد عنه. . قائلاً “نريد تنظيم مسيرة واحدة. إلاً أنّ “بدنا نحاسب” أخذت المبادرة لتنظيم نشاط وحدها، وهي عبارة عن مسيرة أخرى مستقلة عن حشد الحراك المدني في ساحة الشهداء “.

وقد عقدت حملة “بدنا نحاسب” أمس، مؤتمرا صحافيا بحضور عدد من قادتها للدعوة إلى المسيرة الوطنية الحاشدة التي ستقيمها في يوم عيد الإستقلال انطلاقا من المتحف الوطني، وصولا إلى ساحة رياض الصلح.

نعمة بدر الدينوقالت الناشطة في حملة بدنا نحاسب نعمت بدر الدين أنهم من أوجدوا الفكرة والتحضير لها منذ أكثر من شهر”. مضيفةً إلى أن “الهدف منها إعادة المعنى الحقيقي لعيد الإستقلال”. وأضافت أن “الفكرة الأساسية لحملة بدنا نحاسب كانت تقتضي بعدم الاكتفاء فقط بالتجمع بساحة الشهداء، بل التحضير لمسيرة اعادة منح هذا اليوم قيمته”. مشيرة إلى أن “هذا لا يعني وجود خلافات وانقسامات داخل الحراك بل سنعود وننضم إلى ساحة الشهداء مع الحراك بعد انتهاء المسيرة”. مؤكدةً بدر الدين إلى أنه “هناك أجندة مختلفة، لكن لاوجود لخلافات”.وقالت إن “هذه المسيرة لديها وجه وطني ونريد إشراك قطاعات مختلفة فيها: نقابات، مناطق، وحركات طالبية، وأساتذة جامعيين”.

وقد لفتت بدر الدين إلى أن “المسيرة سيتخللها وضع أكاليل زهور من قبل مجموعة من الأطفال على ضريح الجندي المجهول في منطقة المتحف لا سيما بعد مرور عامين على الشغور الرئاسي حيث لم تجر أي احتفالات بالمناسبة”.

 

مارك ضوبدوره، قال الناشط في الحراك المدني مارك ضو أنه “وفي إطار العمل المشترك في 21 تشرين الثاني هناك وقفات إحتجاجية امام السرايات ومقرات المحافظات وهناك بيان موحد سيوزع، كذلك سيكون هناك حشد شعبي في ساحة الشهداء يوم الإستقلال وسيتخلل هذا التحرك عرض مدني مطلبي للجمعيات والحملات“.

وأكّد ضوّ أنه “عمليًا هناك تنسيق بين كافة المجموعات في الحراك، فهناك سلسلة من التحركات سيكون بينها تنسيق كامل ليشمل كل الطرقات، فحملة “بدنا نحاسب” ستستحوذ على رياض الصلح فيما فرح العطاء ستتجمع في مدخل قصر بعبدا – ساحة النجمة لتنتهي المسيرات بالالتقاء في ساحة الشهداء”.

وأشار إلى أن “منذ البداية هناك حملات تعمل منفردة وفي مكان ما هناك توافق وفي شق آخر يوجد اختلاف”، مؤكداً أن ” سلسلة النشاطات في ذكر الاستقلال تؤكد أكثر على التنسيق بيننا”.

كذلك، رأى الناشط في حملة “طلعت ريحتكم” أسعد ذبيان أن “الحديث عن انشقاقات داخل الحراك مضحك،” قائلاً ” 8 و14 ومجتمعين لما هذه الدراما؟” وبعد نفيه أكّد على ما قاله ضو وبدر الدين.

وأشار ذبيان إلى أن “السلطة السياسية تحاول منذ البداية إلى القضاء على الحراك لذا على الجميع أن يحذر”. مؤكداً أنه “ليس هناك خلافات شخصية بل ايديولوجية وهذا طبيعي، وذلك لاننا عدّة مجموعات مدنيّة ولسنا مجموعة واحدة “.

السابق
ابوفاعور طالب بتوقيف المعتدين على المفتشة بشرى السيد
التالي
دراسة توثق 160 موقفاً إيرانياً معادياً لدول الخليج